كتب ـ عبدالله بن محمد باعلوي
أصدر الباحث أحمد بن خلفان بن علي الشبلي كتابه الذي يتناول الأوضاع السياسية في زنجبار في عهد السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي ( 1911 ـ 1960 ) حيث تم تدشين الكتاب في معرض مسقط الدولي للكتاب وهو عبارة عن رسالة ماجستير تقدم بها الكاتب تحت إشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم الزين صغيرون ويعرض الكتاب أهم تطورات الأحداث السياسية التي شهدتها سلطنة زنجبار في عهد السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي، والذي امتد حكمه لتسعة وأربعين عاما، وكانت هذه الفترة من أكثر فترات تاريخ زنجبار ازدحاما بالأحداث، حيث كانت لطبيعة السياسة التي اتبعتها بريطانيا في إدارتها لسلطنة زنجبار انعكاسات مباشرة على مسار الأحداث في السلطنة بشكل عام وسكانها بشكل خاص، وقد كان من أهم سمات تلك السياسة العمل على حل جميع الروابط التي سادت ذلك المجتمع منذ مئات السنين، وإحلال علاقات قائمة على العرق بدلا منها، وقد نجحت بريطانيا من جراء تلك السياسة أيما نجاح، فقد أدت تلك السياسة إلى تمزيق وحدة المجتمع الزنجباري، وقد كان من أبرز مؤشرات ذلك التمزيق ظهور ما عرف لاحقا بالجمعيات العرقية، والتي أخذت تعمل في أطر ضيقة لا تتعدى سوى تحقيق مصالح أفراد ذلك العرق فقط ، متناسية بذلك المصالح الوطنية الكبرى لسلطنة زنجبار، والمتمثلة في الوحدة الوطنية ونهاية الاستعمار البريطاني والاستقلال . وأشار الباحث أحمد الشبلي بأن الدراسة تكونت من مقدمة وأربعة فصول، أوضحت المقدمة أسباب اختيار هذا الموضوع وأهميته، وركز الفصل التمهيدي على التنافس الاستعماري البريطاني الألماني على شرق أفريقيا، بينما تم تخصيص الفصل الأول للحديث عن ظروف تولي السلطان خليفة بن حارب السلطة في زنجبار، أما الفصل الثاني فقد أفرد للحديث عن التطورات الإدارية التي أحدثتها بريطانيا فيما يتعلق بطبيعة إدارتها لسلطنة زنجبار بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، بينما تم تخصيص الفصل الثالث للحديث عن نمو الوعي الوطني في زنجبار وأهم أسبابه، أما الفصل الرابع فقد تناول الأحداث التي شهدتها زنجبار بعد الحرب العالمية الثانية خصوصا في عقـد الخمسينيات.
واضاف الشبلي: كما بين الكتاب النشاط السياسي الذي شهدته سلطنة زنجبار خلال فترة حكم السلطان خليفة بن حارب والتي كان أبرزها ظهور الأحزاب السياسية والتي مهدت في وقت لاحق لإجراء أول انتخابات عامة في تاريخ زنجبار، كما أوضحت الدراسة الدور الذي لعبته بريطانيا في تمزيق سلطنة زنجبار، وذلك من خلال مجموع السياسات التي انتهجتها في التعامل مع الأوضاع في السلطنة، وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى تقسيم سكان زنجبار إلى مجموعات عرقية متنافرة .