[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. تزامن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واستقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لهما كل على حدة ومع اتباع ذلك بزيارة للرياض أيضا قام بها رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف جعل العديد من التحليلات تشطح الى امكانية تشكل ما وصفوه بالحلف السني.”
ــــــــــــــــــــ
مع استقبال الرياض خلال الأيام الماضية لعدد من الزعماء تسارعت الأقلام لرسم خريطة جديدة للتحالفات بالمنطقة بعضها صبغ عليها ألوان الطائفية بين سنية وشيعية فيما ذهبت التحليلات الى استدعاء "الحزام الشمالي" الذي صاغه في خمسينيات القرن الماضي وزير الخارجية الأميركي انذاك جون فوستر دالاس محاولا ادخال المنطقة في مصيدة أحلاف كحلف بغداد أو الحلف المركزي أمام ما اعتبره وقتها خطرا سوفييتيا استبدل حاليا بما وصف بـ(تهديد إيراني) رغم وجود اختلاف في الأولويات يدحض هذا الاستدعاء للأحلاف.
فتزامن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واستقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لهما كل على حدة ومع اتباع ذلك بزيارة للرياض ايضا قام بها رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف جعل العديد من التحليلات تشطح الى امكانية تشكل ما وصفوه بالحلف السني الذي يضم السعودية وتركيا ومصر وقد يضاف اليهم باكستان وذلك لتشكيل كتلة تواجه إيران خاصة مع اقتراب حلحلة المسألة النووية مع القوى الغربية باتفاق يرفع العقوبات عن ايران مقابل تخفيض للتخصيب.
فربما تكون السعودية بحاجة إلى تعاون مع تركيا يساعدها في المقام الأول على مواجهة التمدد الحوثي في اليمن والدعم الايراني لهذا التمدد الذي لم يعد خافيا خاصة بعد مد جسر جوي من طهران الى صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. وفي المقابل تحتاج تركيا إلى السعودية لمد جسور من العلاقات مع المنطقة بعد أن خسر نظام اردوغان معظم المنطقة بداية من الجار السوري وصولا إلى مصر وربما باقي المنطقة بدرجات متفاوتة مع أحلام استعادة الامبراطورية العثمانية.
لكن الدعم التركي الواضح للجماعات المسلحة، وان كان يظل بعيدا عن السعودية في الوقت الحالي، لا شك أنه يؤرق الرياض وان كان يمثل بالنسبة لها خطرا مؤجلا بالنسبة للحوثيين في اليمن الا أنه لا بد وأن يؤخذ في الحسبان.
وفي المقابل تتباعد المواقف بين مصر وتركيا خاصة مع استضافة الأخيرة لقيادات بجماعة الاخوان وفتحها قنوات اعلامية لا هم لها الا الهجوم على مصر اضافة الى التصريحات المتكررة لرئيسها طيب اردوغان المطالبة باعادة جماعة الاخوان الى المشهد السياسي في مصر وهو أمر حتى وان رغب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الشروع فيه فانه لن يقدر لان ازاحة الاخوان جاءت بقرار شعبي بالأساس.
كما أنه ومع تأكيد الجانبين المصري والسعودي على تاريخية واستراتيجية العلاقات بينهما وعمقها وهو أمر لا خلاف عليه ولن تؤثر عليه أية متغيرات الا أن الجانبين يختلفان في الموقف من الأزمة السورية حيث تصرح السعودية مرارا بضرورة تغيير النظام كبداية لحل الأزمة في حين تضع مصر الحفاظ على وحدة الأرض السورية كأولوية أولى.
كما أن تشكيل جبهة ضد أي طرف فيما عدا الارهاب الذي يهدد المنطقة بأسرها لا يعد من أولويات السياسة المصرية في الوقت الحالي .. فمصر تتطلع الى نهوض اقتصادي تظهر أثاره على المواطن المصري بالداخل بقدر ما تنعكس هذه الآثار على استقلالية القرار والسياسة الخارجية الجديدة لمصر المعتمدة على الانفتاح على العلاقات والتي تجلت بالتعاون غير المسبوق مع روسيا وتعاون مماثل يجري تشكيله مع الصين وكافة القوى المتواجدة على الساحة العالمية وربما نشهد فتح نوافذ اتصال جديدة بين مصر وايران خاصة مع تصريحات ايجابية ظهرت في الفترة الأخيرة بين الجانبين.
فاذا كان تقسيم المنطقة إلى تحالفات هو مصلحة غربية أميركية بالأساس فان هذه التحالفات لا تكون بالضرورة من مصلحة الباقين في المنطقة بحكم الجغرافيا والتاريخ فأزمات المنطقة وتهديداتها لا تواجه إلا بتعاون بين الجميع وخلافاتها الحوار كفيل بحلها.