السياسة الإسرائيلية ستظل هي ترمومتر الأحداث في المنطقة ومقياس تحركات وتوجهات السياسة الغربية المتحالفة استراتيجيًّا مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتحركات وتوجهات القوى الداخلة تحت العباءة الغربية والداخلة حديثًا تحت العباءة الإسرائيلية.
وعلى الرغم مما سكب من تصريحات وأجري من استطلاعات رأي حول الانتخابات الإسرائيلية وخاصة بشأن حظوظ مجرم الحرب بنيامين نتنياهو فيها، فإن المزاج العام هو الحاكم لكل التحركات والتوجهات الغربية والإسرائيلية والإقليمية نحو بعثرة دول المنطقة واستكمال ما بُدِئ من مؤامرات، حيث مقتضيات واقع "الحريق العربي" تدفع بضرورة مواصلة رمي كرات اللهب الحارقة في كل اتجاه كشرط لا بد من تحققه لتخضع الأرض العربية كلها تحت السيادة الصهيونية.
ولذلك ليس هناك إدهاشات أو مفاجآت حول إعادة انتخاب مجرم الحرب نتنياهو لتولي فترة جديدة في قيادة دفة التآمر ونشر الحرائق والدمار والحروب في المنطقة وفي العالم بأكمله لا سيما في الدول التي لا تشاطر السياسة الإسرائيلية توجهاتها ولا تؤيد مشاريعها وأجنداتها، أو تقاومها. وبالقدر ذاته، فليس ثمة مفاجآت أو اندهاشات من تصريح حزب الليكود بزعامة مجرم الحرب نتنياهو لتلفزيون "فرانس 24" بأن تشكيلات في المعارضة السورية المصنفة أميركيًّا بـ"المعتدلة" زاحمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقديم واجب التهنئة لحليفها وصديقها وداعمها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو على فوزه في الانتخابات الإسرائيلية. فلطالما قام هذا المجرم بدعم عسكري ولوجستي غير مسبوق، سواء بشن عدوان إرهابي مباشر على سوريا وانتهاك سيادتها، أو بتقديم لوازم الإرهاب للعصابات الإرهابية من "جبهة النصرة" و"الجيش الحر" و"داعش" و"الجبهة الإسلامية" وغيرها التي تحالفت معه وأقامت معه علاقة عضوية، بتقديم كافة أنواع الأسلحة، وأجهزة التجسس والاتصال، وإقامة المشافي الميدانية، والتنسيق الكامل معها لتدمير المواقع العسكرية السورية ومنصات الرادار، وإن كان هذا أمرًا طبيعيًّا أن يمتلك الولاء الكامل من أنتج هذا اللون من الإرهاب المسمى كذبًا وزورًا بـ"المعارضة المعتدلة".
ومن المؤكد أن التهنئة من قبل المعارضة السورية (الأميركية) "المعتدلة" لسيدها مجرم الحرب نتنياهو ليست أكبر من إعلانها التام والتزامها الكامل بتسليم منطقة الجولان السوري المحتل كاملة لحاضنها وراعيها كيان الاحتلال الإسرائيلي مكافأة له إن قام منفردًا أو محرضًا لمعسكر التآمر والعدوان بقيادة الولايات المتحدة بشن عدوان عسكري لتدمير سوريا، وإنما التهنئة تأتي تأكيدًا للولاء وللعلاقة العضوية القائمة، وتعبر عن فرحة غامرة ببقاء المجرم نتنياهو في سدة التآمر والإرهاب والعدوان لفترة جديدة، عله ينجح خلالها حاضرًا ومستقبلًا في تحقيق ما عجز عنه ماضيًا، فالأمل لدى المعارضة "المعتدلة" معقود عليه، في تسخير كافة إمكاناته لإنجاح العمل الأميركي ـ الأوروبي ـ الإقليمي على تدريب إرهابيي المعارضة "المعتدلة"، وإنجاح الإعلان الأميركي عن توفير الحماية الجوية والميدانية لهؤلاء الإرهابيين في سوريا.
كل ذلك أيضًا يتماهى مع تشديد العقوبات الجائرة والظالمة العربية والأميركية والأوروبية على الشعب السوري، واستعداد هذه القوى الفارضة للعقوبات الجائرة للاستمرار في تمديدها وتشديدها دون أدنى مواربة وفي انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني. أي ما يشهده الشعب السوري المحاصر بالعقوبات الجائرة وبالإرهاب العابر للحدود، وما ينمي إلى علمه عن تدريب إرهابيين في أكثر من دولة والبحث في كيفية توفير حمايتهم من الجو والبر لتمكينهم من إبادة السوريين، وكذلك إرسال التهاني لمجرمي الحرب والداعمين للإرهاب الموجَّه ضد شعوب المنطقة، كل ذلك استكمال للحلقات ومحاولة ربط بعضها بعضًا لإطالة عمر المؤامرة ومواصلة قتل الشعب السوري وتهجيره واستنزاف مقدراته وجيشه حتى يتحقق ما هو مبيت ومرسوم ضد سوريا خاصة والمنطقة عامة.