يتذكر العالم أنه في الثامن من مارس كل عام ثمة مناسبة جليلة تعني الأم والأخت والزوجة رفيقة الرجل في حياته، أعني المرأة. ولكم تتحول تلك المناسبة العزيزة على القلوب إلى الحديث عن دور المجتمعات في منح المرأة حقها الطبيعي في الحياة. ولعلها كذلك في السلطنة حيث تعيش المرأة العمانية جنبا إلى جنب مع الرجل في قيادة المجتمع وفي تطويره وفي إعلاء شأنه.
وبما أن المرأة هي نصف المجتمع، فهي في عمان رائدة فيه، وقد منحها الفكر القائد لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تلك المكانة العلوية فكانت على مقاعد الدراسة، وكانت ضمن رحلة الاختصاص في الجامعات، ثم هي صورة مضيئة من صور الوطن الذي لايستغنى عنها لأنها الأساس المكين فيه.
ومن حق المرأة العمانية اليوم أن ترى ما بلغته من خلال السياسة الحكيمة لقائد هذا الوطن ونهضته المباركة، فهي تبني إلى جانب الرجل مجتمعا خلاقا، وتمسك بيده في سبيل أجيال نعرف تماما أنها المدرسة التي تعدها لمستقبل آمن في وطن آمن. فما ادخلته النهضة المباركة وما صنعته، إنما ليكون المجتمع السليم بتبوؤ المرأة مكانها السليم.
إن نظرة ثاقبة على حركة الحياة في بلادنا تقدم لنا الدليل على أن المجتمع الذي انتصر بفوز المرأة في شتى مجالات الحياة، بل باعتلائها المراكز العليا فيه، قد أوجد ذلك التوازن داخل البنية الأساسية لذلك المجتمع ورصعه بذلك الفوز الكريم لوجود المرأة كقيمة كبرى انتصر لها المجتمع كأم، ومن ثم كعامل في كل الأمكنة التي يحتاجها الوطن، في السياسة كما في الاقتصاد والادارة، وكصوت ثقافي مرموق، وكقيمة فنية تمسك الريشة كي تداعب الألوان وتقدم لمجتمعها لوحات ذات معنى. وهي أيضا في مؤساسات الوطن العسكرية جندي يذود عن تراب البلاد ويسهر على أمنه.
لقد آمنت السلطنة بأن التفكير بالغد يعني حلم التلازم بين الرجل والمرأة في أحداثه. لعل سبب نجاح المجتمع العماني تلك المواكبة التي لازمته منذ بدايات النهضة المباركة حين تشابكت الايادي بين كل رجالات الوطن ونسائه لتقدم لنا مشهد الانتصار الوطني، بل مشهد الانصهار في بناء وطن عزيز على الجميع، وصل الى ما وصل اليه بتلك الأريحية الجميلة البناءة.
عمان اليوم بخير وكل من فيها مطمئن على يومه وغده ومستقبله وابنائه، ولم يكن بالامكان تحقيق تلك الصورة المشعة لولا ان واكبت المرأة مشهد البناء وساهمت في صنع ثمراته. واليوم يعيش ابناء السلطنة في وحدة وايمان، وفي ظل رعاية امينة، خطت منذ فجر العام سبعين من القرن الماضي، تاريخ ولادة وطن له تلك الدالة على حياة ابنائه.
من حق السلطنةأن تحتفل بيوم المرأة العالمي يوما للمرأة العمانية التي تراكمت خبراتها الى جانب خبرات الرجل، ووعيها المتقدم الى جانب وعيه المتقدم، واطلالتها على مستوى التقدم اللائق كإطلالته.
المرأة في عمان شهادة حق على وطن حفظ لها مكانتها، فأوصلها إلى ما تمنت أن تكونه في رحلة البناء المستمر لعمان الغد.