تحذيرات من تصاعد وتيرة انتهاكات الأطفال

القدس المحتلة:
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن الأسير وليد دقة من باقة الغربية بالأراضي عام 1948، قد دخل امس عامه الثلاثين في سجون الاحتلال. بينما أصدرت سلطات الاحتلال أوامر اعتقال إداري بحق (15) أسيراً، من بينهم (13) أسيراً جدد اعتقالهم الإداري واثنين آخرين أصدر بحقهم أوامر اعتقال إدارية للمرة الأولى، فيما حذرت هيئة الأسرى من تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين المعتقلين.
والأسير دقه هو من ضمن 30 أسيراً اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو، وتنكرت حكومة الاحتلال من الإفراج عنهم العام الماضي ضمن إطار المفاوضات، وقد اعتقل بتاريخ 25/3/1986، وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة. ولفتت الهيئة إلى أن الأسيرين إبراهيم أبو مخ ورشدي أبو مخ وهما من أراضي عام 48 قد دخلا أيضا يوم أمس عامهما الثلاثين في السجون الإسرائيلية.
من جانب آخر، أصدرت سلطات الاحتلال أوامر اعتقال إداري بحق (15) أسيراً، من بينهم (13) أسيراً جدد اعتقالهم الإداري واثنين آخرين أصدر بحقهم أوامر اعتقال إدارية للمرة الأولى، وذكر نادي الأسير في بيان له أن عدد الأسرى الذين أصدر بحقهم أوامر اعتقال إدارية منذ بداية مارس الجاري ارتفع إلى 81 أسيراً. والأسرى هم، معتز سليمان قواسمة من الخليل 3 شهور وأحمد يوسف اخليل من الخليل 4 شهور، وإسماعيل خليل عليان من بيت لحم 3 شهور، وإياد عبد الرحمن سلمي قلقيلية 6 شهور وأحمد محمد راعي من قلقيلية شهرين، علاء جبر طيطي من الخليل 4 شهور، رمزي نعيم الخطيب من الخليل 4 شهور، وحسن صافي ثوابته من بيت لحم 4 شهور، ونبيه عبد العزيز عواد من نابلس 3 شهور، وعاهد محمد ابو فاره من الخليل 4 شهور، ومحمد عبد المجيد عمرو من الخليل 4 شهور، وأرسلان عبد المجيد ابو حديد من الخليل 3 شهور، وفلاح طاهر ندى من رام الله شهرين، وفادي جمال درويش من رام الله 4 شهور، وعلي محمد حمدان من بيت لحم 3 شهور.
على صعيد اخر، أفادت هيئة الأسرى، في بيان صادر عنها امس أن الأطفال الأسرى 'لا يزالون يدفعون ثمناً قاسياً بسبب المعاملة اللا إنسانية التي يتعرضون لها منذ لحظة اعتقالهم وخلال استجوابهم على يد الجنود والمحققين'. وقالت محامية الهيئة هبة مصالحة التي زارت عدداً من الأطفال الأسرى في سجن مجدو، 'إنهم ضحايا صامتون ومقهورون يدمر مستقبلهم، وتقتل أرواحهم البريئة بسبب الإجراءات القاسية التي يتعرضون لها وبما يخالف كل الشرائع والاتفاقات الدولية'. وذكرت مصالحة أن الطفل خليل عطا خليل قريع (17 سنة) سكان أبو ديس في محافظة القدس بدأ يعاني من مرض السكري، واكتشف معه بعد اعتقاله أكثر من مرة ومنذ أن كان عمره 13 سنة، و'بسبب عمره الصغير لم يتحمل الضغوطات وعقوبات السجن وقد أصيب بالسكري، وحالياً يتناول 4 حقن أنسولين يومياً، وقد حكمت عليه المحكمة بالسجن 24 شهراً إضافة إلى 2000 شيقل غرامة'. ونقلت مصالحة شهادة الأسير عمار عبد نايف صوف (17 سنة) سكان حارس في محافظة سلفيت بأنه عند اعتقاله الساعة الثالثة صباحاً هجم عليه الجنود بطريقة وحشية وضربوه على رأسه وبطنه ووجهه بأياديهم وأرجلهم وبالبنادق. وأفاد الأسير عمار بأنه اقتيد إلى منطقة تدعى 'الييجير' وهناك استمر الجنود بضربه ضرباً مبرحاً وإن أحد الجنود ضربه بالكرسي، ومن ثم اقتيد إلى معتقل الجلمة وهناك تم التحقيق معه لساعات طويلة، وهو مكبل ومقيد، وانهال عليه المحقق بالشتائم والمسبات وقام بشد القيود على يديه بشكل مؤلم'. وقال إنه وضع في زنزانة صغيرة وقذرة مدة 19 يوما، وخلالها كان يقاد إلى التحقيق ويشبح على كرسي محني الظهر وهو مقيد اليدين والرجلين، وكان يحقق معه من الصباح حتى المساء وهو جالس على ذات الكرسي. وأفاد الأسير محمد جمعة كليب (17 سنة) سكان سلفيت، بأنه منذ أن اعتقل من بيته انهال الجنود عليه بالضرب وأوقعوه أرضا وجروه مسافة طويلة وهم يضربونه بواسطة نعال بساطيرهم، واستمر جره مدة 10 دقائق فأصيب بجروح ورضوض وبنزيف وبآلام حادة.
من جانبه حذر نادي الأسير في محافظة الخليل ، من ازدياد استدعاءات مخابرات الاحتلال لأطفال المحافظة. وقال مدير النادي أمجد النجار إنه تم رصد عشرات الاستدعاءات ضد أطفال الخليل نفذتها مخابرات الاحتلال، مشيراً إلى أنها تركزت في مخيمي العروب والفوار وبلدة بيت أمر. وأضاف النجار إن قوات الاحتلال تتعمد اقتحام منازل الفلسطنيين في ساعات متأخرة من الليل، وتقوم بتسليم الطفل أمراً لمثوله أمام ضابط المخابرات مع تحديد المكان والزمان، وإبلاغه بإحضار أحد والديه. وذكر النجار أن آخر الحالات التي تم رصدها وهو الطفل فادي محمد الجعار (14) عاماً، والذي اعتقل بتاريخ 23 مارس الحالي، موضحا أنه ووفقا لشهادة عائلته والتي تفيد بقيام قوة كبيرة من جيش الاحتلال المنزل باقتحام المنزل في منتصف الليل، وإبلاغ فادي بضرورة الحضور إلى مركز تحقيق "عتصيون" حيث تم اعتقاله وإجباره على توقيع إفادة ضرب الحجارة، وتحديد جلسة محكمة له. واعتبر والد الأسير الجعار "إن ما جرى مع طفله إذلال بحقهم، خاصة أن يتم إجبارك على تسليم طفلك إلى جنود الاحتلال دون أن تتمكن من الدفاع عنه". وشدّد النجار على أن ما يجري هو سياسة ممنهجة تجاه الأطفال والعائلات الفلسطينية تنفذها أجهزة الاحتلال، مطالبا المؤسسات الحقوقية الدولية التي تعنى بالطفولة بضرورة التدخل وأخذ دورها الحقيقي عبر إجراءات حقيقية تنفذها على الأرض اتجاه سياسات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين.