تعدّ الترجمة نشاطا بشريّا حيويّا، باعتبارها وسيلة تواصل وتفاهم بين اللغات والشعوب والثقافات المختلفة. ولئن كان هذا النشاط قائما منذ عهود طويلة ، فإنّ أهميته في تزايد مستمرّ تبعا للتطوّرات الحاصلة على مرّ التاريخ. حيث تكتسي الترجمة في عصرنا الحاضر أهمية بالغة ، حتى أنها أصبحت تعدّ أداة لا غنى عنها، بها تتجدد اللغات وتتطور وتعزز حيويتها وقدرتها على مواكبة مختلف المستجدات في العالم بما في ذلك اسهاماتها في صناعة المعرفة الشاملة، وعلى اعتبار أنّ الترجمة اثراء وتطوير للغة في حدّ ذاتها، فكيف تساهم الترجمة في صناعة المعرفة؟ وماهو أثر استخدام اللّغة في تطويرها؟ .
مما لاشك فيه أن للترجمة اسهامات في صناعة المعرفة، في حين ظلّت المعارف والشعب العلمية ذاتها منذ القدم، حافظت الترجمة على مكانتها بين كافة العلوم المعرفية المتوارثة، ولا يزال صيتها يعلو يوما بعد يوم في صناعة المعرفة وتطوير مستويات اللغة على حدّ سواء، وفي الإطار ذاته لا بد من اعتبار الترجمة في حدّ ذاتها معرفة، ولكن كيف يكون ذلك ؟ وكيف للترجمة أن تصنع المعرفة ؟ لطالما ارتدت الترجمة ثوب المعرفة منذ قديم العصور فهي ليست بالشيء الحديث أو المعاصر حيث إنّها برزت مع أولى محاولات الإنسان الاحتكاك أو التواصل مع غيره وذلك لأسباب وحاجات مختلفة من تجارة وأدب واقتصاد ، وربما وعلى سبيل المثال كان العرب من أهمّ الشعوب التي عرفت الترجمة منذ أقدم عصورهم نظرا لارتحالهم للتجارة وبالتالي احتك هؤلاء بجيرانهم الشعوب الثلاثة المحيطة بهم وهم الروم والفرس والأحباش وبالتالي فانّ الترجمة هنا هي عبارة عن همزة الوصل بين كلا الشعبين أو لنقل هي الأداة الوحيدة التي يتمكّن عبرها أو بواسطتها كل من الطرفين الحصول على غايته وقضاء حاجته .

والترجمة كانت ولا تزال الى الآن مصنّفة في خانة العلوم وذلك لقدرتها اللامتناهية على تفكيك وحلّ كثير من الرموز اللّغوية وايصالها بأنسب الطرق الى لغة الهدف، فهي ذات قدرة كبيرة على تفكيك وحلّ كثير من الرموز اللّغوية التي تتشعّب والتي تحمل أيضا في طيّاتها اختلافات كثيرة لثقافات عديدة وخلفيات علمية وثقافية وعقائدية عديدة وثريّة تختلف من ما هو منقول منه الى ما هو منقول اليه ، وبالتالي لا يمكننا تجاوز هذا الدور الكبير المتمثّل في اضفاء الثراء وخاصّة التأكيد على هذه المهمّة التعليمية أو بالأحرى المهمّة المعرفيّة التّي تضطلع بها الترجمة حيث تقوم هذه الأخيرة بنقل كل ما سبق ذكره من خلفيات ثقافية وعلميّة وبالتالي معرفيّة والتي تشملها ثقافة ما أو تحديدا ثقافة لغة ما الى غيرها من لغة منقول لها وهذا تحديدا ما يعبّر عنه بصناعة المعرفة التي قد يفتقر لها أو يجهلها مجتمع ما يتحدّث لغة ما فعند القيام بترجمة السياقات أو المحتويات المكوّنة لهذه المعرفة فانّنا بالتّالي نقوم بنقل ما تحتويه من معارف وعلوم وأفكار بامكانها أن تحقّق الاضافة والافادة التي يحملها مجتمع ما الى غيره من المجتمعات فبدون الترجمة لا يمكن لنا أن ننقل العلوم ولا غيرها من المعارف وبالتاّلي تظلّ هذه الأخيرة محدودة وحكرا على الشعوب التي أصدرتها أو أنتجتها وبالتالي يعدّ دور الترجمة فعّالا وهامّا ويكاد يكون لا غنى عنه في نقل المعارف واستمرار المبادلات المعارفية من شعب الى شعب ومن جيل الى جيل على اعتبار أنّ هذا الدور هو دور موغل في التاريخ وضارب في القدم كما سبق وذكرنا، فالترجمة ليست قالبا جاهزا أو آلة جامدة انّها كيان كامل وقائم الذات لا يمكن له أن ينقل الجسد، ويستغني عن الروح فهي اذا وسيط لنقل المعرفة والتعرف على حقيقة الآخر وما ينتجه من معرفة.
