مسقط ـ العُمانية :عقدت أمس اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المُعْدية ومكافحتها اجتماعها الأوَّل برئاسة معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة.
وأكَّد معالي الدكتور وزير الصحة في بداية الاجتماع على أهمِّية تعزيز الجهود القائمة من مختلف الجهات في الحدِّ من العبء الكبير الناجم عن الأمراض غير المُعْدية، منبهًا على أنَّ الأمراض غير المُعْدية تشكِّل أكبر عبء اقتصادي واجتماعي حوْلَ العالم وفي سلطنة عُمان.
من جانبها أكَّدت صاحبة السُّمو السَّيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السُّلطان قابوس للتعاون الدولي رئيسة اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المُعْدية ومكافحتها على أهمِّية مضاعفة الجهود المبذولة خصوصًا في مجال الوقاية من الأمراض غير المُعْدية.
وتطرَّقت الدكتورة شذى بنت سعود الرئيسية مديرة دائرة الأمراض غير المُعْدية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأوَّلية بوزارة الصحة إلى العبء العالمي والمحلِّي الناجم من الأمراض غير المُعْدية، مستعرضة الجهود المبذولة في سبيل الوقاية منها ومكافحتها ومن ضِمْنها التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل الوطنية ومتعدِّدة القطاعات للوقاية من الأمراض غير المُعْدية ومكافحتها التي تمَّ اعتمادها من قِبل أصحاب المعالي بمجلس الوزراء في فبراير من عام 2018. وتشير التقديرات الصادرة عن وزارة الصحة إلى أنَّ الأمراض غير المُعْدية كأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري وأمراض جهاز التنفسي المزمنة والسرطان مسؤولة عن 80 بالمائة من إجمالي الوفيات في سلطنة عُمان، وأنَّ واحدًا من كُلِّ خمسة بالغين يموت بسبب الأمراض غير المُعْدية قَبل سن الـ70 عامًا.
وتبيِّن التقديرات أنَّ معدَّلات انتشار عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المُعْدية مرتفعة وفي تزايد، حيث يقدَّر معدَّل انتشار زيادة الوزن والسمنة بـ66 بالمائة، كما أنَّ معدَّل الاستهلاك اليومي للملح في سلطنة عُمان مرتفع حيث يبلغ 8.5 جرام يوميًّا.
ويبلغ المتوسط اليومي لاستهلاك الملح الموصى به من قِبل منظمة الصحة العالمية 5 جرامات يوميًّا إذ تتسبب الأمراض غير المُعْدية سنويًّا في خسائر اقتصادية تقدَّر بـ1.1 مليار ريال سنويًّا وأنَّ 74 بالمائة من هذه التكلفة نتيجة للتكلفة العلاجية المباشرة. وقد أشارت دراسة جدوى الاستثمار في الأمراض غير المُعْدية إلى أنَّه بالإمكان تفادي وفاة 19 ألف شخص في الـ15 عامًا القادمة إذا ما تمَّ التركيز في 4 حزم من التدخلات التي قد أثبتت بأنَّ لها أكبر مردود اقتصادي وهي السياسات المعنية بخفض استهلاك الملح في الطعام والحدِّ من تعاطي التبغ والتدخلات المعنية بالتوعية بأهمِّية النشاط البدني وتوسيع نطاق إجراءات التدخل السريري لمكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. ويأتي دَور اللجنة المُهمُّ في ضمان وجود تعاون متعدِّد القطاعات بين كافَّة الجهات المعنية، كما تختصُّ اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المُعْدية ومكافحتها من بعد إعادة تشكيلها بوضع الخطط في مجال الوقاية من الأمراض غير المُعْدية ومكافحتها ومتابعة تنفيذها واقتراح مشروعات القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بسلامة أفراد المجتمع والبيئة وصحتهم.