عكسَتِ الحفاوة الكبيرة التي استُقبل بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال زيارته إلى جمهوريَّة مصر العربيَّة، مدى متانة العلاقات الأخويَّة بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ وعُمقها على كافَّة الأصعدة، حيث كان أخوه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهوريَّة مصر العربيَّة في مقدِّمة مستقبِلي عاهل البلاد المُفدَّى. كما عكس اللقاء الأخويُّ الذي عقده القائدان يوم أمس حرصهما على مناقشة كُلِّ ما يخدم مصلحة البلدَيْنِ وشَعبَيْهما الشَّقيقَيْنِ، ومناقشة كافَّة القضايا الإقليميَّة والعالميَّة ذات الاهتمام المشترك، وكانت الشؤون الاقتصاديَّة ومجالات تطوير التعاون الثنائيِّ حاضرةً بقوَّة خلال المباحثات، خصوصًا مع الوفد رفيع المستوى الذي يرافق جلالةَ السُّلطان المُعظَّم في زيارته للقاهرة، ما يحمل رمزيَّة كبيرة للمنتظر من لقاءات قائدَي البلدَيْنِ ولقاءات مسؤولي البلدَيْنِ، والذي سيصبُّ بالتأكيد في صالح تطلُّعات وطموحات الشَّعبَيْنِ العُمانيِّ والمصريِّ. كما أنَّ توقيت الزيارة في ظلِّ ما تشهده المنطقة والعالم من تطوُّرات اقتصاديَّة وسياسيَّة، يعكس رغبة البلدَيْنِ في فتح فصل جديد من العلاقات، ويُمثِّل انطلاقة طموحة لمواصلة علاقات التعاون وتطويرها بما يعود بالمنافع المشتركة في كافَّة المجالات العسكريَّة منها والسياسيَّة والثقافيَّة، لا سِيَّما الجانب الاقتصاديُّ، حيث إنَّ البلدَيْنِ الشقيقَيْنِ يسعيانِ إلى الدفع بالمجال الاقتصاديِّ والتجاريِّ والاستثماريِّ إلى آفاقٍ أرحبَ وزيادة حجم التبادل التجاريِّ، واستكمال ما تمَّ الاتِّفاق عليه خلال زيارة فخامة الرئيس المصري لمسقط العامَ الماضي، والبناء عليه في توطيد التعاون وتبادل الخبرات وتكامل الأدوار في شتَّى المجالات، حيث نُظِّم خلال الزيارة منتدى الأعمال العُمانيُّ المصريُّ؛ بهدف عرض المُقوِّمات الاستثماريَّة المتاحة في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى التشريعات والنُّظم والبُنى الأساسيَّة الجاذبة للاستثمار ومجالات الاستثمار العديدة من بَيْنِها مجالات الطاقة المُتجدِّدة والهيدروجين الأخضر. ولا رَيْبَ أنَّ هذه الزيارة السَّامية للشقيقة مصر تُعدُّ فصلًا جديدًا يعكس الرؤية الثاقبة لجلالة السُّلطان ـ أعزَّه الله ـ التي اعتمد عليها منذ تَولِّيه مقاليد الحُكم، والتي تسعى إلى تعظيم الاستفادة من العلاقات الأخويَّة والدبلوماسيَّة القويَّة التي تملكها سلطنة عُمان مع معظم دوَل المنطقة والعالم، وحِرصَ جلالته على تقوية تلك العلاقات بمدِّ جسور التعاون، وبناء منظومة توحِّد المصالح المشتركة، وتعمل على الاستفادة منها بشتَّى الطُّرق، لِتكُونَ تلك العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخُّل في شؤون الآخرين بوَّابةً مفتوحة لتحقيق الأهداف التنمويَّة للجميع، خصوصًا ما بَيْنَ الدوَل العربيَّة، حيث تُشكِّل المبادئ المشتركة في السياسة الخارجيَّة لسلطنة عُمان وجمهوريَّة مصر العربيَّة الشقيقة نواة لتفعيل العمل العربيِّ المشترك، خصوصًا مع حرص قيادتَي البلدَيْنِ على دعم كُلِّ ما من شأنه خدمة القضايا العربيَّة.
ومن هذا المنطلق تتجلَّى أهمِّية اللقاءات الأخويَّة بَيْنَ جلالته ـ أبقاه الله ـ وأخيه فخامة الرئيس المصري، ويتضح حجم المتابعة في المنطقة والعالم أجمع لِمَا ستُسفر عنه المباحثات على الصعيدَيْنِ السياسيِّ والاقتصاديِّ؛ لِمَا يملكه البَلدانِ من ثقل إقليميٍّ وعالميٍّ، وما يبذلانِه من جهود لاستعادة الأمن والاستقرار. أمَّا على الصعيد الاقتصاديِّ فما ستُسفر عنه الزيارة من اتفاقيَّات سيمتدُّ تأثيرها على الحركة التجاريَّة الإقليميَّة والعالميَّة؛ لِما يتمتع به البَلدانِ من موقع جغرافيٍّ متفرِّد، في قلب حركة التجارة العالميَّة، وما يملكانِه من مُقوِّمات كبيرة في العديد من القِطاعات الاقتصاديَّة مِثل الصناعة والزراعة والثروة السمكيَّة والسياحة..إلخ.