في كل موسم تظهر علامات واضحة المعالم تسبق بداية الموسم الكروي في شأن فرقنا المحلية، منها بفترة طويلة ومنها ما هو أقل من ذلك، ومن خلال تلك الإرهاصات يستطيع المتتبع للشأن الكروي أن يفند مسيرة هذه الفرق في ذلك الموسم، فمنها من يكون ضمن قائمة (المرشحين) ومنها من يكون ضمن قائمة الباحثين عن البقاء ومنها من يظهر للعيان بأن هدفه (الوسط)، وهذا ما حدث في الموسم الماضي على وجه التحديد بشكل واضح المعالم، فالفرق التي رشحها الوسط الرياضي قبل بداية الموسم هي التي حصدت المراكز المتقدمة ونافست حتى النهاية، والفرق التي ستلعب دور (الوسط) هي التي حققت هدفها، والفرق التي رشحت للهبوط هي التي سقطت للأولى دون جدال.
درس الموسم الماضي وما قبله من دورس وعبر في مواسم أخرى استساغته وحفظته جيدا عدد من الفرق، فيما البعض الآخر لم يأبه بالأمر وكأن شيئا لم يكن، وهذا أمر في غاية السذاجة والغرابة، لأن الاستمرار على ذات العمل والمنهجية ستكون نهايته في يوم ما لا تسر عدوا ولا حبيبا، وسيكون مردودها سلبيا للغاية لفترة قد تطول من الزمن، وبطبيعة الحال فإن الهدف من الموسم القادم هو الذي يرسم ملامح خطة العمل، فإن كان الهدف تتويجا أو تميزا أو منافسة فسيظهر ذلك من البداية، وإن كان الهدف آخر فسيظهر– كذلك – وبالتالي فلا ننتظر أي جديد إن لم تتغير النظرية التي تقول (أهم شيء البقاء) ... وهذه العبارة في قمة الإحباط لكل من ينتمي لذلك النادي من جهاز فني أو لاعبين ... فهذه الجملة لن تزيدهم إلاَّ إحباطا أكبر عن ذي قبل وهذا في حد ذاته عامل لن يساعد على ظهور موسم تنافسي قوي في ظل هذه العقلية غير التنافسية والمحبطة.
انتهى الموسم الكروي ... فرح من فرح وهو (النهضة) وحزن كثيرون بلا شك، وبدأ التفكير في الموسم الكروي القادم والبحث عن كيفية تحقيق الهدف المرجو في النهاية ... هناك أندية (بدأت) في العمل بمجرد أن خرجت صافرة ختام دورينا، فحددت أهدافها ورسمت خططها ووضعت أمامها التقارير الفنية من الجهاز الفني للفريق واحتياجاتها الرئيسية، وهناك أندية (تنتظر) وتراقب الوضع من بعيد وكأن الامر لا يعنيها ... وهناك أندية (هددت) وأخرى (جمدت) بغيابها عن الموسم الكروي، فيما الوسط الرياضي هو الوحيد الذي يأمل في أن يكون القادم أجمل وأن يتغير الوضع (المحبط) لمشاهدة الافضل.
كلمة أخيرة
التخطيط المبكر والعمل المنظم نتاجه (امتياز) فيما (الفلسفة الفارغة) التي يرى صاحبها أنها سبب (النجاح) فهي طريق للسقوط لا محالة .

صالح البارحي
[email protected]