رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
تصاعدت امس وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ومقدساتهم ، حيث فتحت بحرية الاحتلال الإسرائيلي ، نيران رشاشاتها الثقيلة على مراكب الصيادين قبالة بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة. في حين شنت حملة اعتقالات ومداهمات بمدن الضفة الغربية المحتلة ، يأتي ذلك تزامنا مع مناقشة ما تسمى بـ اللجنة القطرية الإسرائيلية تنفيذ مخطط مبنى "مجمع كدام ـ عير دافيد - حوض البلدة القديمة"، المزمع انشاؤه في ساحة باب المغاربة بمدخل بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك على اراضي المقدسيين . فيما قرر قاضي محكمة الصلح الاسرائيلية ابعاد 5 فلسطينيات عن الاقصى لمدة 15 يوما ، وفرض عليهن دفع كفالة كبيرة .وأفادت مصادر فلسطينية بقطاع غزة نقلاً عن أحد الصيادين، بأن الاحتلال أطلق الرصاص بشكل عشوائي وكثيف على مراكب الصيادين وهم على مسافة لا تبعد 4أميال بحرية في مساحة الصيد المسموح بها، ببحر منطقة السودانية، مما أدى إلى إعطاب مركبين للصيادين، ولم يبلغ عن إصابات في صفوف الصيادين حتى اللحظة. وتستهدف بحرية الاحتلال الإسرائيلي الصيادين ومراكبهم بشكل يومي في بحر غزة، بإطلاق النار عليهم ومصادرة مراكبهم، ومنعهم من ممارسة مهنة الصيد وجلب قوت أطفالهم.
وفي الضفة المحتلة ، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي مهندسا فلسطينيا وسائق جرافه في قرية عزموط شرق نابلس بعد منعهم من مواصة شق طريق عزموط الشمالية. وقال رئيس مجلس عزموط مراد عامر لـ (الوطن) إنه توجه برفقة سائق الجرافة محمد بهجت الى موقع الطريق الشمالي في قرية عزموط والتي يقوم المجلس القروي بالتعاون مع مركز ابحاث الاراضي بشقها. وأكد أنه حضر الى موقع العمل مستوطنين اثنين من أمن مستوطنه "الون مورية" وطلبوا منا التوقف عن العمل وطلبت من السائق عدم التوقف واستمرينا بالعمل الا أن المستوطنين اجروا اتصالات مع الجيش الاسرائيلي وحضرت تعزيزات من الجيش وقام الجيش بمصادرة الهويات الشخصية واجهزة الجوالات الخاصة بنا. وأضاف تم ايقافنا عن العمل من قبل قوات الجيش الاسرائيلي للمرة الثانية خلال اسبوعين بحجة ان المنطقة مصنفة محمية طبيعية. وتابع عامر أنه " حضر الى الموقع اثناء حجزنا ممثل عن الارتباط الاسرائيلي، تم اعلام الارتباط الاسرائيلي ان المجلس القروي حصل على موافقة من الارتباط الاسرائيلي منذ عام تقريبا ولم يتم تنفيذ المشروع في حينه وبسبب عدم وجود التمويل اللازم في ذلك التاريخ، وبعد ان تم توفر التمويل اللازم لشق الطريق الزراعي باشر المقاول بالعمل في الطريق المذكور" . وأشار إلى انه تم ابلاغ ممثل الارتباط الاسرائيلي أن مشروع شق الطريق الزراعي ممول من الممثلية الهولندية بالشراكه مع مركز ابحاث الاراضي ومجلس قروي عزموط.
وأكد عامر أنه تم اعتقال كل من المهندس رسلان شنابله مهندس في مركز ابحاث الاراضي وسائق الجرافة محمد بهجت والمقاول بسام حنني وتم اقتيادهم الى مركز حوارة وتم احتجاز الجرافة ملك محمد بهجت ومصادرتها الى جهات غير معلومة. وطالب المجلس القروي كافة المؤسسات القانونية والحقوقية لوضع حد الى سياسة الاحتلال والافراج الفوري عن المعتقلين وتمكين المجلس وابناء القرية من الوصول الى اراضيهم.
