فاجأني غناؤك الجميلُ
أحرفهُ، ولحنهُ، ونبضهُ، وحلمه النبيلُ
وزركشاتُ حرقةٍ يثورُ في صحرائها العويلُ
فاجأني صوتُك ماردًا يشق الصمتَ
يفضح الظّلامَ
يغسل الكِلس عن النهار كي تُعرّشَ الأحلامُ والورودُ
وكي تعودَ للمياهِ زُرقةٌ لوثها الصديدُ
وكي تنامَ في عيونِ الطفل بسمةٌ في مِهْرجانَ صُبحها الوعودُ
فاجأني غناؤك المرآةُ تعكس الذهل في رجولةٍ،
وتَعكسُ الخنوع في بطولةٍ. وتكسر الظلالَ
والرياحَ . تُنكئُ الجراحَ. تَكسِرُ الإحساسَ
والإباءَ. تشرخُ اليَقينَ والمضاءَ. تفتح النوافذَ التي تَعتقلُ الشُّموس
والنَّسائم البرّية الرخاء، والمُنى.
فاجأني غناؤك العراءُ، يهتكُ القناعَ عن بيادرٍ تصحَّرتْ
عن دمعةٍ مجلودةٍ
عن شهقةٍ تسمرتَ
وقُبلةٍ تشوّكتْ
وفرحةٍ تكسرتْ
وغيبةٍ تعسكرتْ
وأنفسٍ على رصيفِ الدّمعِ فد تناثرت
تبحث عن سكينة قد ضيعت شطآنها
وعن هوى يبلل الذماء بالحنان
ويزرع القلوب بالأمان
ويبرء الزمان من جراحِه
وينشر السلام في جناحِهِ
ويكبر الإنسان في كِفاحِهِ
يُطرز الدّجى بموكبِ النجومْ
وينشر النّسرين والكِيذاء، ينشر الكُرومْ
في مُهجةٍ تساقطتْ تحت سنابِك الوُجومْ
وأُلغيت على مجاهلِ التخومْ
فمن نلوم!
يا رنّة الهولو (1) على خَفق الشراعِ من نلومْ!

(1) الهولو: غناء بحري في عمان والخليج العربي ينشد وقت الإبحار

سعيد الصقلاوي