عدن ـ وكالات: شهدت عدن تصعيدا مفاجئا للعنف أمس مع تعرض القصر الجمهوري لغارة أجبرت الرئيس عبدربه منصور هادي للجوء إلى "مكان آمن"، فيما شهد مطار المدينة الجنوبية مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وأخرى معارضة لهادي انتهت بسيطرة قوات الرئيس هادي على المطار. وقد شنت طائرة حربية أمس الخميس غارة على مجمع القصر الرئاسي في عدن حيث يقيم هادي بحسبما أفادت مصادر أمنية. وذكرت المصادر أن الغارة لم تصب مبنى القصر ولم تسفر عن ضحايا، فيما ردت المضادات الأرضية مجبرة الطائرة على الانسحاب. وحلقت الطائرة مرة أولى فوق القصر الرئاسي في المعاشيق، حيث كان يتواجد الرئيس هادي، إلا أن الضربة التي نفذتها أصابت تلة قريبة بحسب المصادر الأمنية. وقد حلقت طائرة مرة أخرى فوق القصر الرئاسي دون أن تطلق أي ضربات، فيما ردت المضادات الأرضية مجددا. وكانت اشتباكات بين قوات السقاف الرافض لقرار إقالته والموالي للحوثيين، ومقاتلي اللجان الشعبية الموالين للرئيس اليمني في محيط مطار عدن الدولي (جنوب) وفي وسط المدينة أدت إلى سقوط ما لا يقل عن سبعة قتلى من قوات الأمن الخاصة وأربعة من اللجان الشعبية إضافة إلى عشرات الجرحى من الجهتين، وفق حصيلة من مصادر أمنية. وقالت مصادر ملاحية وفي الشرطة إن القوات الخاصة تمكنت لفترة من السيطرة على أجزاء من المطار من الجهة الشرقية والغربية، فيما بقي القسم الأكبر من المطار بما في ذلك المدرج تحت سيطرة اللجان الشعبية. إلا أن اللجان الشعبية تمكنت مع القوات الموالية للرئيس اليمني في النهاية من السيطرة على المطار وتراجعت قوات الأمن الخاصة إلى مواقعها. وقال شهود عيان إن دبابات ومصفحات خرجت في وقت من القصر الرئاسي بحي كريتر وأخرى من القصر الجمهوري بحي التواهي وتوجهت نحو مطار عدن لمساندة اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي. وأكد مصدر عسكري ان هذه التعزيزات التي قادها وزير الدفاع محمود الصبيحي الذي انشق عن الحوثيين والتحق بهادي في عدن، "قد استعادت السيطرة على مطار عدن". وانتهت المعارك بسيطرة اللجان الشعبية بشكل تام على المعسكر الرئيسي للسقاف ومعسكرين إضافيين تابعين له، فيما غادر العميد إلى محافظة لحج شمال عدن حيث سلم نفسه للمحافظ احمد المجيدي بحسب مصادر أمنية. وأفادت مصادر أمنية أن اللجان الشعبية ألقت القبض على ثمانين عنصرا من الموالين للسقاف. وأدت حدة المواجهات في منطقة المطار إلى إلغاء الرحلات وكانت الملاحة الجوية لا تزال معلقة بعد ظهر أمس.