في السياسة كما في الميدان، تبدو جميع التحركات والخطوات لمعسكر التآمر والعدوان على سوريا، ليست مناقضة ومنافية للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة فحسب، وإنما مناقضة ومنافية ـ إلى حد الكذب المفضوح ـ لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى حوار وطني سوري ـ سوري جدي وفتح كوة في جدار الحل السياسي، فلا يزال معشر المتآمرين وعصاباتهم الإرهابية يواصلون تسليح الجدار بكل ما أوتوا من قوة سلاح وإرهاب، ورص طوابير المرتزقة والإرهابيين والتكفيريين، وإعادة فك وتركيب عصابات الإرهاب بما يضمن لهم استمرار إزهاق أرواح الشعب السوري وإراقة دمائه في المدن والقرى والشوارع والحدائق وبقية الأماكن العامة والمؤسسات الخدمية والمنازل، وتهجير من لم تصله نيران إرهابهم التي يؤججونها صباح مساء.
ومع استمرار حفلات الجنون الدموية وحفلات الموت المجاني تحت رعاية وقيادة الولايات المتحدة ومن معها من الغرب وبعض العرب، ومن ورائهم جميعًا الطرف الأصيل في المؤامرة كيان الاحتلال الإسرائيلي، يواصل هذا المعسكر التآمري العدواني الدموي شحذ سواطير الإرهاب وتبديل عصاباته من حيث المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة، ويواصل تدوير الزوايا المغلق منها والمفتوح، لأجل أن تستمر مع ذلك حفلات الجنون والموت، وتستمر معها حالات الانتشاء والتلذذ بإبادة الأبرياء السوريين، وبحضور شاهد الزور إعلامهم الساقط أخلاقيًّا ومهنيًّا لينقل مشاهد هذه الحفلات على أنها من صنع الجيش العربي السوري، ويزداد السقوط الأخلاقي والمهني حين يتجه إلى ما يجيده من فبركة وكذب وتدليس وصناعة انتصارات وهمية استكمالًا لعملية التضليل وتزييف الحقائق وتغييب الوعي لدى عوام الناس.
سكارى حفلات الجنون والموت المجاني يتحدثون أمام برلماناتهم ومؤتمراتهم الصحفية عن أنهم في الطريق الصحيح في سوريا والعراق، زافين البشرى بأن هناك إقبالًا كبيرًا على حفلاتهم التي يجري تجنيد فرق القتل والإرهاب والتدمير والرقص على جثث الأبرياء في سوريا والعراق، وأن ما يزيد طريقهم صحةً وصوابًا هو تجنبهم ضفتي الطائفية والمذهبية الملتهبتين. وطبعًا حديثهم هذا لا غبار عليه، فهم نعم في الطريق الصحيح الذي رسموه بعناية فائقة ومركزة، خاصة وأن العملاء ماضون في تدريب فرق الموت والقتلة المأجورين، والطائرات الحربية وطائرات الشحن ماضية في إلقاء أطنان الأسلحة والأدوية والأغذية التي تحتاجها فرق الموت والقتل والإرهاب على الأرض، وجارٍ الإعداد والاستعداد لإلقاء أمثالها، بل وتوفير الغطاء الناري لحماية هذه الفرق ومساندتها على الأرض حالما ينتهي تدريبها على أساليب إقامة حفلات الجنون ونقل الموت المجاني وإراقة الدماء في شوارع مدن وقرى وأحياء سوريا، والعملاء والوكلاء لم يفتأوا كل يوم عن تقديم شهادات خدمتهم وعمالتهم، سواء بالمال أو تحريض الشباب السوري على التمرد على وطنه وموطن كرامته وشرفه وعرضه، أو تجنيد الإرهابيين والمرتزقة والتكفيريين وتمريرهم لمواصلة إبادة الشعب السوري.
نعم، لقد احترفوا الإرهاب مهنة وبزوا فيها مَنْ قبلهم، وسيبزون بها مَنْ بعدهم، ولكنهم وبزهم إلى مزابل التاريخ التي لملئها أعدوا أنفسهم ويعدونها.