طهران ـ عواصم ـ وكالات: أجرى وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس محادثات في طهران في اطار التحقيق حول احتمال وجود اي بعد عسكري لبرنامج ايران النووي، وفق ما نقلت الوكالة الطلابية الايرانية، في وقت أعلن فيه الرئيس الايراني حسن روحاني عن عدم استعداد بلاده للتنازل عما وصفها حقوق ايران النووية واصفا اداء وفد ايران بالفخر الوطني، فيما أعلن الرئيس الاميركي عن ان اميركا ستغادر المفاوضات اذا لم نتوصل الى اتفاق يمكن التثبت منه مع ايران.
وتطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من طهران الرد على مزاعم محددة، طرحت في العام 2011، حول قيامها بأبحاث واعمال ملموسة في الماضي بهدف حيازة القنبلة النووية.
ويفترض على ايران تقديم معلومات حول صواعق متفجرة، اذ ان الوكالة الذرية اعربت في العام 2011 عن قلقها ازاء "صواعق متفجرة" قد تستخدم في قنبلة نووية.
وتطرح الوكالة مسألة اخرى حول الابحاث والنماذج المتعلقة بنقل النيترون.
ووافقت طهران في اتفاق تم التوصل اليه في نوفمبر 2013 مع الوكالة الذرية على الاجابة عن السؤالين في اطار اجراءات تتسم بالشفافية في ما يتعلق ببرنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرة الإرانية بهروز كمال فاندي في حديث الى التلفزيون الرسمي انه "من الممكن الانتهاء من السؤالين المطروحين خلال زيارة وفد الوكالة" التي يقوده ترو وارورانتا.
من جانبه وصف الرئيس الايراني حسن روحاني المباحثات التي تجريها بلاده مع القوي العالمية، بأنها "فخر وطني"، مؤکدا أن "رواد الجهاز الدبلوماسي يدافعون عن مصالح ايران في ساحة المباحثات، وهذا في حد ذاته نوع من الجهاد".
وأضاف روحاني أمس في المؤتمر الوطني الثاني لـ"يوم الشهيد"، أن "بعض القضايا هي قضايا وطنية، فبالأمس تصدي قادتنا الشجعان في ساحة الحرب للعدو الغاشم، فيما يدافع رواد الجهاز الدبلوماسي عن المصالح في ساحة المباحثات"، وذلك حسبما نقلت وكالة الانباء الايرانية (إرنا).
وأوضح روحاني أن "الجهاد ليس بالسيف فحسب بل ربما باللسان أيضا.. للجهاد عالم واسع ربما يتحقق بالقلم"، مؤكدا أن "الدفاع المقدس جسد المقاومة والصمود أمام الاعتداء والمعتدي . نحن ما هاجمنا أحدا ولم نطمع بأرض أحد ولم نرد توسيع بلادنا علي حساب الآخرين کما لم نحتل مدينة ما".
فيما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس انه اذا تعذر التوصل الى اتفاق مع ايران يمكن التثبت منه بشأن برنامجها النووي، فإن بلاده ستغادر طاولة المفاوضات.
وقال اوباما في مقابلة مع قناة سي بي اس "بالتأكيد اذا لم يحصل اتفاق سنغادر".
واضاف "اذا لم يكن بوسعنا التثبت من انهم لن يحصلوا على سلاح نووي، ومن انه سيكون لدينا وقت كاف للتحرك اثناء فترة انتقالية في حال مارسوا الخداع... اذا لم نحصل على هذه الضمانات، لن نقبل باتفاق".
وياتي هذا التصريح غداة مباحثات باريس التي بدت فيها فرنسا اكثر تحفظا من واشنطن بشان مشروع اتفاق مع طهران.
واكدت الولايات المتحدة انها تشاطر فرنسا وجهة نظرها بشان المفاوضات مع ايران، حتى وان ابدت باريس تحفظات مطالبة بمزيد من الضمانات.
وبحسب مصدر قريب من المفاوضات فإن باريس تأخذ على واشنطن الدفع احيانا بشكل متسرع باتجاه التوصل الى اتفاق مع طهران.
واعتبر المصدر الذي طلب عدم كشف هويته انه في النهاية سيكون هناك "قرار سياسي ... والاتفاق الجيد لن يكون اقل مما تريده فرنسا".
وكانت فرنسا عارضت نهاية 2013 ابرام اتفاق بين الايرانيين والاميركيين فقط، وتمكنت من الحصول على تسوية تم بموجبها استئناف التفاوض.
وقال اوباما "من الصحيح القول ان الامر الان ملح بعد اكثر من عام من المفاوضات. والخبر الجيد هو ان ايران التزمت خلال هذه الفترة ببنود الاتفاق" المرحلي الذي ابرم في نوفمبر 2013 مع القوى الكبرى الست.
واضاف "وفي الوقت نفسه، وصلنا الى مرحلة في هذه المفاوضات لم يعد الامر فيها رهن قضايا تقنية بل ارادة سياسية".
ولاحظ ان الايرانيين تفاوضوا بجدية وان تقدما تم احرازه "لتقليص التباينات، لكن ثغرات لا تزال موجودة".
وتابع الرئيس الاميركي "خلال الشهر المقبل سنكون قادرين على تحديد ما اذا كان نظامهم (الايرانيون) قادرا او لا على القبول باتفاق منطقي بالكامل، ما اذا كانوا مهتمين فقط، كما يقولون، ببرنامج نووي مدني".
من جهته، اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس مجددا عن مخاوفه بعدما ندد بشدة الثلاثاء الفائت امام الكونجرس الاميركي باي مشروع اتفاق مع طهران.
وقال المسؤول الاسرائيلي لقناة سي بي اس "لا اثق بعمليات التفتيش في الانظمة التوتاليتارية. وانطلاقا من ذلك، فان شكوكي ستكون اكبر بكثير".
ويعتبر نتنياهو ان التوصل الى اتفاق مع ايران لن يحول دون امتلاكها السلاح النووي.
وفي آخر تقرير لها في 19 فبراير، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران لم تقدم اي تفسير يوضح لها المسألتين العالقتين. وفي الثاني من مارس طلب يوكيا امانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من ايران ان تجيب سريعا، وقال ان "هذه العملية لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية".
وكان من المفترض ان تقدم تفسيرات قبل 25 اغسطس الماضي. وتنفي ايران هذه المزاعم المبنية برايها على وثائق خاطئة، لكنها قبلت مع ذلك الرد على اسئلة الوكالة.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه ايران والدول الكبرى الى التوصل الى اتفاق نهائي يضمن ان برنامجها النووي مدني، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الاسلامية.
وتسعى المفاوضات الى بلوغ تسوية سياسية قبل 31 مارس على ان ينجز اتفاق تقني بحلول الاول من يوليو.
وتحاول ايران والدول الكبرى التفاهم على اتفاق شامل يجيز لطهران ممارسة بعض الانشطة النووية المدنية لكنه يمنعها من امتلاك سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات الدولية التي ينوء تحتها الاقتصاد الايراني.