ففي القرن التاسع الميلادي، قام العرب بترجمة معظم مؤلفات أرسطو، وهناك مؤلفات كثيرة ترجمت عن اليونانية إلى العربية، وضاع أصلها اليوناني فيما بعد، فأعيدت إلى اللغة اليونانية عن طريق اللّغة العربية أي أنها فيما لو لم تترجم إلى اللغة العربية لضاعت نهائيا وما وجدنا لها أثرا الّا أنّها وقع الحفاظ عليها بواسطة التّرجمة التي لعبت دورا كبيرا في ذلك .
انّ للتّرجمة كفاءة المقتدرين في تبيّن عقد وألغاز اللّغات ، مع فكّها ثمّ اعادة صياغتها بعد صقلها لتقدّم كمنتوج نهائي سهل بسيط غنيّ بالمعارف المتناقلة بين الشعوب المتكلّمة على اختلاف لغاتها فلترجمة كتب الاغريقيين واليونانيين والعرب والاسبان والرومانيّين الفضل الكبير في تناقل المعارف منذ العصور القديمة ولها الميزة الفضلى في ضمان المعرفة للجميع رغم الاختلاف اللغّوي والتباعد والتباين الجغرافيين والميتافيزيقيين فعلى سبيل المثال لولا وجود الترجمة لما وصلتنا أو لا ما وصلت التكنولوجيا الألمانية الى جلّ أنحاء العالم بل شخصيا أرى أنّ الترجمة أيضا قامت بدور كبير وفعّال في اثراء وتوظيف هذه المعرفة وجعلها لاغنى عنها في حياتنا اليومية فعند تعلّمنا ودرايتنا بمصطلحات وعبارات لميادين المعرفية الصادرة أو المنتجة بلغة وبالتالي قيامنا بنقلها وفكّ أهمّ رموزها ومعارفها الى اللّغة التي نريد لهذا أكبر دليل على القيمة الثابتة لأهمية الترجمة في تركيز مبدأ المعرفة وقيمة صنعها أو مساهمتها البالغة الأهمية في التبادل والاكتساب المعرفي. فنحن عندما نتعلّم أو نعرف حضارة وثقافة اللّغة التي ننقل منها انما هذا يعدّ افادة للغتنا التي ننقل اليها وعندها تظهر ترجمة جيدة لا يستطيع أحد التمييز بين ان كانت أصلا أو ترجمة وهنا نشير الى أنّنا فعلا قمنا بنقل معرفة أو بإضافة معرفة وبهذا تكون الترجمة علما، ومع الخبرة والممارسة تصبح فنّا وابداعا وعملا يجعل القائم به والمتقبل له يستمتعان به وتحصل لهما الاستفادة والمعلومة والمعرفة.
يجمع الباحثون على أنّ الترجمة تؤدّي دورا أساسيا في اثراء الثقافات فبالاضافة الى الفوائد التي جناها الغرب من نقل العلوم عن العرب في فترة تاريخية سابقة، وهنا يمكننا القول بأنّ البشرية جمعاء تستفيد من تبادل الأفكار، وينشأ بصفة متزايدة، تحت تأثير تسارع الاتصالات والتنقلات وتعميم المبادلات الثقافية ، ما يمكن أن نسميه ثقافة الترجمة أي العلم الحاصل عبر الترجمة وبالتالي تعتبر هذه الأخيرة مكان العبور بين اللغات واجتياز الهويّات وخلخلة المعالم الثقافية والغوص في أسرار الثقافات والخلفيات العلمية وبالتالي المعرفية لكلتا اللّغتين المصدر في الترجمة والهدف منها .
