تُعبِّر حفاوة الاستقبال التي حَظِيَ بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال الزيارة الرَّسميَّة التي يقوم بها جلالتُه لجمهوريَّة إيران الإسلاميَّة عن المكانة الطيِّبة التي وصلت إليها العلاقات، وما يحظى به جلالة السُّلطان المُعظَّم من مكانةٍ وترحابٍ لدى القيادة الإيرانيَّة، ورغبة الجانب الإيرانيِّ، على كافَّة مستوياته السياسيَّة والاقتصاديَّة، في تطوير العلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة، وأنَّ علاقات طهران مع مسقط تأتي على رأس سياسة إيران الخارجيَّة، كما يؤكِّد تكرار اللقاء بَيْنَ قيادتَي البلدَيْنِ السَّعيَ إلى تطوير العلاقات التاريخيَّة الممتدَّة بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ووجود آفاقٍ واسعة لتعزيز التعاون السياسيِّ والاقتصاديِّ والدوليِّ والإقليميِّ بَيْنَ البلدَيْنِ، حيث تُشيد القيادة العُليا في إيران دائمًا بالدَّور العُمانيِّ المتوازن والمؤثِّر في المنطقة والعالم.
فالمباحثات التي يُجريها جلالته خلال الزيارة الرَّسميَّة ولقاءاته بفخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، التي بدأت أمس تأتي استمرارًا للتشاور والتنسيق بَيْنَ القيادتَيْنِ لبحث مختلف التطوُّرات على الساحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة، وتعزيز كُلِّ ما من شأنه الارتقاء بأوْجُه التعاون القائمة بَيْنَ البلدَيْنِ في مختلف المجالات، وسُبل تطويرها بما يخدم مصالحهما وتطلُّعاتهما حاضرًا ومستقبلًا، تعزيزًا لروابط الصداقة بَيْنَ سلطنة عُمان والجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة الصديقة، وتوطيدًا للعلاقات المُثمرة وحُسن الجوار بَيْنَهما، كما عبَّر الاستقبال الحافل أيضًا عن الثقة المتبادلة والعالية بَيْنَ البلدَيْنِ، وعكس ترحيب طهران الدَّائم بالمبادرات الحكيمة والمُحبَّة للخير التي تتبنَّاها السَّلطنة بفضل التوجيهات السَّامية لجلالة السُّلطان ـ أعزَّه الله ـ.
ونظرًا لِمَا حقَّقه لقاء مسقط الأخير بَيْنَ القيادات العُمانيَّة والإيرانيَّة، سواء على الصعيد الاقتصاديِّ الذي شهد تطوُّرًا كبيرًا سواء في حجم الاستثمارات المتبادلة، أو في النُّمو الكبير للتبادل التجاري، أو على الصَّعيد السياسيِّ، الذي لامسنا من نتائجه، عودة العلاقات السعوديَّة الإيرانيَّة، والبدء في مرحلة جديدة من التعاون بَيْنَ طهران وباقي دوَل المنطقة، والتي جاءت عَبْرَ البوَّابة العُمانيَّة، وتُعدُّ من النتائج المباشرة للزيارات المتبادلة بَيْنَ القيادتَيْنِ العُمانيَّة والإيرانيَّة، وهو ما يُفسِّر الاهتمام والترقُّب الإقليميَّ والعالميَّ بنتائج المباحثات التي تتمُّ بَيْنَ عاهل البلاد المُفدَّى والقيادات الإيرانيَّة.
إنَّ ما نشاهده من مباحثات مستفيضة ومتعدِّدة الأوْجُه يُعبِّر عنه حجم الوفد المصاحب لجلالة السُّلطان ـ أبقاه الله ـ ويؤكِّد أنَّ المباحثات الجارية في طهران ستحمل أهدافًا كبيرة من شأنها تطوير العلاقات الاقتصاديَّة بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ من خلال رفع حجم التبادل التجاري وإقامة المزيد من المشروعات والشراكات الاستثماريَّة المشتركة، وهو ما يتطلَّع إليه القِطاع الخاصُّ في كلا البلدَيْنِ، حيث يرغب هذا القِطاع الواعد في تعزيز الاستثمارات المشتركة ووضع آليَّات دقيقة لتسريع الإجراءات التنفيذيَّة للاستثمار ستُحقِّق ديمومة ومتانة هذه العلاقات التجاريَّة، وما يشهده رجال الأعمال في البلدَيْنِ اليوم من تعاون وتبادل تجاريٍّ واستثمارات مشتركة ما هو إلَّا ثمرة العلاقات الوطيدة التي أرستها حكومتا البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، وعلى رأسها ما ستُسفر عنه هذه الزيارة السَّامية التي يترقَّب نتائجها الجميع.