لُقِّبَ بهذا اللقب الصحابي الجليل:مَوَلَةُ بْنُ كُثَيْفٍ (ذُو اللِّسَانَيْنِ)، واسمه:(مولة ـ وفي بعض كتب التراجم: «موءلة»ـ بْن كثيف بْن حمل بْن خَالِد بْن عَمْرو بْن معاوية، وهو الضباب بْن كلاب.نسبه الزبير بْن بكار، وكلاب هُوَ ابن ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة الضبابي الكلابي العامري، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هُوَ مولى الضحاك بْن سفيان الكلابي) (أسد الغابة، ط: العلمية 5/‏ 270).
ـ سبب تلقيبه بـ(ذو اللسانين):
ذكر صاحب (الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/‏ 1487):(وَكَانَ فصيحًا يُدْعَى ذَا اللِّسَانَيْنِ مِنْ فَصَاحَتِهِ)، وذكر مثله صاحب(معرفة الصحابة لأبي نعيم 5/‏ 2645)فقال:(وَكَانَ يُسَمَّى: ذَا اللِّسَانَيْنِ مِنْ فَصَاحَتِهِ)، وفي (أسد الغابة، ط: العلمية 2/‏ 222):(ذو اللسانين هو موله بْن كثيف سمى لفصاحته، قاله عبدان)، وأكده صاحب (الإصابة في تمييز الصحابة 6/‏ 185)، وذكر مثل ذلك غيرهم.
ـ إسلامه وجهاده:
(أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَأَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَمَسَحَ يَمِينَهُ، وَسَاقَ إِبِلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَصَدَّقَهَا بِنْتَ لَبُونٍ، ثُمَّ صَحِبَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَعَاشَ فِي الْإِسْلَامِ مِائَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ يُسَمَّى ذَا اللِّسَانَيْنِ مِنْ فَصَاحَتِهِ)(الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/‏ 1487)،وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ مَوَلَةَ هَذَا، فَقَالَ:(هُوَ مَوَلَةُ بْنُ كُثَيْفٍ الضَّبَابِيُّ الْكِلَابِيُّ الْعَامِرِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَأَسْلَمَ وَعَاشَ فِي الْإِسْلَامِ مِائَةَ سَنَةٍ، رَوَى عَنْهُ ابْنُهُعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى قِصَّةَ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ ـ المشهورة ـ قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَتْنِي ظَمْيَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَوَلَةَ بْنِ كُثَيْفِ).
ـ ماأُثِرَ عنه ووفاته:
روي عن ظمياءُ بنتُ عبدِالعزيزِ بنِ مَوَلة قالتْ:(حدَّثني أَبِي، عَنْ جدِّي مَوَلة بنِ كُثيفٍ،أنَّ الضحاكَ بنَ سفيانَ الكِلابيَّ كانَ سيَّافاً لرسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَائِمًا عَلَى رأسِهِ مُتوشِّحاً سيفَهُ، وكانتْ بنو سُليمٍ في تسعِمئةٍ، فقالَ رسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:»هل لَكم في رجلٍ يعدلُ مِئةً يوفِّيكم أَلْفًا!، فوَفَّاهم بالضحاكِ بنِ سفيانَ، فلمَّا اقتَتلوا قالَ رسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ـ للعباسِ بنِ مِرداسٍ السلميِّ: مالقومي كَذَا - يريدُ تقتلُهم - وقومُك كَذَا - يريدُ تدفعُ عَنْهُمْ»، فقالَ العباسُ شِعرًا:
نَذودُ أَخانا عَنْ أَخينا وَلَوْ نَرى *** مَهَزَّاً لكُنا الأَقربينَ نُبايعُ
(جامع المسانيد والسنن 8/‏ 241).
و(رَوَى الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَوَلَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا مَوَلَةَ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: أَتَى عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ لَهُ: «يَا عَامِرُ أَسْلِمْ»، فَقَالَ: أُسْلِمُ عَلَى أَنَّ لِي الْوَبَرَ وَلَكَ الْمَدَرَ؟ قَالَ:»لَا»، ثُمَّ قَالَ: «أَسْلِمْ»، فَقَالَ: أُسْلِمُ عَلَى أَنَّ لِي الْوَبَرَ وَلَكَ الْمَدَرَ؟ قَالَ: «لَا»، فَوَلَّى وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا جُرْدًا وَرِجَالًا مُرْدًا، وَلَأَرْبِطَنَّ بِكُلِّ نَخْلَةٍ فَرَسًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:»اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامِرًا وَاهْدِ قَوْمَهُ»، فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ صَادَفَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ، يُقَالُ لَهَا: سَلُولِيَّةٌ. فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ، وَنَامَ فِي بَيْتِهَا، فَأَخَذَتْهُ غُدَّةٌ فِي حَلْقِهِ، فَوَثَبَ عَلَى فَرَسِهِ وَأَخَذَ رُمْحَهُ، وَأَقْبَلَ يَجُولُ وَهُوَ يَقُولُ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ، وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ. فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ حَالُهُ حَتَّى سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ مَيِّتًا)(البداية والنهاية، ط: هجر 7/‏ 274)،وجاء في (معرفة الصحابة لأبي نعيم (5/‏ 2645):(قَالَ: صَحِبَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَعَاشَ فِي الْإِسْلَامِ مِائَةَ سَنَةٍ)،وذكر صاحب (أسد الغابة، ط: العلمية 5/‏ 270).. رضي الله عنه وأرضاه.


محمود عدلي الشريف
[email protected]