في واحدة من العمليات المعقدة والدقيقة، وفي إنجاز طبي جديد، نجح مجموعة من الأطباء في مستشفى خولة وتحديدا قسم جراحة اليد مؤخرا في إجراء عملية معقدة لزراعة أربعة أصابع مبتورة بقطع كامل لعامل من الجنسية الآسيوية في العقد الثالث من عمره بعد تعرضه لإصابة عمل قبل عدة ايام.
وكان المصاب قد وصل إلى وحدة الحوادث والطوارئ بمستشفى خولة بعد منتصف الليل، وتم الاتصال بشكل مباشر مع فريق جراحة اليد استعداداً للتدخل الجراحي.
وتم وضع صالة العمليات على أهبة الاستعداد بكامل طاقمها وأجهزتها وتحويل المريض مباشرة من وحدة الحوادث والطوارئ إلى صالة العمليات التي عمل بها فريق متكامل مكون من أطباء الجراحة والتخدير والعظام والتصحيح والتقويم وفنيي التخدير وطاقم تمريض متكامل برئاسة الدكتور جوبال مالهوترا طبيب استشاري أول في جراحة الأوعية الدموية الذي قام بإجراء العملية. حيث تم تثبيت العظام وفرز الأوعية الدموية الدقيقة المصابة، واستئصال الأجزاء المتهتكة، وتوصيل وخياطة جميع الأربطة والشرايين بدقة متناهية من اجل تدفق الدم وتوصيله للأطراف المقطوعة والتأكد من قدرة الأصابع على استعادة حركتها. وكل ذلك تم بمساعدة اجهزة مجهرية دقيقة للغاية وطاقم متخصص في هذا المجال. كون ان العمل على ربط اوعية دموية يصغر حجمها عن حجم شعرة الانسان يحتاج لدرجة كبيرة من التركيز ودقة متناهية في العمل. حيث استغرقت عملية زراعة الاصابع المبتورة حوالي 16 ساعة متواصلة. ولله الحمد تكللت ساعات العمل الطويلة والمتواصلة عن إعادة زراعة الأصابع بكل نجاح.
وفي لقاء مع المريض أعرب عن شكره العميق للطاقم الطبي الذي عمل جاهدا على اسعافه ورعايته خلال فترة وجوده بالمستشفى كما اعرب عن سعادته لنجاح العملية بعدما كان يظن بأنه لن يستطيع استرجاع اصابعه المبتورة ودموع السعادة تنهمر من عينيه رافعا يده نحو السماء شكراً لله .
وفي وقت لاحق أيضا أجريت عملية زراعة إصبع مبتور ليد طفلة عمانية تبلغ من العمر ثلاث سنوات. حيث وصلت الطفلة المصابة إلى وحدة الحوادث والطوارئ بمستشفى خولة بقطع تام للإصبع الصغرى في يدها اليمنى وتم نقلها إلى صالة العمليات مباشرة. ولكون الاوعية الدموية في الاصبع الصغرى لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات تعتبر صغيرة للغاية؛ فإن عملية ربط هذه الاوعية قد استغرق وقتا أطول من إجرائها لشخص بالغ. واستغرقت عملية إعادة زراعة الاصبع المبتورة للطفلة حوالي 11 ساعة وتم خلالها ربط جميع الأوعية الدموية وإصلاح العظام المكسورة والتشوهات المصاحبة في جلد اليد. ولله الحمد الطفلة في تحسن مستمر حيث ترقد في جناح جراحة الأطفال بمستشفى خولة.
وأعربت والدة الطفلة عن بالغ سعادتها لما تم انجازه على طفلتها الصغيرة وقامت بتقديم كلمات الشكر والعرفان للطاقم الطبي الذي سهر من أجل رعايتها وتكللت جهوده بالنجاح.
وتعتبر عملية زراعة الأعضاء هي عملية متكاملة تتم تحت اجهزة مجهرية دقيقة للغاية وطاقم متخصص في هذا المجال. كون ان العمل على ربط اوعية دموية يصغر حجمها عن حجم شعرة الانسان يحتاج لدقة متناهية. وفي مثل حالة المصاب الآسيوي تم العمل على ربط جميع الشرايين لكل اصبع، وبالتالي استمرار نفس العمل على جميع الاصابع المبتورة. أيضا يتم خلال العملية المحافظة على خلايا جلد المصاب وكذلك تثبيت العظام. ومثل هذه العمليات فإنها تضم طاقم طبي مكون من تخصصات مختلفة مثل العظام والجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية وجراحة التصحيح والتقويم والتخدير والأشعة إضافة إلى طاقم التمريض.
وقال الدكتور جوبال مالهوترا جراح استشاري أول القائم على عمليتي إعادة زرع الاصابع بأن تلك العمليتين كانتا فريدتين من نوعهما استغرقتا وقتا طويلا وعملا مثمرا بتضافر جهود جميع افراد الطاقم الطبي. واضاف ان عملية جراحة الاوعية الدموية الدقيقة تتضمن نقل الانسجة من جزء في الجسم إلى آخر مع انشاء امدادات للدم وتتم تحت مجهر دقيق يتطلب العمل عليه الكثير من المهارة والصبر والمتابعة.
ويندرج موضوع زراعة الأطراف ضمن التخصصات الطبية أو الجراحة المجهرية، ويتطور تطوراً كبيراً سواء بالخبرات أو التجهيزات التي تسمح بتحسين النتائج. فحوادث بتر الأطراف كثيرة ومختلفة، وقد يتعرض لها الكبار والصغار، بسبب حوادث مهنية أو مرورية، وقد تكون بسبب الإهمال أو غيره، والنتيجة في كل الاحوال واحدة، وهي فقدان جزء مهم جداً من جسم الإنسان المصاب، والذي ينتج عنه آثار نفسية وجسدية لا يمكن احتمالها.
هذا ويعتبر مستشفى خولة بمحافظة مسقط كمركز معروف ومجيد لرعاية الإصابات على مستوى الخليج العربي. ولزيادة مستوى الرعاية في هذا الجانب تم مؤخرا انشاء قسم جراحة اليد بشكل منفصل عن قسم الجراحة العامة وبإدارة مستقلة. ومع وجود طاقم متخصص وأجهزة عالية الدقة في مجال جراحة الأعضاء وجراحة الاوعية الدموية بدأ القسم بالفعل في تقديم خدمة متخصصة ومركزة في هذا المجال تعتبر إضافة فريدة على مستوى السلطنة والمنطقة.
ومع وجود هذه الخدمة تكون وزارة الصحة قد قطعت شوطا كبيرا لتعزيز الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من تشوهات في اليد نتيجة الإصابات والحوادث.