رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:

منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس المصلين من دخول المسجد الأقصى واعتقلت عددا منهم على أبوابه, حيث دارت صدامات بين المصلين وجنود الاحتلال.
وقال شهود عيان 'إن اشتباكات بالأيدي وقعت بين مجموعة من الشبان وقوات الاحتلال عند باب حطة 'أحد بوابات المسجد الأقصى المبارك'، بعد منعهم من دخول المسجد، واستخدمت هذه القوات الهراوات وغاز الفلفل الحار ضد الشبان الذين هتفوا ضد الاحتلال، وأوقفت أحدهم دون التأكد بعد إن تم اعتقاله أو أطلق سراحه.
وأفاد شهود العيان بأن شرطة الاحتلال صعدت من إجراءاتها بحق المسجد الأقصى حيث أغلقت الأبواب المفضية إليه وأبقت على أبواب حُطة، والسلسلة، والمجلس، فقط مفتوحة، مشيرين إلى أن أي مصلي يدخل إلى المسجد الأقصى عليه تسليم بطاقة هويته.
وكان عشرات الشبان اعتكفوا الليلة قبل الماضية في المسجد للتصدي للمستوطنين الذين دعوا لاقتحام واسع لباحاته امس الخميس، ورفع أعلام الاحتلال في باحاته رداً على ما أسموه رفع الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية في باحاته، كما دعوا لاقتحام مسجد قبة الصخرة.
وأجبرت الأوقاف الإسلامية في القدس، صباح امس، شرطة الاحتلال الإسرائيلية على إغلاق باب المغاربة الذي يقتحم من خلاله المستوطنون المسجد الأقصى المبارك.
وقال مدير الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب إن اتصالات إسرائيلية أردنية على أعلى مستوى جرت منذ الليلة الماضية لإغلاق باب المغاربة ومنع المستوطنين من تنفيذ اقتحامهم للأقصى ورفع العلم الإسرائيلي في باحاته.
وأضاف، 'لا شك أن هنالك تصعيدا من قبل المتطرفين الذي يطمحون لتنفيذ مآربهم بحق الأقصى ولكن في كل استحقاق نستطيع إيجاد رادع يحمي الأقصى ويمنع استفزاز مشاعر المسلمين'.
وسادت المسجد الأقصى ومحيط بواباته الرئيسية حالة من التوتر الشديد في ظل انتشار كبير لقوات الاحتلال ووسط استنفار شعبي كبير داخل البلدة القديمة وفي باحاته ومرافقه، للتصدي لأي محاولة اعتداء أو تنفيذ الدعوات التي وجهتها منظمات متطرفة لاقتحام جماعي للأقصى ورفع العلم الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته جدَّد وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة المقالة بغزة الدكتور إسماعيل رضوان دعوته لكافة الحكام العرب والمسلمين والمنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي لوقف ممارساته بحق القدس والمسجد الأقصى.
جاءت دعوة الوزير عقب ما حدث فجر امس عندما منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي المصلين من ذوي الأعمار الصغيرة من دخول الأقصى لأداء صلاه الفجر، مما أدى إلى حدوث مناوشات ومواجهات بالأيدي بين المصلين وشرطة الاحتلال الاسرائيلي بالقرب من باب حطة أحد بوابات الأقصى المبارك التي قامت بالاعتداء عليهم ورشهم بغازات.
ولفت رضوان إلى أن هذه الاعتداءات الاسرائيلية جاءت بعد أن تم الإعلان الموجه للمستوطنين اليهود والجماعات المتطرفة لرفع العلم الاسرائيلي على المسجد الأقصى واقتحامه بشكل ينغص نفوس المسلمين ويستفز مشاعرهم.
وفي الوقت ذاته ناشد المقدسيين بضرورة الزحف إلى الأقصى والرباط فيه لصد الممارسات الاسرائيلية الغاشمة.
ومن جهة أخرى استنكر رضوان شروع قوات الاحتلال الاسرائيلي بترحيل عائلات فلسطينية من الأغوار وإقرار اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الاستيطاني في القدس تحت غطاء حكومتها السافرة بناء 558 وحدة استيطانية جديدة شرق مدينة القدس.
وبين أيضاً أن هذه اللجنة وحكومتها الطاغية ناقشت خلال فترة مخططاً يقضي باستصدار تراخيص بناء لتوسيع مستوطنة "جبل أبو غنيم" جنوبي القدس عبر 386 وحدة استيطانية تأتي ضمن المرحلة الثالثة من المشروع الاستيطاني "جبل أبو غنيم" الذي يراد من خلاله توسيع المستوطنة جنوباً باتجاه مدينة بيت ساحور.
وضمن السلسلة الاسرائيلية المتواصلة على القدس أكد أنه تم الكشف مؤخراً عن مشروع جديد لتوسيع مستوطنة "معليه زيتيم" الواقعة شرقي البلدة القديمة في قلب حي رأس العامود بالقدس، موضحاً أن بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس أصدرت الشهر الماضي رخصة لبناء جديد سيضاف إلى مستوطنة "معليه زيتم" في حي رأس العامود.
وأضاف الوزير بأن حكومة الاحتلال الاسرائيلي بصدد تخصيص هذا المبنى الجديد للمستوطنين اليهود والجماعات اليهودية المتطرفة من اجل إقامة شعائرهم التلمودية ومعتقداتهم، مما يقودنا إلى النهوض بالقدس وحمايتها من التهويد والاستيطان.