تحيط بشبابنا في العصر الحاضر الكثير من المخاطر والمشكلات التي تهدد حياته وحياة من حوله, ومن أخطرها المؤثرات العقلية كالخمور والمخدرات بأنواعها, والتي بلا شك تسبب العديد من المشكلات تكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده اثناء الحروب المدمرة. حيث تسبب المشكلات الجسيمة والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتي تحتاج الى تضافر الجهود المحلية والدولية لمعالجتها.
فمن الناحية العلمية يعرف المخدر بأنه مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم او غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم اما من الناحية القانونية فالمخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها او تصنيعها الا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل الا بواسطة من يرخص له بذلك. وتشمل الأفيون ومشتقاته والحشيش وعقاقير الهلوسة والكوكائين والمنشطات.
و عمان لا تعتبر بمعزل عن العالم فقد ابتليت بما ابتليت به دول العالم من انتشار هذه المؤثرات العقلية بأنواعها ، فقد ذكر مصدر مسؤول في شرطة عمان السلطانية أن العمانيون جاءوا في المرتبة الأولى من حيث عدد المتهمين في قضايا المخدرات فقد بلغت نسبتهم 44% يليهم المتهمين الآسيويين 27.5% ، ثم غير محددي الجنسية بنسبة 24% وتساوى عدد المتهمين الخليجيين والعرب بنسبة 2% بالإضافة إلى متهم واحد افريقي غير محدد الجنسية. بلغ عدد أنواع المخدرات الأكثر ضبطا في السلطنة أربعة وهي الهيروين، والحشيش، والقات، والمورفين بالإضافة إلى أنواع أخرى ثم ذكر بعضها تحت اسم مؤثرات عقلية. حيث تسبب المؤثرات العقلية العديد من الأمراض العصبية والعقلية والنفسية مثل هبوط التنفس وتوقفه وتليف الكبد والتشنجات. لا تقتصر اضرارا المؤثرات العقلية على الجانب الجسمي فقط بل تتعداها إلى الأضرار والمشاكل الاجتماعية ، ككثرة الخلافات الأسرية والطلاق وتشرد الأبناء. تتكبد الدولة خسائر فادحة من اجل مكافحه تهريب وتعاطي المخدرات و مكافحة المخالفين وتنفيذ العقوبات وعلاج المدمنين. فعلى الجميع الا يقفوا وقفة المتفرج بل علينا أن نقف موقف المتصدي لهذه الآفة ومكافحتها بكل السبل والوسائل المتاحة فبتضافر الجهود وبمزيد من الإيمان بالله سيتم القضاء على مشكلة المخدرات.

مازن الشكيلي