المثل القائل من سمع غير من راى ينطبق على من يزور فلسطين وطننا المحتل منذ اكثر من 75 عاما، ليس من الصهاينة وانما من الدول الكبرى التي تستخدمهم كأداة لاستمرار الاحتلال، فبريطانيا التي اوجدت هذا الاحتلال واميركا التي شرعنته وغذته ودعمته بكل ما أوتيت من قوة، وجعلت من الفيتو الذي تستخدمة في مجلس الأمن سلاحا لمواجهة أي قرار يتخذ في المجلس ضد هذا الكيان المحتل، تريده ان يبقى للمحافظة على هيمنتها وفرض سيطرتها على الوطن العربي قادة وشعوبا، ومع ان اميركا علنا تجاهر بدعمها لاسرائيل الا اننا للأسف الشديد لازلنا نعول على انها الدولة التي ستخلصنا منه وستعيد الينا حقوقنا التي اغتصبت منذ عقود.
من يقف على تراب فلسطين يدرك حجم المعاناة التي يعيشها اشقاؤنا الفلسطينيون، خاصة أولئك الذين يعيشون في المدن التي تحتلها اسرائيل. بالكامل، من تضييق على الحريات وانتهاك لحرمات المنازل والاعتقالات وغيرها من الممارسات العنصرية، التي تتعارض مع القيم والأعراف والمواثيق والقرارات الدولية، ومع ان اسرائيل تمكنت من تقطيع اوصال التراب الفلسطيني بين غزه ورام الله والقدس، وتحكمت في التحرك بين هذه المكونات الاجتماعية الا ان ارادة الانسان الفلسطيني وتمسكه بارضه وكل تلك المعاناة لا تزيده الا قوة وصلابة على مقاومة الاحتلال وغطرسته ضد البشر والحجر، فالدخول الى اي مدينة فلسطينية متحكم به من قبل الاسرائيليين، فرام الله العاصمة البديلة حتى يفك الله اسر القدس منع من يدخل اليها او يخرج منها عبر طريق رئيسي مسافته اقل من 50 مترا، فحولت الحركة إلى ممر جانبي عليه نقاط تفتيش اسرائيلية توضع حسب المزاج.
ذلك على مستوى تقييد الحريات اما على المستوى المعيشي فاسرائيل على الرغم من ان المياه فلسطينية فهي تبيعها لهم بسعر اعلى للجالون وللاسرائيليين باقل من ذلك، عوضا على ان حصة الاسرائيلي اليومية من المياه اعلى من الفلسطيني، الى جانب المماطلة في دفع الضرائب المحصلة والمتفق عليها وخصم قيمة فواتير علاج الفلسطينيين في المستشفيات الاسرائيلية منها وقس على ذلك المواد والخدمات الأساسية الأخرى مثل البنزين والغاز والكهرباء وغيرها من الخدمات المرتبطة بالحياة اليومية للمجتمع.
ما لمسناه ايضا خلال تواجدنا في مدينة القدس ذلك الاحتقان وتلك والقنابل الموقوتة بين الصهاينة واشقائنا الفلسطينيين المرشحة للانفجار في اي لحظة، فكل صهيوني لا يتحرك في المدينة القديمة الا ويحمل سلاحا تحت ملابسه، بل الادهى من ذلك استوقفنا مشهد لصهيوني، ونحن نستمع الى شرح من مرشده سياحية فلسطينية، عندما مر بجانبنا وهو يتلمس الطريق ظنا منا بانه لا يبصر الا اننا تفاجأنا بأنه تعمد ذلك حتى لا يشاهد اي عربي، فإلى اي مدى وصلت عقيدة هؤلاء القوم في كرههم لاي عربي او مسلم، اذا لن يكون هناك حل الا اذا قضي على هذه العقلية الحاقدة واستبدلت بعقلية قابلة للتعايش بسلام مع الاخر.

طالب بن سيف الضباري
[email protected]