على صعيد اخر، ناقشت ما تسمى باللجنة القطرية الإسرائيلية جلسة خاصة لمناقشة الاعتراضات التي قدمت على قرار مصادقة 'اللجنة اللوائية' على مخطط مبنى "مجمع كدام ، ويحمل المشروع الرقم الهندسي الهيكلي13542، ويهدف لإقامة مبنى سياحي، لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، إضافة لقاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومواقف لسيارات السياح والمستوطنين، كما سيتم تخصيص مساحات للاستخدامات السياحية، ومحلات تجارية، ومكاتب خاصة لجمعية العاد. وسيقام المشروع الاستيطاني على أرض لأهالي سلوان، كانت تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967، وبعد احتلالها قامت بلدية الاحتلال بمصادرتها وهدم غرفتين فيها تعود لعائلة عبده، ثم حُولت لموقف سيارات، وفي عام 2003 سيطرت عليها جمعية العاد الاستيطانية بطرق ملتوية، وبدأت منذ ذلك الحين بالتخطيط لبناء مشروع استيطاني، وقامت بأعمال حفر متواصلة في منطقة المشروع “ساحة باب المغاربة” وهدمت مقبرة إٍسلامية عمرها 1200 سنة، إضافة إلى تدمير آثار عثمانية وأموية وبيزنطية ورومانية، من غرف وأعمدة وأقواس، وأبقت على عدد قليل منها تدعي انها “آثار الهيكل الثاني”، حيث سيخصص جزء من المخطط لعرض هذه “الآثار المزعومة. من جانبه ، استنكر قريع قيام اللجنة القطرية العليا الإسرائيلية بعمل جلسة لمناقشة الاعتراضات التي قدمت على قرار مصادقة اللجنة اللوائية على مخطط مبنى 'كيدم' في سلوان الذي يراد من خلاله توسيع النفوذ الإسرائيلي وتعزيز السياحة الإسرائيلية إلى حي وادي حلوة في سلوان. وأوضح أن هذا المخطط سيتم إقامته فوق ما عرف بموقف 'جفعاتي' ساحة سلوان، وهو يحمل الرقم الهندسي الهيكلي 13542 وينص على إقامة مبنى للاستخدام السياحي على قطعة أرض ملاصقة تقريبا لسور القدس الجنوبي بمساحة 5460 مترا مربعا، وسيكون تحت سلطة إدارة ما يدعى بحديقة 'عير دافيد' في حي وادي حلوة، وبالتالي تحت إدارة جمعية 'ألعاد' الاستيطانية، كما ينص المخطط على إنشاء مبنى ضخم بمسطح بناء يقارب 16000 متر مربع، ما يشير إلى أن نسبة البناء التي يراد إعطاؤها للمشروع تقارب 300 % من مساحة مسطح الأرض المخطط إقامة المشروع الاستيطاني عليها، وسيتضمن إقامة طابق كامل لاستخدام دائرة الآثار الإسرائيلية، معتبرا ذلك خرقا للقانون الدولي ولكافة المواثيق الدولية وتحديا معلنا للمجتمع الدولي. وأضاف قريع 'أننا ننظر بخطورة شديدة لما آلت إليه الأوضاع الصعبة في المدينة المقدسة، فالاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتواصلة دون توقف تتطلب موقفا حازما من المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية تجاه القدس أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين'.
من جانب اخر، أوضح المحامي رمزي كتيلات من "مؤسسة قدسنا لحقوق الانسان" أن قاضي محكمة الصلح الاسرائيلية أصدر قرارا يقضي بإبعاد 5 فلسطينيات عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوما ، بعد دفع كل واحدة منهن كفالة ذاتية . وهن: سحر النتشة ، وزهية عيد ، وإيمان ابو سنينة ، وفاطمة كوماني ، وحنان أبو سنينة وكانت قد إعتقلتهن الشرطة اليوم أثناء خروجهن من المسجد الأقصى . وفي سياق متصل مدد قاضي محكمة الصلح توقيف الشيخ أشرف حسن من الداخل الفلسطيني الى اواخر مارس الحالي ، وكانت قد إعتقلت الشرطة زوجة الأسير أشرف حسن من ساحات المسجد الأقصى وأقتادتها الى مركز تحقيق القشلة ، ولدى توجه الشيخ حسن الى مركز الشرطة للاطمئنان على زوجته تم اعتقاله، ويشار أن الشيخ أشرف حسن أسير محرر كان قد أمضى تسع سنوات ونصف في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، حيث تم الإفراج عنه في الثالث من عام 2013. وفي سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال طفلا من بلدة الطور وفتيين من سلوان بالقدس، وأوضح أمجد أبو عصب أن المعتقلين هم محمد عوض 17 عاما ، ونور الزغل 17 سنة، ونضال محمد أبو سنينة 10 .