أمّا اذا تحدّثنا عن هذا التبادل المعرفي، فهو يضمن لنا اضافة الى نقل المعارف والعلوم، نموّ اللّغة والأدب وتجدّدهما وبالتالي تطوّرهما ، وهنا ومن خلال نقطة معينة تتمثل في أثر استخدام اللّغة في تطويرها نطرح تساؤلا كيف تتطوّر اللّغة عند استخدامها في الترجمة؟ لقد أصاب من قال إنّ ''الكلمات تموت عندما تنطق وأنّها تحيا حينما تنقل أفكارا ومعارف'' لكنّنا يجب أن نقرّ بأنّ تطوّر اللّغة وتقدّمها بفضل الترجمة هو من الأمور المسلّمة أحيانا. ولكي نتبيّن قيمة الترجمة في تطوّر اللّغة وبناء مكوناتها علينا أوّلا القيام بعملية مقارنة للّغة منذ نشأتها وحتّى آخر صورة لها في تاريخنا الحديث ، ومن ثمّة علينا انتقاء ما هو أصلي وما هو هجين فيها وهذا سيجعلنا لا محالة الى ما أضافته الترجمة الى اللّغة والى ما اكتسبته اللّغة من الترجمة ، من افتراض وتجديد وإيجاد كلمات جديدة وغيرها من المظاهر التي أتت بها الترجمة والتي ساهمت في تشكيل صورة اللّغة الجديدة أو اللّغة المتواصلة لأنه حسب اعتقادي ليس هنالك لغة جديدة بل هي عبارة عن لغة تواصليّة أو مواصلة لما سبقتها وذلك حفاظا على هذه الأخيرة والتي هي عبارة عن الأصل أو الامتداد التاريخي للغة ومزيدا من التطوير أو ''التحديث'' و''العصرنة'' في لاحقتها أي اللّغة التي عبّرنا عنها باللّغة الجديدة ، وتحدث هذه العملية غالبا عندما تجد لغة نفسها مضطرّة الى مواكبة عصرها العلمي والمعرفي، فعلى اعتبار أنّ اللّغة هي أداة فقط، فمتحدّثوها هم من يفعّلوها ويجدّدوها ويطوّروها أيضا ، لذلك لا يمكننا استئصال اللّغة من مجتمعها أي من متحدّثيها وكما هو معلوم فانّ تطوّر المجتمع معرفيّا يؤثر مباشرة على اللّغة تأثيرا ايجابيا فيقوم بتطويرها والدفع بها الى الأمام أي جعلها تواكب عصرها، وهنا لا يفوتنا أن نتحدّث عن اللّغة العربيّة كمثال فصحيح أنّ هذه الأخيرة هي من أهمّ اللغات في العالم وذلك لعدّة اعتبارات منها أنّها تتميزو بعدد هائل من متحدّثيها قرابة 422 ألف نسمة وكذلك تتميّز اللّغة العربية بقدمها في التاريخ وأساسا بروز العلوم عبر التاريخ من فلسفة وأدب ورياضيات وفلك وطب، وعرفت بالتالي اللّغة ازدهارا كبيرا في هذه العصور وذلك أيضا نظرا لمدى تطوّر علوم متحدّثيها ومدى مساهماتهم في البحوث ومحاولات الريادة في جميع المعارف والميادين وبذلك كانت هذه اللّغة متطورة ومزدهرة ، في حين أنّنا اليوم تقريبا نكاد نلاحظ بعض الخمول على هذا المستوى ، الّا أنّ العربية كلغة لم تبق مكتوفة الأيدي ان صحّت العبارة أمام ما شهده العالم بأسره من تطوّرات وتقدّم كبير على جميع المستويات العلميّة والمعرفيّة والتي وان لم يكن لمتحدّثيها دخل كبير أو مساهمة في هذا التطوّر، بل فانّ اللّغة لم تعجز في جعل