مسقط ـ العُمانية: استضافت سلطنة عُمان ممثلة في مركز سلامة وجودة الغذاء التابع لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أمس أعمال «الندوة العربية الثانية للدستور الغذائي» التي تسعى إلى رسم التوجهات المستقبلية للمبادرة العربية، وتحديد أنشطة مجموعات العمل العربية الإلكترونية المشَكّلة في إطار المبادرة العربية للدستور الغذائي.
تهدف الندوة التي تستمر يومين إلى مراجعة مخرجات اللجان الرئيسة للدستور الغذائي للموسم الجاري، والتحضير لمشاركة الدول العربية في اجتماع هيئة الدستور الغذائي.
وقال الدكتور حسين بن سمح المسروري المدير العام لمركز سلامة وجودة الغذاء بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: تأتي الندوة لتوحيد رأي الدول العربية في منظومة جودة وسلامة الغذاء، ويكون متناسقًا مع رأي المنظمات العالمية. مؤكدا على أهمية وجود ضمان لمواصفات موحدة للغذاء الذي يستهلكه الإنسان، مشيرا إلى أن توحيد المواصفات يخدم كذلك القطاع الخاص وهو المعني بإنفاذ المواصفات أثناء التصنيع الغذائي، وأن اختلاف المواصفات يعد أحد التحديات ويعيق من الاستثمار الغذائي.
وأضاف: تعد الندوة فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين من مختلف الدول والمنظمات الإقليمية والعالمية بهدف تطوير مجال المواصفات في الدول العربية لتقريب وجهات النظر. مبينا أن الندوة تهدف إلى عرض الإنجازات المحققة من قبل المبادرة العربية للدستور الغذائي لمراجعة مخرجات اللجان الرئيسة للدستور الغذائي، كما تسعى الندوة إلى رسم التوجهات المستقبلية للمبادرة.
وفي شأن سلامة المنتجات الزراعية، أوضح أن مركز وسلامة وجودة الغذاء التابع للوزارة يعمل مع مختلف المديريات الموزعة في محافظات سلطنة عُمان على المتابعة الحثيثة لكل المزارع، مبيّنًا أنها تعمل على توعية وإرشاد المزارعين من خلال الزيارات المجدولة، كما تقدم برنامجًا حول الممارسات الصحية للمزارعين لضمان سلامة ومأمونية المنتجات عبر برامج تنموية.
وتابع قائلًا: تعمل المديريات على سحب عينات من المنتجات الزراعية من المزارع لإرسالها إلى عدة مختبرات لتحليلها لعمل اللازم، كما أن الفرق الميدانية تعمل على مراقبة الأسواق وأخذ عينات منها للمختبرات للتأكد من سلامة وجودة المنتج.من جانبه، أوضح كينث لوري من مكتب الدستور الغذائي الأميركي أن الدستور الغذائي هو الهيئة التي تحدد المعايير العالمية لسلامة الأغذية، وقد استعان العديد من البلدان بوضع معاييرها المحلية لضمان حماية الصحة العامة، وهذا الأمر ينطبق بشكل خاص بالنسبة للبضائع التي يتم تداولها في التجارة الدولية والمستوردة إلى البلدان التي تعد مستوردًا صافيًا للأغذية. مشيرا إلى أن الدستور يأخذ في الحسبان النظام الغذائي العالمي والممارسات الزراعية العالمية، وأن معايير الدستور الغذائي لا تستند إلى ثقافة واحدة أو نظام غذائي واحد أو أي تشريع وطني أو إقليمي؛ لأنها عالمية ومصممة لتأخذ في الاعتبار جميع المستهلكين بغض النظر عن المكان الذي قد يعيشون فيه.
وأكد أنه بحسب الدستور، فإن لكل الأشخاص الحق في توفير طعام آمن، بغض النظر عما إذا كانوا يعيشون في بلد منتج كبير أو بلد صغير مستهلك،
وقال: إن الدستور يؤدي دوره باعتباره هيئة لإعداد المعايير العالمية من خلال مشاركة جميع البلدان وتقديمها البيانات المطلوبة، مشددًا على أهمية أن يبقى المندوبون على الاستعداد للقيام بصياغة المعايير الدولية للاستخدام العالمي وعدم التركيز بشكل خاص على تشريعاتهم الوطنية أو الإقليمية التي لا تنطبق على المستوى العالمي.
من جانبه، قال أحمد الدويصر منسق المبادرة العربية للدستور الغذائي في كلمة له إن تنظيم الندوة العربية الثانية للدستور الغذائي يأتي للتأكيد على الدعم الدولي لإنجاح أنشطة ورسالة المبادرة العربية للدستور الغذائي.
وأضاف: إن المبادرة العربية للدستور الغذائي حققت العديد من الإنجازات منذ انطلاقها قرابه السنة والنصف من خلال رؤيتها، مؤكدا العمل على عقد المزيد من الاجتماعات التنسيقية لنقاط الاتصال بهدف مراجعة تحليل بنود جداول أعمال هيئة الدستور الغذائي. واشتملت الندوة في اليوم الأول على ثلاث جلسات، جاءت الأولى بعنوان «المبادرة العربية للدستور الغذائي» تناولت مراجعة إنجازات المبادرة. واستعرضت الجلسة الثانية «مخرجات اللجان الرئيسة للدستور الغذائي»، فيما جاءت الجلسة الثالثة حول «إشراك المنطقة العربية في أعمال الدستور الغذائي» وناقشت تطلعات المنطقة العربية في مشاركتها أعمال الدستور الغذائي والتعريف بأنشطة الدستور الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي.جدير بالذكر أن تنظيم الندوة يأتي تزامنا مع احتفال هيئة الدستور الغذائي بعامها الـ60 على تأسيسها لوضع المبادئ التوجيهية من أجل حماية صحة المستهلكين، وتيسير تجارة الأغذية عن طريق وضع معايير غذائية دولية.