مسقط ـ العُمانية: يشتمل كتاب (أوهاجُ النصّ الشعريّ) على أربع دراسات في ديوان (غارق يغني) للشاعر العُماني سعيد الصقلاوي، جمعها وحرّرها وقدّم لها د.محمّد صابر عبيد ود. فليح مضحي السامرائي.
وقرأ الباحثون المشاركون في الكتاب الذي حمل عنوانًا فرعيًّا هو (حركيّة العلامة: التشكيل والتعبير)، التجربة الشعرية للصقلاوي والمحطات الرئيسة والتحولات الجذرية فيها من خلال ديوانه الذي صدر عام 2022.
ويوضح عبيد السامرائي في مقدمة الكتاب الصادر عن (الآن ناشرون وموزعون)، أن تجربة سعيد الصقلاوي تنتمي إلى فضاء القصيدة العربيّة التقليديّة في اعتمادها (قصيدة الوزن) معيارًا إبداعيًّا مركزيًّا للنصّ الشعريّ، بمعنى أنّ هذه التجربة من حيث الجذور تعود إلى المرجعيّة المعروفة للشعريّة العربيّة القديمة في تقاليدها الشعريّة المتوارَثة.
ويضيفان: (لأجل التجديد والتطوير والتحديث في هذا السياق، لا بدّ من حضور فاعل وبارز لطبيعة الوعي الشعريّ الثقافيّ والجماليّ العارف والقادر على التغيير، ضمن رؤية نافذة تتضمّن معالم الاجتهاد اللغويّ والصوريّ والإيقاعيّ وملامحه بدرجة عالية من المعرفة، للعمل الصحيح والوافي على إحداث ما هو مطلوب من تطوّر في كلّ مرحلة من مراحل التجربة وعلى نحو شديد الوضوح والقيمة والإنجاز).
وتكشف الدراسة الأولى في الكتاب التي قدمها د.محمد شيرين تشنار ود.مراد كافي تحت عنوان (جدليّة الحرب والحبّ في شعر سعيد الصقلاوي)، عن الروابط الفنية والجمالية والدلالية والسيميائية التي تربط بين الحرب والحب حين يُستَحضران معًا في مقام واحد. وقد انتخب الباحثان المقطوعة الشعرية (بحث) للصقلاوي، لتكون أنموذجًا تطبيقيًّا لدراستهما السيميائية النقدية، التي تسعى إلى عقد مقاربة مفهومية بين الحرب والحب من وجهة الفكر الشعري والفلسفي والوجداني والمجتمعي لسعيد الصقلاوي. وفي الدراسة الثانية التي جاءت بعنوان (اللغة الشعريّة وجماليّاتُ الفنون)، يرى الباحث والناقد د.إبراهيم نامس ياسين أن الفنون تشترك فيما بينها في كثير من حراكها الإبداعي على مستوى التعبير والتشكيل، فيأخذ فن من آخر ويستعير فن من آخر بحسب الحاجة، وأنّ هذه الفنون تنهل من منهل واحد وتحاول أن تصنع الجمال للبشرية بطرق مختلفة، مؤكدًا على أن لغة الصقلاوي تتميز في هذا المقام بالأصالة والحداثة معًا على النحو الذي دفعه للإفادة من تقانات الفنون الأخرى وتوظيفها في شعره.