تؤشر مباحثات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مستهلِّ الزيارة الرَّسميَّة التي يقوم بها العاهل المُفدَّى إلى جمهوريَّة مصر العربيَّة، على ارتقاء التنسيق المشترك بَيْنَ قيادتَي البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ إلى مستويات أعلى، محلِّقًا بجناحَي التاريخ والثقافة المشتركة بَيْنَ الشَّعبَيْنِ العُماني والمصري.
والمباحثات التي تناولت دعم التعاون الثنائي القائم بَيْنَ البلدَيْنِ في مختلف المجالات والرؤى المتقاربة في القضايا الإقليميَّة والدوليَّة جاءت لتبني على ما راكمته القيادتان من تنسيق مشترك، سواء من خلال زيارة الرئيس المصري إلى سلطنة عُمان قَبل أقلَّ من عام أو من خلال الوفود المتبادلة بَيْنَ البلدَيْنِ، وأيضًا ما راكمه البَلدانِ من علاقات تاريخيَّة جعلت منهما «صنوَيْنِ» في التاريخ، تشهد عليها الآثار والدراسات البحثيَّة التاريخيَّة التي وجدت في المقابر الفرعونيَّة بقايا لُبان وخريطة دلَّت على رحلات الفراعنة إلى جنوب عُمان.
أمَّا الجناح الثقافي في العلاقات فيشهد ما اتَّفق عليه البَلدانِ من تعاون في الجوانب الثقافيَّة والأكاديميَّة، والمرشَّح لتطويره إلى تعاون في مجال الوثائق والتراث من حيث الترميم والآثار، إضافة إلى التعاون الأكاديمي بَيْنَ الجامعات العُمانيَّة والجامعات المصريَّة.
فالجوانب التاريخيَّة والثقافيَّة تُعدُّ من أهمِّ الجوانب في استدامة العلاقات بَيْنَ الشعوب، وتوجد مشتركات ثابتة في مجالات الفنِّ والفِكر تُعدُّ قاعدة للتعاون السياسي والاقتصادي.

المحرر