بهدف إطلاع الباحثين على الطرق والتقنيات الحديثة في دراسة مجال العوالق البحرية

مسقط ـ (الوطن):
تم صباح أمس افتتاح حلقة العمل التدريبية في مجال دراسة وتحليل العوالق البحرية في البحار العمانية التي تنظمها وزارة الزراعة والثروة السمكية خلال الفترة 15 ـ 26 مارس 2015م وذلك بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية تحت رعاية الدكتورة لبنى بنت حمود الخروصية مدير عام البحوث السمكية.
وقال الدكتور عبدالعزير بن سعيد المرزوقي مدير مركز العلوم البحرية والسمكية: تأتي حلقة العمل التدريبية ضمن مشروع تأسيس مختبر مرجعي للإزدهار الطحلبي الضار والذي ينفذ بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية خلال الفترة 2012م ولغاية 2015م. حيث تهدف الحلقة إلى إطلاع الباحثين على الطرق والتقنيات الحديثة في دراسة مجال العوالق البحرية وذلك بالاستعانة بخبرات دولية في تنفيذ أنشطة الحلقة.
وأضاف: كما أنه من المخطط له تنفيذ مشروع بناء القدرات من أجل إدارة فعالة للازدهار الطحلبي الضار والذي من المتوقع تدشينه في عام 2016م بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية ضمن برامجها السنوية للتعاون الدولي.
وقال: تتابع وزارة الزراعة والثروة السمكية ظاهرة المد الأحمر بشكل مكثف، وذلك منذ تسجيلها لأول مرة في المياه العمانية عام 1976م في محافظة ظفار، وعام 1978م في محافظة مسقط والتي باتت تحدث بشكل سنوي منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا. وتعد هذه الظاهرة من الظواهر الطبيعية التي تحدث في معظم بحار ومحيطات العالم في أوقات معينة من السنة وذلك متى ما توافرت الظروف البيئية المناسبة لحدوثها وانتشارها حيث يمكن تفسير كيفية حدوث هذه الظاهرة من خلال فهم السلسلة الغذائية للكائنات البحرية خاصة العوالق البحرية التي تعتبر من أهم التغيرات لحدوثها فالعوالق البحرية من خلال تكاثرها ذو الانقسام اللاجنسي إذ تنمو خلية واحدة حتى تصل لمرحلة البلوغ ومن ثم تبدأ بالانقسام إلى خليتين وهذه بدورها تنقسم إلى أربع خلايا وهكذا حتى يتضاعف العدد وفي حالة توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها والتي تكمن في درجات الحرارة ومستويات الملوحة وضوء الشمس وتوافر المغذيات بتركيزات عالية خاصة في مناطق التيارات الصاعدة فان هذه الخلايا تنتشر وتتكاثر بسرعة وتكون ما يعرف بالازدهار الطحلبي الذي يستهلك معه كميات هائلة من الأكسجين الذائب ويؤدي ذلك إلى نفوق الأسماك نظرا لنقص مستويات الأكسجين المذاب وإنسداد خياشيمها بالعوالق البحرية. أما في حالة عدم توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها، فان بعض أنواع العوالق البحرية تكون حويصلات وهي بدورها تترسب في قاع البحر إلى أن تصل لمرحلة التكيس والتي تبقى في قاع البحر لفترات زمنية طويلة قد تصل لسنوات إلى أن تتوافر لها الظروف المناسبة فتبدأ مرة أخرى بالتكاثر.
وأضاف: السلطنة تمتاز بتنوع بيئي بحري فريد من خلال إطلالها على ثلاثة مسطحات مائية ممثلة في كل من الخليج العربي وبحر عمان في الشمال وبحر العرب في الجنوب والمتصل بالمحيط الهندي الذي يعد ثالث أكبر محيطات العالم. وقد أسهم هذا التعدد في المسطحات المائية ومرور التيارات البحرية الشمالية الغربية شتاءا والجنوبية الغربية صيفا إلى تنوع بيئي بيولوجي فريد خاصة مع حدوث ظاهرة الرياح الموسمية سنويا والمعروفة عالميا "بالمونسون" والتي تعرف محليا بمسمى الخريف حيث تمتزج طبقات المياه العميقة بطبقات المياه السطحية وذلك بفعل الرياح الجنوبية الغربية والتيارات البحرية الأمر الذي يسهم في توفر المغذيات لمختلف الكائنات البحرية بالسلسة الغذائية بما في ذلك العوالق البحرية حيث يعتبر تكاثرها ونموها من أهم العمليات الحيوية لكونها الأساس الأول الذي تبدأ من خلاله السلسلة الغذائية إلا أن تلك العوالق البحرية تعد المسبب الرئيسي لحدوث ظاهرة المد الأحمر.