وإيجاد مفاهيم جديدة خاصة بها وابداع عبارات ومصطلحات حتّى وان كانت دخيلة الّا أنّها تندرج ضمن الاثراء اللّغوي والتجديد الكلامي التواصلي وهذا ما عبّرنا عنه بإيجاد لغة جديدة تتماشى ومتطلّبات العصر ومدى التطوّرات الحاصلة والمستجدّة. والأمثلة عديدة هو عبارة عن ترجمات دقيقة بل وأكثر من هذا فهي تحاكي المفرد الأصلي بطرق وكيفيات عدّة من محاكاة وخلق مصطلحي (نترك للباحثين في علم المصطلح مجال البحث فيه. الاّ أنّ ما أردنا تبيينه هنا هو أنّ اللّغة لم تعجز أمام هذا الخلق فكانت هي الأخرى خلاّقة ، وتمكّنت بدورها من ابتداع مصطلحات مقابلة ومفيدة المعنى والدّلالة ولم تقف عاجزة أمام هذه التطوّرات دون أن تتطوّر هي بدورها وهذا بفضل الترجمة التي لا يمكن للّغة أن تستغني عنها في تطويرها وفي جعلها مواكبة ومتطوّرة حسب التطوّرات من حولها . فبحيث من المؤكّد وأنّه عند استعمال أيّ لغة سواء بالنقل لها أو عنها سيساهم كلّ ذلك في تجديد وتطوير اللّغة وبالتّالي اعطائها روحا جديدة تجعل منها مواكبة لعصرها، الّا أنّه في بعض الأحيان تكون هذه المحاولات غير ناجحة بل ولا تخدم اللّغة ولا تطوّرها وأحيانا قد تساهم في تراجعها على عكس ما ترمو اليه. هنا أيضا نتساءل ، كيف يؤثّر عدم استخدام اللّغة سلبا عليها ويتسبّب في تراجعها : الجواب تتأثر اللّغات لا محالة عندما لا تستخدم بل أكثر من ذلك قد تعرف اللّغة استهلاكا يجعلها تنقرض فمثلا عند انقراض مجموعة ما قد تنقرض لغتهم وتندثر أو قد تبقى حكرا عليهم هم كمجموعة قليلة داخل مجتمع أو دولة ما نذكر على سبيل المثال اللّغة الأمازيغية أو البربرية في ''بلدان شمال افريقيا'' فنظرا لندرة متكلّميها وتواجدهم اللاّمتواصل مع بعضهم البعض فهم قرى متشتتة هنا وهنالك في بلدان مستقلّة الواحدة عن الأخرى، بالتّالي هم تقريبا يكادون يقاطعون هذه اللّغة لأنّهم وجدوا فيها قصورا وعجزا في تلبية حاجة لغويّة ما أي في نقل معرفة ما ومواكبة ما هو موجود، فلقد سبق وذكرنا أنّ الترجمة تثري اللّغة وهي أداة لا غنى عنها في تطوير هذه الأخيرة وجعلها مواكبة ومتجدّدة، الّا أنّنا لا نستطيع أن ننفي أنها أيضا تضطلع بمخاطر نوعا ما تتهدّد خاصة المنقول لها ونحن هنا انّما نتحدّث عما يعرف بالجودة في الترجمة أي أنّ جودة الترجمة هي التي تحدّد مدى استفادة اللّغة من هذه العمليّة ، فبالترجمة الرديئة أو غير الجيدة قد تنقل لغة هجينة أو لغة مغلوطة أحيانا ، فمثلا المدقق الحصيف في الاستعمال اليومي للغتنا العربيّة يلاحظ نشوء عبارات دخيلة لدى وسائل الاعلام المسموعة والمكتوبة ، وقد تكون متأتية من الأنجليزية أو من الفرنسية وأعرض فيما يلي مثال استفزّني احدى المرات التي استمعت فيها الى نشرة اخبارية باللّغة العربية.
حيث يقول المذيع : .... وعدد الضحايا مرشّح للارتفاع ''.
لقد استغربت استعمال مفهوم الترشيح في هذا السياق الذي يتعلّق خبره بحادث تسرّب الغاز في احدى المناطق ، ففي العربية نقول رشّحه أي ربّاه ونمّاه وهيّأه وزكّاه .
والأمر الذي استدعى انتباهنا في هذه الحالة هو اقتصار مفهوم الترشيح في اللغة العربية على مدلولات ايجابيّة ، الّا أنّ المثال المذكور يشير الى ظاهرة سلبيّة تتمثّل في ارتفاع محتمل في عدد الضحايا . فأستنكر هنا هذه الصياغة الجديدة في العربية لأنّ فيها خرقا للقاعدة واخلالا بالمنطق السليم ، ويبدو أنّ هذه العبارة قد استحدثت بطريقة المنامطة أو ما يعرف بالترجمة الحرفية عن الإنجليزية التي تستعمل عبارة ‘’likely للدلالة على معنى الاحتمال أو الترجيح، لا في المعنى الايجابي فقط بل أيضا في المعنى السلبي.
وباعتبار هذا الفارق في الاستعمال بين اللّغتين العربيّة والإنجليزيّة ، نرى أنّه من الأجدر أن نقول في المثال المذكور ''عدد الضحايا قابل للارتفاع '' أو ''من المحتمل أن يرتفع عدد الضحايا''.
ينزع بعض المفكرين الى اعتبار الانجليزية اللغة الاساسية للعلم والعرفة وبالتالي هم يدعون الى اعتمادها لغة عالمية للبحث والتواصل الدوليّين ، غير واثقين في اللغات الوطنية على اداء هذه المهمة ، دون أن يفطّنوا الى أنّ هذا الأمر سيفضي إلى نهاية الاتصالات الأفقية وأيضا إلى إفقار ثقافي كبير وقد يؤثّر هذا الإفقار كذلك في اللغة الناقلة الدولية، إذ أنّ الانجليزية التي تستعمل لمناقشة عقد أو لحجز غرفة في نزل أو تذكرة سفر بالطائرة أو لمحادثة سائق سيارة أجرة ، ليست هي لغة شكسبير بل هي نظام رمزي محدود وبلا روح . قد تبين مما سبق أنّ الترجمة قد تكون ، من ناحية ، عاملا مساعدا على إثراء الثقافات المختلفة بفضل التبادل الذي تتيحه بينها ، كما أنّها قد تفضي إلى هيمنة ثقافية بسبب التأثيرات السلبية التي قد تسلطها اللغات المركزية على اللغات الهامشية ، وهنا أيضا نطرح تساؤلا: كيف يمكننا عمليّا أن نوفّق بين هذين العاملين المتناقضين ؟ وهل بإمكان الترجمة حقّا أن تسهم في حوار الثقافات وتلاحقها دون أن تتسبب في هيمنة بعضها على البعض الآخر؟ تبقى هذه التساؤلات وغيرها محلّ بحث الباحثين وأيضا يبقى دور المترجمين هامّا ولا غنى عنه في تقديم الثراء اللغوي بترجمة عالية الجودة .
ختاما نستطيع القول: لقد شهد العالم خلال القرن الماضي خاصّة ، تطوّرا سريع النسق في مختلف مجالات العلم والمعرفة والتقنية؛ فاتّسع نشاط الترجمة وتكاثر فيه الطلب ، وذلك لتلبية الحاجات البشرية الملحّة والمتمثّلة في تناقل المعارف ونتائج البحوث والدراسات. وهكذا اكتست الترجمة أهمية بالغة وانتقل دورها من الأداة التي نستعملها للنقل من لغة لأخرى إلى دور علمي ومعرفي يقدم لنا الإضافة ويساعدنا على فكّ رموز المستجدات المتزايدة والمتغيرة وبالتالي فإنّ أهميتها في تزايد مستمر تبعا للتطورات الحاصلة على مرّ التاريخ.

د. جيهان علي مترجمة تونسية