ارتقاء بالثقافة البصرية وقيم الجمال وإسهامها في تشكيل مشهد فني ناضج

كتب ـ خالد السيابي :
ارتقاء بالثقافة البصرية وقيم الجمال ورفد الإبداع التشكيلي واحتضان تجلياته ونتاجاته المختلفة التي تبوأت في عمان مستوى مرموقا، وإسهاما في تشكيل مشهد فني ناضج تتداخل فيه التجارب والأفكار الخلاقة .احتضنت صالة "رواق الفنون" بالنادي الثقافي مساء أمس الأول معرض "أطياف" الذي يضم بين أروقته إبداعات سبعة فنانين عمانيين بارزين وهم: أنور سونيا، ومحمد بن فاضل الحسني، والدكتورة منى البيتية، وسليم سخي، وفخراتاج الاسماعيلية، سعيد الرويضي، ومريم العمرية ، حيث يعكس المعرض التنوع البديع الذي بلغته التجربة التشكيلية العمانية، بما يشكل إضافة نوعية لما سبقه من المعارض التي نظمها واحتضنها النادي الثقافي، وقد افتتح المعرض تحت رعاية سعادة مصطفى أحمد سلمان القنصل الفخري للسفارة الأسترالية بالسلطنة، رئيس مجلس إدارة المتحدة للأوراق المالية.

فن الكولاج
وحول اختيار ثيمة "أطياف" قالت الفنانة التشكيلية منى البيتية: بحكم أن كل فنان له أسلوب خاص المختلف الذي يطرح من خلاله أفكاره فجميعنا شكلنا باقة ورد وكل وردة لها شذاها وجمالها وطلتها المختلفة عن البقية وأن أعمالنا متنوعة.وأضافت: أما عن لوحاتي ففني يحمل اسم الكولاج وهو من الفنون القديمة يحمل تاريخا طويلا، واستوحيت اسم البانوراما الذي قمت بعرضها هنا بهذا المعرض والتي تمثل ثلاث بانورامات الأولى تتكون من 24 قطعة وكل قطعة تعتبر عملا مستقلا بحد ذاته لكن كل قطعة تكمل الأخرى.وقالت: العالم كله داخل لوحاتي توجد صور من كافة أنحاء العالم وهي صور حقيقية عشتها بطبيعتها على أرض الواقع وكل قطعة تذكرني بحدث معين ومختلف، وعملي يحمل نوعا من الفوضى الفكرية وبه نوع من الشغب الطفولي.
يذكر أن الفنانة منى البيتية حاصلة على دكتوراه في الفنون وعلوم الفن من كلية الدراسات العليا للفنون التشكيلية وعلوم الجمال وعلوم الفن ومن جامعة باريس بانتويون السوربون بمرتبة الشرف في نوفمبر 2011م ونالت شهادة ماجستير في الفنون من نفس الجامعة ووقدمت وأعدت العديد من المحاضرات الفنية في عدة مراكز ثقافية واجتماعية في فرنسا واسبانيا ونظمت العديد من المعارض الفنية في مدريد وباريس وشاركت في العديد من البيناليات والمعارض الدولية التي كانت تقام في العديد من العواصم العربية والأوروبية.

فكرة المعرض
أما الفنانة التشكيلية فخراتاج الأسماعيلية فقالت: فكرة المعرض كانت فكرتي عرضتها للدكتورة عائشة الدرمكية رحبت بالفكرة وقمت باختيار الفنانين وكل فنان له وزنه داخل وخارج السلطنة منهم يعتبرون من الجيل الأول ومنهم من الجيل الثاني من جيل الشباب.
أما عن أعمالي أنا أتحدث عن الأنثى وبالتحديد عن الخيانة وعدم الوفاء سواء خيانتها لصديق أو الزوج في أي عمل كان وذكرت أيضا أنا فخورة بهذا الحضور الذين هم الوقود الحقيقي لكل فنان مبدع يتعب على أعماله لتكون بأجمل حله . يذكر أن الفنانة فخراتاج عضوة بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومرسم الشباب منذ عام 2000م حاصلة على دبلوم في الحاسوب من الأردن وبكالوريوس علوم الفن من جامعة وارينتون بالولايات الأميركية المتحدة عام 2009م. وشاركت في العديد من المعارض وحلقات العمل التي نظمتها الجمعية العمانية للفنون التشكيلية منذ عام 2002م وحصلت على العديد من الجوائز ومنها الجائزة الكبرى التي نظمتها وزارة التعليم العالي " طريق بلا ألم " عام 2013م.

