عندما تحتفل الأوطان بزعمائها فهناك شعور مختلف قد تعجز الكلمات عن وصف مكنوناته وخلجاته لأنها مشاعر فياضة صادقة تكتنفها الكثير من التفاصيل والمشاهد ولأن علاقة الزعماء العظام بشعوبهم لها وقع مختلف ولغة خاصة لا يتقنها الكثيرون في عالم المتغيرات والصراعات فهي لغة تتجسد في صور عديدة ومشاهد وطنية مختلفة وتعابير تمتزج فيها الكثير من سمات الحب والعشق والولاء والتضحية هكذا كان ديدننا وهكذا كان قائدنا ووالدنا جلالة السلطان ـ أيده الله ـ منذ أن عرفناه قائدا بارا عادلا كريما همه رفعة عمان وبناء الانسان على مدى 44 عاما من مسيرة عمان الظافرة.
لهجت ألسن وقلوب العمانيين كعادتها بالشكر والثناء لله رب العالمين بعودة الأب القائد لوطنه وأبنائه وهو بصحته وعافيته في لحظة تاريخية فاصلة لعمان والعمانيين بعد ان استبشرت عمان بطلته البهية يوم 5 من نوفمبر بخطابه التاريخي الذي أعاد لكل بيت وأسرة في عمان روحها ليكتمل عقد الفرح بكرم الله مساء أمس الاول وجلالته يطأ بقدمه أرض عمان ليعيد لنا جميعا الابتسامة والأمل بعطاء جديد ومسيرة حافة بالخير والتجديد كرس لها جلالته ـ أبقاه الله ـ كل وقته وجهده وصحته لتنهض وتقوم بعزائم الرجال وهمم ابنائها المخلصين الاوفياء بعزيمة وثابة لا تكل ولا تمل مستنيرة من فكر جلالته وحكمته وإصراره وعزيمته لمجابهة التحديات وكل الصعاب والمشكلات.
كان أمس الاول يوما وطنيا خالصا بكل مفرداته ولحظاته ومشاعره فما بين 23 يوليو عام 1970 و23 مارس عام 2015 حكاية لا يعرف تفاصيلها وتضحياتها إلا العمانيون انفسهم حكاية قائد وشعب بدأت من الصفر بإمكانيات متواضعة وموارد مادية قليلة لكن العزيمة والرغبة كسرت كل الحدود والصعاب واستنهضت العزائم والهمم لتتواصل مراحل الانجاز في ربوع عمان من اقصاها الى اقصاها فلم تترك سهلا ولا جبلا إلا كانت التنمية والبناء حاضرين وكان الانسان هو محورها وأساسها وغايتها فازدهرت الارض خيرا وعطاء وارتسمت على جبين المجد عزا وبهاء.
وكما يؤكد جلالته ـ رعاه الله ـ في العديد من لقاءاته إن التنمية في هذا البلد ليس لها حدود فهي ماضية بعون الله اخذت في الاعتبار كل المتغيرات والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية لمواصلة الانجاز وتحقيق التطلعات والاهداف وأن على كل واحد منا أن يتحمل واجبه ومسئولياته في دعوة واضحة وصريحة من الأب القائد لابناء الوطن أن يكونوا على مستوى الحدث والعطاء كل من موقعه وحسب إمكانياته وقدراته وواجباته، فعمان بحاجة لكل الطاقات والقدرات أكثر من أي وقت مضى والعمل والتضحيات ليس لها حدود وبناء الأوطان هو واجب ومسئولية الجميع والاخلاص في العمل أسمى المراتب.
عاد جلالته بحمد الله وفضله وعادت لعمان فرحتها وارتسمت ملامح السعادة والتفاؤل على وجهوه الجميع بغد مشرق زاهر واحتفل الجميع كل بطريقته بيوم مجيد من أيام الوطن وجلالة السلطان بحمد الله ودعوات المخلصين ينعم بيننا بالصحة والعافية بفضل من الله ومنه .. عاد وعمان في قلبه ووجدانه باقية أينما رحل لم ينساها بل حمل تطلعات ابناء الوطن واحتياجاتهم وحرص على متابعتها والنظر فيها فانعم به من قائد كريم معطاء.

مصطفى المعمري