عندما حلق طائر السعد الميمون في الأفق أمس الأول (الثالث والعشرين من مارس) مبشرا بعودة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ سالما معافى إلى أرض الوطن، سكنني شعور فياض بالسعادة، وخلتني أردد: يال تراتيب القدر، التي شاءت ألا يمر شهر مارس ـ الحافل بالمناسبات العربية والعالمية السعيدة ـ دون أن تضاف إليها مناسبة لها خصوصيتها العمانية والخليجية والعربية والعالمية، بعودة جلالته ـ أعزه الله ـ إلى عمان.
نعم هي تراتيب القدر، التي ألحت عليها مناسباتنا ومناسبات العالم السعيدة، لتتزامن معها عودة جلالته الميمونة، فتكتحل أعين العمانيين والمقيمين على أرض عمان بإطلالة جلالته سالما معافى، ويتخضب التراب العماني بمقدمه.
لقد شرف شهر مارس بمقدم جلالته، وكنا بالأمس القريب نحتفل مع العالم في العشرين من مارس الجاري، بيوم السعادة العالمي، الذي يترقب العالم من خلاله الشعور بالسعادة والرفاهية، وهي أمنية تشترك فيها شعوب العالم قاطبة، في انتظار الغد الأفضل والأسعد دائما للبشرية جمعاء.
وقبل أن ينقضى يوم العشرون من مارس، مودعا أمنياته الجميلة للعالم، جاءتنا تباشير الربيع، وقد تفتحت الأزهار بألوانها الساحرة البديعة؛ فبعثت البهجة في النفوس، وحلقت الطيور مرفرفة في سعادة بمقدم فصل الربيع، الذي تنتعش فيه كل المخلوقات، وتستمتع بأجوائه الجميلة.
نعم .. هي تراتيب القدر، التي آثرت أن يعود جلالته إلى أرض عمان الغالية، في جو ملؤه السعادة والفرح والبهجة والسرور.
وفي احتفالية راقية، بشر بها العالم بمقدم جلالته الميمون، استيقظ شعراء عمان والعالم في الحادي والعشرين من مارس، على الاحتفال باليوم العالمي للشعر، وقد فاضت قرائح الشعراء العمانيين بقصائد يتغنون فيها بحب قائدهم المفدى.
هي ـ كما أسلفت ـ تراتيب القدر، التي آثرت أن تضيف سعادة العالم إلى سعادة العمانيين والمقيمين على أرض عمان الطيبة، في نفس اليوم (الثالث والعشرين من مارس .. يوم العودة الميمونة) وقد استحضرت الذاكرة الجمعية شعور العمانيين بالعزة والفخار، بمقدم جلالته الميمون من صلالة إلى مسقط، والاستقبال الحافل والترحاب الذي قوبل به من أبناء عمان، في الثالث والعشرين من يوليو 1970 المجيد، وقد خالج العمانيين شعور بالغبطة والسرور والفرح والأمل في غد مشرق، وهم يستقبلون باني النهضة المباركة، ابن عمان، جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وقد استبشروا خيرا بالمنجزات التي ستتحقق على يديه ـ أيده الله ـ في جميع المجالات الثقافية والمعرفية والعلمية والصحية، وما يعين العمانيين على العيش على أرض عمان الطاهرة بعزة وإباء ورخاء.
ومن فيض السعادة أن تمتد احتفالات العمانيين على أرضهم، احتفاء بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، وقد سعدوا بإطلالة جلالته في الرابع من نوفمبر الماضي، مطئمنا شعبه الأبي المحب له على صحته، بكلمات فاضت معها مشاعرهم، وانهمرت معها دموع فرحهم، منتظرة اليوم الذي سيعود فيه إلى أرض الوطن، وقد رفعت الأكف، ولهجت الألسنة بالدعاء إلى الله تعالى، أن يعيد حضرة صاحب الجلالة إلى أرض الوطن، وقد استجاب الله دعاءهم؛ فعاد سالما معافى.
رسائل اجتمعت على الحب والفرح، ليس من قبيل المصادفة، ولكنها تراتيب القدر، التي آثرت أن تتزامن عودة جلالته الميمونة، مع احتفالات العالم بمناسباته السعيدة.
حفظ الله عمان، وحفظ باني نهضتها، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وأمد في عمره، سالما معافى.

إيهاب مباشر