لُقّب بهذا اللقب الصحابي الجليل: (أُبيّ بن كعب)وهو سيد القراء، واسمه:(أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، ويكنى (أبو المنذر وأبو الطفيل) الأنصاري الخزرجي النجاري المدني)(التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 1/ 95)، وكان ربعة نحيفًا أبيض اللحية لا يغير شيبه.
ـ سبب تلقيبه بـ(سيد المسلمين):
ذكر صاحب (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 1/ 95) فقال:(.. ووصفه عمر بسيد المسلمين)، ويقول صاحب (صفة الصفوة 1/ 179):(قال عمر بن الخطاب في حقه: هذا سيد المسلمين)،وقال صاحب (رجال حول الرسول، ص: 363): (وبلغ من المسلمين الأوائل منزلة رفيعة، ومكانًا عاليًا، حتى لقد قال عنه أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنهما: أبيّ سيّد المسلمين)، وذكر صاحب (الأساس في السنة وفقهها ـ السيرة النبوية 4/ 1843):(روى ابن سعد عن عتي بن ضمرة قال: رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم. فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قلت: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أُبيّ بن كعب).
ـ إسلامه وجهاده:
قال صاحب (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 1/ 95):(ذكره مسلم ممن شهد العقبة وبدرًا)، و(المشاهد كلها مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يكتب له الوحي. وهو أحد الذين حفظوا القرآن كله على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحد الذين كانوا يُفتون على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يكن بالطويل ولا بالقصير. وله من الولد: الطفيل، ومحمد، وأم عمرو)(صفة الصفوة 1/ 179).
ـ مناقبه وما أثر عنه:
إن مناقبه جمّة ممن جمع بين العلم والعمل، ومن خصائصه:(أنّ الله تعالى ذكره في الملأ الأعلى، وأمر نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يقرئه القرآن، فقال له: إن الله أمرني أن أقرئك القرآن فبكى، وسأله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له: أي آية في القرآن أعظم؟ قال: آية الكرسي، فقال: ليهنك العلم أبا المنذر، وكان يكتب الوحي لرسول الله في حياته، وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولجلالته أن عمر لما أراد أن يأخذ من العباس ـ رضي الله عنهما ـ دارًا له بالثمن ليدخلها في المسجد النبوي. وامتنع حاكمه عمر وهو خليفة إلى أبي راشد فوعظ العباس. فطابت نفسه وبدلها لله)،و(ثبت عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رجلًا من المسلمين قال يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا فيها؟ قال: كفارات، فقال أُبيّ بن كعب: يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن قَلَتْ؟ قال: وإن شوكة فما فوقها، فدعا أُبيّ بن كعب ألا يفارقه الوعك حتى يموت، وألا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة، قال: فما مسَّ إنسان جسده إلا وجد حره حتى مات)(رواه أحمد وغيره وإسناده حسن)(التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (1/ 95).. وهناك غيرها من المناقب له ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ ذكرت في مراجع أخرى.
ـ موته:
(مَاتَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَقِيلَ: بَلْ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ: وَقِيلَ: اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَقِيلَ: اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ)(الكامل في التاريخ 2/ 382)، واختار صاحب (صفة الصفوة 1/ 179) فقال:(ومات في سنة ثلاثين)، وفي (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 1/ 95): (قال غير واحد إنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، قال ابن سعد: وهو أثبت الأقاويل عندنا، قلت: ويظهر أنه مات بالمدينة).

محمود عدلي الشريف
[email protected]