أصبحت الانتخابات للفترة الثامنة لمجلس الشورى على الأبواب أشهر بسيطة تفصلنا عن يوم الانتخاب لتتشكل بذلك مرحلة جديدة من العملية الديموقراطية الشعبية التي أسسها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لتكون أساسا للبناء والتعمير والسير نحو مزيد من التلاحم وسط تبادل للرأي والمشورة بين كافة الأطراف وليكون المواطن له كلمته في اي مشروع أو خطة من خطط الدولة عبر البرلمان الذي يأتي اعضائه من صوت المواطن.
كثير من الانتقاد نسمعه عن اعضاء مجلس الشورى، لعل البعض اخفق ولم يكن بمستوى طموح المواطن ، لكن المجال مفتوح للتغيير واختيار الافضل، ومن هنا تنبع اهمية ان يتمتع كل فرد من افراد المجتمع بنوع من المسؤولية والمشاركة بشكل فعال في العملية الانتخابية، فمن يحق له الانتخاب وفق الشروط الموضوعة عليه ان يبادر ويتوجه الى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات ومن الآن يذهب ويباشر في تخليص الإجراءات المطلوبة ليتمكن من المشاركة بالانتخابات، وحتى الذي لا يحق له الانتخاب يقع ايضا على عاتقه دورا كبير في الحث على اختيار العضو المناسب وتشجيع من يعرفهم من افراد عائلية او غيرهم على ضرورة المشاركة في التسويط والاقتراع ليكون له رايه وكلمته كمواطن.
كل مرحلة من مراحل مجلس الشورى هامة، فهذا المجلس ذو الصلاحيات الكبيرة كل يوم تزداد اهميته في رسم ملامح المستقبل والمشاركة مع الحكومة في رسم السياسات والاستراتيجيات الوطنية الهامة ، فكل ما كان المواطن مهتم ومدرك لاهمية مشاركته في ترشيح واختيار الانسب الذي يمثله كلما انعكس ذلك على اداء المجلس في الفترة القادمة، وكل ما كان تفاعل الفرد بالمجتمع مع العملية الانتخابية متواضع انعكس ذلك سلبا على اداء العضو ومن ثم اداء المجلس لواجباته المنوطة.
في كل فترة من فترات مجلس الشورى يتحدث بعض افراد المجتمع على ان مجلس الشورى لم يقدم شيْ ولم يفعل شيْء ولم يضيف شيئا، وبالمقابل نجد بان من يتحدثون عن اداء المجلس واعضائه اصلا لم يشاركوا بالانتخابات ولم يكلفو انفسهم في التعرف على المترشحين من ولاياتهم او يبحثون عنهم ويتعرفون على مستواهم ، ولكنهم سرعان ما يبداون في انتقاد من ترشح لعضوية مجلس الشورى ويبحثون له عن اي ثغرة لانتقاده ويواصلون الانتقاد والتذمر حتى يصلون الى انتقاد المجلس بشكل عام ، والنقد جائز وامر طبيعي لكن لو كان النقد جاد وفي موقعه المناسب وفي الامور التي تستحق النقد كان هذا الامر صحي ومن شانه الوصول الى قدرا كبير من العمل ، حيث ان متابعة اداء المجلس من قبل المجتمع يشكل نوعا من الحث على تقديم المزيد ، لكن يبقى الأمر المهم هو ان يكون الفرد مبادرا بالعملية الانتخابية ويشارك بشكل فعال في الانتخابات واختيار العضو الانسب ، الامر الذي سيعود بالفائدة للفرد والمجتمع والوطن .
من هنا نجد بأن على المجتمع وعلى كل فرد يحق له الإدلاء بصوته ان يكون على استعداد من الآن ليضع صوته وكلمته للعضو الذي يختاره ويكون مدركا بأن صوته سيكون مؤثرا في رسم المستقبل ، لأن العضو الذي سيرشحه ستكون له كلمة هو وزملاؤه الاعضاء عند المشاركة مع الحكومة في اتخاذ القرارات ورسم السياسات والاستراتيجيات.

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]