نظرة الماضي بعيون المستقبل
وتقول الفنانة مريم العمري : إن المعرض يضم عددا من المدارس المختلفة وعددا من الفنانين المخضرمين في المجال وأما عن أعمالي تعبر عن المدرسة التكعيبية وتتحدث لوحاتي بهذه المشاركة عن البيئة العمانية وعن الصداقة وأهميتها في حياة الإنسان وحملت لوحاتي اسم نظرة الماضي بعيون المستقبل . ومريم العمري عضوة بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية منذ عام 2008م وشاركت في العديد من المعارض والمهرجانات ومنها مهرجان الفن المعاصر في الدورة الأولى في الرياض وحصلت على عدة جوائز منها المركز الأول في مسابقة التابعة لوزارة التراث والثقافة سنة 2014م.

صائد الأحلام

الفنان محمد فاضل نالت لوحاته استحسان حضور معرض أطياف ، حيث لـ "الحسني" تجارب وإسهامات بارزة ومعروفة في هذا المجال على الصعيدين المحلي والإقليمي وهو دائم البحث عن الحديث المتطور ويستلهم من مكونات التراث العماني ويتناول في أعماله إعادة كتابة أجزاء من المخطوطات العمانية في شتى العلوم الفلك والبحار والفقه وكذلك رسومات الكهوف وزخارف ونقوش في الأبواب وأسقف القلاع والحصون وغيرها وكتب عن الفنان محمد فاضل عدة نقاد من العالم وصدر له كتاب " صائد الأحلام " وشارك ومثل السلطنة في العديد من المعارض والمسابقات والملتقيات الدولية ولجان التحكيم وحصد العديد من الجوائز المتقدمة ونال شرف التكريم والتقدير من هذه المشاركات .

المها العربية
ومن المشاركين أيضا بمعرض أطياف الفنان سليم السخي الذي تأثر بمشروع إعادة توطين المها العربية الذي قامت به السلطنة من أجل المحافظة عليها وحمايتها من الانقراض فغدا هذا المشروع عنده هاجسا شخصيا دفعه إلى أن شكل من المها العربية لوحات ومنحوتات كمحاولة منه لإخراجها من بيئتها القاحلة إلى عالم ملء بالحياة والحيوية وشارك سخي في العديد من المعارض الفنية في السلطنة وخارجها إذا قام بإنتاج أعمال إبداعية تشكل المشاهد فيهالونا من الثقافة البصرية بصياغة فنية لمفردات البيئة متداخلا فيها الحسي والعاطفي مشكلا بذلك مغايرة وطرحا جديدا .
انور سونيا
لوحات الفنان التشكيلي أنور سونيا كانت حاضرة بطلتها الجميلة وأستطاع هذا الفنان أن يخلق تجارب جديرة بالتأمل تمكن من خلالها في فترة زمنية وجيزة من هضم مجموعة من التجارب الفنية إذ أن تجاربه الواقعية تخاطب قضية الارتباط الأزلي بين الإنسان والأرض إضافة إلى تجاربه الجديدة التي سبر فيها أغوار أعماق الروح والجسد بلمسات تجريدية مبدؤها أن الفن ضرورة إنسانية أساسه الصدق والتعبير الحر .

سبع لوحات
ومن الفنانين الشباب المشاركين الفنان سعيد الرويضي شارك بسبع لوحات لوحتان منهم للعرض لوحة " حضرة صاحب الجلالة" وصورة الفنان " أنور سونيا" و الأعمال الخمسة الأخرى من الطبيعة ويستهوي الفنان زيارة البحار والأودية. وبلوحاته يحب الحركة ويعشق الضربات السريعة التي ترمز للحركة ويعتمد على الذاكرة بكثير من الأحيان لا أتقيد بالصور كثيرا رسمت الطبيعة تتمثل بحركة البحار والصخور .
وسعيد الروضي من مواليد 1987م حاصل على بكالوريوس هندسه المعدات الطبية 2011 بروسيا ومن 2004م وهو عضو بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومن 2006م وهو عضو بكلية الفنون الجميلة بمدينة ليبتسك " روسيا " وأقام معرضين شخصيين بروسيا الأول سنة 2007م والثاني بعام 2011م ومن المعارض المحلية معرض أساطير وحكايات عمانية ومن المعارض الدولية كانت له مشاركة عام 2008م بمناسبة العيد الوطني العماني بموسكو ومن الجوائز الذي حصل عليها جائزة المركز الأول " معرض الأعمال الفنية الصغيرة ".