بعث جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم بالتهنئة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمناسبة إعادة انتخابه رئيسًا لجمهوريَّة تركيا لفترة رئاسيَّة جديدة، كما شارك معالي الشيخ رئيس مجلس الدولة في مراسم أداء اليمين الدستوريَّة للرئيس أردوغان في مجلس الأمَّة التركي ضِمِن 78 فردًا حضروا التنصيب من بَيْنهم رؤساء دوَل ونوَّاب رؤساء ورؤساء حكومات ورؤساء برلمانات عربيَّة وأجنبيَّة وغيرهم.
فاز الرئيس أردوغان رغم الأزمات التي مرَّت على بلاده، وقال الشَّعب التركي كلمته رغم الأزمة الاقتصاديَّة وغيرها، ونال تفويض شَعبه بنسبة أكثر من 52 في المائة من الأصوات ليواصل خطَّته التحوُّليَّة في رُقي وازدهار بلاده، وجعلها دولة عملاقة اقتصاديًّا وتجاريًّا وسياحيًّا وعسكريًّا.
نجح الرئيس رجب طيب أردوغان في خلق بيئة صحيَّة وشفافة لدى أغلبيَّة شَعبه، ونقلهم من مستوى متدنٍّ لمستوى رفيع اجتماعيًّا وصحيًّا وتعليميًّا وغيرها، وكانت كُلُّ أعماله لشَعبه، فأحبَّه الشَّعب ووقف بجانبه، وأعاد انتخابه رئيسًا للجمهوريَّة التركيَّة لفترة رئاسيَّة جديدة، ولِمَ لا؟ وهو صاحب تطوير مدينة اسطنبول التي تُعدُّ اليوم إحدى أهم المُدن الكبرى في العالم عندما كان رئيسًا لبلديَّتها عام 1994م.
ثمَّ شرع في تنفيذ حزم إصلاحيَّة حيويَّة ومهمَّة من أجْل تحقيق حلمه المتمثل في تنمية مستديمة لتركيا. واليوم بعد فوزه بالرئاسة مجددًا فأمام الرئيس أردوغان ملفات عديدة يتطلب العمل عليها، منها التضخُّم المالي والليرة التركيَّة، رغم الثورة الكبيرة التي قام بها أردوغان في بناء تركيا الحديثة.
أدَّى الرئيس القَسم في قاعة الشَّعب «البرلمان التركي» لولاية رئاسيَّة تمتدُّ لخمس سنوات في مئويَّة جديدة تنتظرها تركيا المستقبل والتنمية الكبرى، وأمام الرئيس أردوغان ملفات عديدة اجتماعيَّة واقتصاديَّة، وأيضًا الملف السياسي الذي يتطلب تحريكه لعودة العلاقات مع دوَل الجوار سوريا والعراق وإيران، وكذلك مع مصر إلى ما كانت عليه وحلِّ المشكلات بَيْنَهما. فالعلاقات التركيَّة المصريَّة والتركيَّة السوريَّة علاقات راسخة، وإصلاح وعودة هذه العلاقات وحلُّ هذه الفجوة التي حدثت بَيْنَهما سيكُونُ لها مردود على البلدان والشعوب في مختلف الجوانب.
لذا نأمل أن تحلَّ هذه القضايا ليعمَّ السَّلام والرخاء كافَّة الدوَل الشقيقة والصديقة، فلا سلام ولا أمان دُونَ علاقات شفَّافة وممتازة مع الأصدقاء والأشقَّاء.
فوز وبقاء الرئيس التركي في منصبه دليل قوي على محبَّة معظم شَعبه له، ولتحقيق أهدافه وتطلُّعاته برؤية تركيا العظمى المزدهرة، ومواصلة العمل والإنجازات الكبيرة التي حققها لبلاده في السنوات الماضية، حتى أصبحت في مصاف الدوَل المتقدِّمة والمتطوِّرة في مختلف المجالات، وهو الأمْرُ الذي أزعج الآخرين في الغرب.
صوَّت الشَّعب التركي بكُلِّ حُريَّة ونزاهة من أجْل نهضة بلادهم والحفاظ على مكتسباتها، ورغبة في المزيد من الإنجازات التي وعد بها الرئيس أردوغان لتكونَ تركيا ضِمْن الدوَل العشر الأقوى اقتصاديًّا في جميع النواحي، وأيضًا معالجة الأزمات الراهنة التي تمرُّ بها تركيا، ومواصلة رحلة النُّمو والتطوُّر الداخلي وتوفير الرفاهيَّة لشَعبه.
غدًا ستدخل تركيا عهدًا جديدًا من الازدهار بعد انتهاء «معاهدة لوزان»، وللتاريخ، تركيا مع الرئيس رجب طيب أردوغان تختلف كليًّا عمَّا كانت قبله، لذا نأمل أن تحلَّ كُلُّ الأزمات والقضايا الإقليميَّة مع دوَل الجوار التركي بالمصارحة والمصالحة والعودة لمكانتها، ثمَّ يتفرغ الجميع للسَّلام والرخاء والازدهار، والمُضي قُدمًا في طريق الإصلاح والتغيير، فالدوَل الإسلاميَّة لدَيْها روابط كثيرة تجمعها ولا تفرِّقها، وأنَّ ما حدث في الماضي يتطلب تجاوزه دُونَ ضررٍ ولا ضِرار.
هنيئًا للجمهوريَّة التركيَّة وشَعبها نجاح الانتخابات الرئاسيَّة والبرلمانيَّة التي سجَّلت نسبة مشاركة عالية في تاريخ البلاد، متجاوزة كُلَّ التوقُّعات، في صراع بَيْنَ المُكوِّن العلماني الليبرالي والمُكوِّن الإسلامي المحافظ، وخرج الشَّعب التركي، وقال كلمته بحُريَّة مطلقة في الانتخابات الرئاسيَّة والبرلمانيَّة، تركيا دولة محافظة ولها دستورها ومكانتها، ونجاحاتها الاقتصاديَّة والتنمويَّة والسياسيَّة في الفترة الماضية، شجَّعت الناخبينَ الأتراك على المشاركة بقوَّة في الانتخابات لتحديد نوع السُّلطة التنفيذيَّة والتشريعيَّة في تركيا.. لتنتظر الجمهوريَّة مئويَّة جديدة في عهد أردوغان.. والله من وراء القصد.



د. أحمد بن سالم باتميرا
[email protected]