الأمم المتحدة ـ عواصم ـ وكالات : يحضر أمس مجلس الأمن الدولي للاقتراع على مسودة مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة الأميركية مساء أمس الأول الخميس، في إحدى الجلسات الاعتيادية للمجلس يدين استخدام الأسلحة الكيماوية بسوريا، تحت الفصل السابع الذي يخوّل مجلس الأمن التدخل واستخدام القوة العسكرية ضد أي طرف ينتهك هذا القرار، ويقوم باستخدام الغازات السامة كالكلور والخردل. و(حتى إعداد الخبر ) لم يتبن المجلس مشروع القرار ، فيما نددت منظمة الثقافة والفنون التابعة للأمم المتحدة " يونسكو " إن ما قام به داعش من تدمير آثار منطقة النمرود التي تبعد مسافة نحو 30 كم جنوب مدينة الموصل في محافظة نينوى بالعراق، يرقى "لجريمة حرب."
من جانبه ، قال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، فرانسوا ديلاتر، إنه يأمل أن يتم تبني القرار بالإجماع لأهمية المشروع وإيجابياته. ويقول مشروع القرار إنه "يدين بأشد العبارات أي استخدام لأي مواد كيماوية سامة مثل الكلور كسلاح في الجمهورية العربية السورية"، دون أن يلقي بالمسؤولية في هجمات سابقة في سوريا على طرف معين. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد عثرت على أدلة تؤكد استخدم غاز الكلور "بشكل منظم ومتكرر" كسلاح في سوريا.
ووافقت سوريا في 2013 على تدمير كامل برنامجها للأسلحة الكيماوية بمقتضى اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين على مشارف العاصمة السورية. ورغم أن الكلور ليس مادة محظورة إلا أن استخدامه كسلاح كيماوي محظور بمقتضى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1997 التي انضمت إليها سوريا عام 2013.
وذكرت مصادر دبلوماسية من الأمم المتحدة لوسائل إعلام " إن القرار لم يشر أو يتهم طرفاً معيناً باستخدام هذه المواد" ، لكن كلمات بعض الوفود كالموفد البريطاني، اتهمت بشكل مباشر الجيش السوري باستخدام قنابل تحوي غازات سامة، والذي استند في ذلك على تحقيق لوكالة حظر الأسلحة الكيماوية، يزعم أن طائرات مروحية قامت بقصف أحد المواقع بالغازات السامة.
على صعيد آخر، قالت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا في بيان "أدين بكل شدة تدمير موقع النمرود. لا يسعنا التزام الصمت. إن التدمير المتعمد للإرث الحضاري يعتبر جريمة حرب، وأنا أناشد كل الزعماء السياسيين والدينيين في المنطقة أن يتصدوا لهذا العمل البربري الجديد." وقالت بوكوفا إنها تباحثت في الأمر مع رئيسي مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية. وقالت "إن اليونسكو مصممة على عمل كل ما هو ضروري لتوثيق وحماية إرث العراق الحضاري، وقيادة المعركة ضد الاتجار غير الشرعي بالآثار وهي تجارة تسهم بشكل مباشر في تمويل الإرهاب." من جانبه، قال عبدالأمير الحمداني وهو آثاري عراقي يعمل في جامعة ستوني بروك في نيويورك "صدمت حقا، ولكنها كانت دائما مسألة وقت. ننتظر نشر الفيديو. إنه لأمر محزن حقا." وقال الحمداني "الدور الآن على الحضر" في إشارة إلى موقع مدينة الحضر الأثرية التي تقع إلى الجنوب من المصل والتي تدرجها اليونسكو كموقع حضاري عالمي.
ويرجع تاريخ هذه المنطقة إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتعد أحد أهم المواقع الأثرية في العراق والشرق الأوسط. ونمرود هي التسمية المحلية بالعربية لمدينة كالخو (كالح) الآشورية التي بنيت على نهر دجلة على يد الملك الأشوري شلمنصر الأول (1274 ـ 1245 ) وجعلها عاصمة لحكمه خلال الإمبراطورية الأشورية الوسيطة. وعبر آثاريون عن حزنهم العميق وغضبهم البالغ إزاء تدمير موقع النمرود، إذ وصفه أليكس بلاث مسؤول منظمة اليونسكو في العراق بأنه "هجوم مروع جديد على إرث العراق الحضاري"، فيما قالت الآثارية العراقية لمياء الكيلاني "إنهم يمحون تاريخنا." ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول في الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكردستاني قوله "إن داعش كانوا يعملون منذ ما يقارب أسبوع على تدمير آثار النمرود بواسطة الجرافات". كما نقلت عن مسؤول عراقي يعمل في حقل الآثار قوله إن عملية التجريف بدأت بعد صلاة ظهر الخميس ، مع ملاحظة وجود شاحنات في الموقع منذ أسبوع، الأمر الذي جعله يرجح قيام مسلحي داعش بنقل آثار من الموقع.