«إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ..»

وصفوا أباهم (في ضلال مبين) لما نجح الشيطان في تمرير التفاضلية في عروقهم، إنها نار تحرق الأب قبل حرق الرابطة الأخوية، ولكننا نبرئ يعقوب النبي إذ أخلاقيات الأنبياء خطوط حمراء فهو عمل لم يغفل عنه وتغافله الشيطان فيهم.
وما نأخذه من هذا الدرس التربوي هو ليس لنا أن نقلل من مستوى إدراكهم الاستشفافي، فميزانه ماثل بين قرنياتهم، إن أسقطت خبرهم لوجدتهم يترقبونه في أنّات أوليائهم وشعيرات إحساسهم بصرخات همساتهم ما يقارنون به.. فحذاري من مغبّة ذكائهم الوجداني.
لذلك عمّق فقهاؤنا غرس مبدأ العدالة بين الأولاد، اتقاء إيراق البين، وثمة فرق بين المساواة والعدالة، فالضعيف ـ مثلًا ـ من بينهم يحتاج رعاية مبدئية والمتفوّق يحتاج دافعية لتقدمه، والمساواة بينهما يُخْسِر العدالة، وفي مثل آخر يحتاج الفقير فيهم إلى وظيفة أعلى عن غنيهم فإن ساويت كبدت العدالة غرمًا، والمعوق إلى عناية أغرق.. فالعدالة هي المناط الذي تتقصده في تساوي البينيّة، أما إظهار المحبة فالكل سواء.. والسوية حتى في القُبَل.


سامي السيابي
فريق ولاية بدبد الخيري