لم يعد البحث عن وظيفة في القطاع الخاص من الأمور الصعبة في ظل وجود التقنية الحديثة والتي أصبحت في متناول الجميع ، فأي منا بإمكانه الآن ومن خلال حتى الجهاز المحمول الذي لا يفارق يده تصفح المئات من فرص العمل التي تتناسب وتتفق مع مؤهلاته العلمية والعملية ، فتطبيق نعمل الذي دشنته وزارة القوى العاملة منذ فترة ومن خصائصه الترشيح الالكتروني في القطاع الخاص يعد من الخدمات التي تتيح للآلاف من الباحثين عن عمل الاستفادة منه في تأمين فرصة العمل التي هي مطلب كل خريج يتطلع الى بناء مستقبله العملي ، خاصة في ظل شح التوظيف الحكومي وتنافس الآلاف على فرص لا تتعدى المئات بينما بإمكان القطاع الخاص استيعاب كل هذه الأعداد في فترة زمنية وجيزة ، على اعتبار ان تطبيق الترشيح الالكتروني حدد أسبوعين فقط لكي تقوم المنشأة بالرد على المترشح وفي حال تعدت هذه الفترة التواصل مع الوزارة لاتخاذ الإجراء المناسب.
فجميع الفرص التي تتوفر في هذا التطبيق لم تدرج جزافا وإنما بناء على خطط تعمين وضعتها المنشآت واجبة التنفيذ ، حيث ان اعدادها في الأساس مرتبط بالزام المنشات في تحقيق النسب المقررة للتعمين وعلى ضوء طلبات حصلت عليها لاستقدام قوى عاملة وافدة ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى قرارات الحظر او وقف الأنشطة التي تتبعها الجهة المعنية بصفة مستمرة لكي تتيح للباحث عن عمل إيجاد الفرصة المناسبة له وكذلك المنشأة الكادر الذي تبحث عنه في التخصص الذي تريد ، وما يميز هذا التطبيق ان كل فرصة عمل موضح فيها الشروط المطلوبة من مؤهلات للكل وخبرات للوظائف الإدارية المتوسطة والعليا بالإضافة الى الحوافز والأجور والامتيازات الأخرى ، التي وحسب ما يتضح من التطبيق إنها لا تبعد كثيرا عن تلك التي تمنحها الحكومة بل في بعض الوظائف تعتبر الأفضل نسبيا خاصة بالنسبة لحملة المؤهلات الجامعية .
فلماذا لا يحرص شبابنا الباحثين عن عمل حتى الآن الاستفادة من هذه الخدمة ؟ التي تؤمن لهم العمل بشكل أسرع وتتيح لهم المزيد من الخيارات سواء من حيث خيارات الفرص او المنشات او مواقع العمل ، فانتظار الوظيفة الحكومية عند البعض يفترض ان يستثمر في الحصول على المزيد من الخبرة العملية من خلال الإقبال على العمل في القطاع الخاص ، خاصة في ظل فتح المجال أمام العاملين يف القطاع الخاص التنافس على الوظائف التي تعلن عنها الحكومة ، وتلك ميزه اي عملهم في القطاع الخاص تمكنهم من أولوية التوظيف نتيجة رصيد الخبرة التي يمتلكونها ، في الوقت الذي لو لم تكن لديهم هذه الميزه فان حظوظهم لاشك ستكون اقل لتبخر الجانب العملي الذي تلقوه في مقاعد الدراسة أولا ولعدم توفر الخبرة العملية نتيجة جلوسهم في المنزل انتظارا للوظيفة الحكومية ثانيا ، وبالتالي فان الترشح للعمل في القطاع الخاص ومن خلال توفر مثل هذه الخدمات الالكترونية يؤمن للباحثين عن عمل كل تلك العوامل المؤدية إلى مستقبل أكثر إشراقا وسعادة له ولأسرته ومجتمعه .
وعلى الجانب الآخر فان إقبال الشباب على هذه الفرص يقلل من مشكلة الباحثين عن عمل والتي لاشك تؤرق عدد من الجهات المعنية ، التي تبذل جهود مضاعفة من اجل تدارك كافة التداعيات التي يمكن ان تحدث نتيجة عدم الإقبال عليها سواء كانت اجتماعية او اقتصادية او أمنية او حتى مادية من خلال رصد مبالغ إضافية على الموازنة يمكن ان توجه في مسارات اخرى ، سواء لاستحداث شواغر جديدة في القطاعات الحكومية مدنية كانت ام عسكرية او للإنفاق على برامج المعالجة الوقتية للتقليل من حدة تلك التداعيات التي ستؤثر سلبا على الجميع ، لذا مطلوب من شبابنا الباحثين عن عمل ان يكونوا جزء من تلك المعالجة من خلال عدم التردد في الإقبال على الفرص المتوفرة بالقطاع الخاص التي تبذل جهود لتحسين بيئة العمل فيه للقوى العاملة الوطنية ومقاربتها بتلك الموجودة في القطاع الحكومي .

طالب بن سيف الضباري
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]