مع دخول تباشير فصل الصيف وتغير الأجواء بارتفاع درجات الحرارة زادت على أثره الكثير من القرارات الساخنة المواكبة لذلك الارتفاع، فقد تفاجأ الوسط الرياضي ببيان نادي السويق الرياضي العريق بقرار إيقاف أنشطة كرة القدم للموسم الرياضي القادم.. هذا القرار الذي اتخذه النادي الذي تربع مرَّات عديدة على عرش بطولات الدَّوري وكأس جلالة السُّلطان المُعظَّم ومثَّل الكرة العُمانية في الكثير من المحافل الكروية على مدار السنوات الماضية، وكان حاضنة لظهور الكثير من اللاعبين ممَّن مثَّلوا المنتخبات الوطنية وكانوا سفراء في العديد من الدَّوريات الخليجية، يقدم اعتذاره بدون سابق إنذار ويصدر مثل هذا القرار، الذي ينتزع حقوق المنتسبين للنادي بحرمانهم من ممارسة نشاطهم الكروي. قرارات الدمج وعدم المشاركة أو الامتناع عن المشاركة في المواسم الرياضية من المسؤول عنها؟ ومن المسؤول أيضًا عن إيرادات النادي والتعاقدات التي يبرمها؟!! أليست هناك مرجعية قانونية لمثل تلك القرارات قبل أن تصدر؟! وما المتوقع أن يكون من الاتحاد العماني لكرة القدم ووزارة الثقافة والرياضة والشباب.. إذا كان ذاك البيان من نادٍ عريق له بصمة كبيرة في الكرة العمانية واعتذر عن المشاركة في الموسم القادم، فماذا سيكون حال بقية الأندية المحلية بدرجتيها الأولى والثانية وكيف هو الحال ببقية الأنشطة الرياضية؟!!
اليوم نتحدث عن سمعة أنديتنا المحلية وعمَّن يصل إلى مصاف الفرق الكبرى التي تتطلع إليها الكرة العمانية أن تقوم بدَوْرها في تخريج أجيال وأجيال، فبمثل تلك الإخفاقات نقول وداعًا للكرة العمانية، فهناك الكثير من القرارات الساخنة سوف تصدر من بقية الأندية في قائمة الانتظار، وبناء على ما سيحدث لنادي السويق ستكون خطواتها القادمة، وإن كانت مجرد فوهة بركان لا أكثر وستعود المياه إلى مجاريها فعلينا أن لا نهمل هذا الجانب، وأن تكون هناك دراسة مفصلة لكل نادٍ، وتكون هناك استراتيجية تعود عليه بالنفع والإعانة بدلًا أن تبقى ميزانياتها خاوية فأين دَور لجان التسويق والمتابعة والعلاقات العامة؟ وأين نحن من القطاع الخاص وأفكار الشباب المنتسبين لتلك الأندية في أن تستغل مبانيها بما يخدم الصالح العام من مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية؟
وجهة نظر..
ندائي إلى أصحاب العقول النيرة إلى كل من يهمه صالح الكرة العمانية وغيرها من الأنشطة الرياضية لا بُدَّ أن يتغير الفكر في (مباني الأندية) وأن تكون فاعلة بما يتناسب مع الدَّور الذي تقوم به، فهناك الكثير من الأفكار الشبابية التي يمكن أن تحول الأندية إلى ثروة اقتصادية، فليس على الحكومة عتب ولا على المنتسبين عتب فالواقع الاقتصادي يجعلنا نعيد تريب الكثير من الأبجديات، وكم أتمنى أن تتغير بعض من الأنظمة والقوانين وأن يفعَّل دَور من يُمثِّلون سلطنة عمان من خلال الملتقيات والمنتديات والبطولات الرياضية بأن تكون لهم نقلة نوعية لتجسيد الخبرات التي اكتسبوها طوال سفراتهم الماضية على أرض أنديتنا الرياضية واقعًا ملموسًا، فالكثير من المدارس الرياضية مرَّت بهم على مستوى العالم ولا جديد يذكر وإذا ما استمر الوضع على حاله فسوف تستمر الفوضى وتتكرر.


ليلى بنت خلفان الرجيبية
lila512alrojipi@