مسقط ـ العُمانية: عقد مجلس التنسيق العُماني السعودي أمس بمسقط اجتماعه الأول برئاسة مشتركة بين معالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وسُمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية. واستعرض الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية المتميزة القائمة بين البلدين، وعبَّرا عن ارتياحهما لِما تحقق من نتائج إيجابية وبنَّاءة، وشدَّدا على أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق الثنائي وبلْوَرة مواقف مشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال معالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في كلمته: إنَّ العلاقات العُمانية السعودية شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية في مختلف المجالات، ومبادرات استثمارية ونُموًّا تجاريًّا مطَّردًا، مؤكدًا أنَّ افتتاح منفذ الربع الخالي البري بين البلدين في عام 2022 أضفى دفعة قوية لمسار هذه العلاقات والنقل البَرِّي بين البلدين. وأضاف معاليه أنَّ مشروعات الطاقة البديلة وإنتاج الهيدروجين تحتل الصدارة في اهتمامات البلدين المشتركة، إلى جانب التعاون في قطاع الطاقة والقطاع اللوجستي والنقل البحري والبنية الأساسية. مشيرًا إلى تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية التي يزخر بها البلدان الشقيقان وموقعهما الجغرافي المحوري.
وأكَّد معاليه ثقته في أنَّ مجلس التنسيق العُماني السعودي ولجانه الفرعية، وأمانته العامة، وآليَّات الحوكمة والمتابعة التي يتضمنها، كفيلة بضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من مبادرات مشتركة للتعاون.
وأشار سُمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية في كلمته إلى أنَّ العلاقات السعودية العُمانية تسير تحت رعاية وحرص من قيادتي البلدين بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون وتعزيز الدَّوْر الإقليمي والدولي، بما يُسهم في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق تطلعات الشَّعبين.
وقال سُموُّه: «إنَّ تأسيس المجلس وعقد اجتماعه الأول ولجانه المشتركة، يُمثِّل منصَّة فاعلة تؤطر عمل البلدين، وتستثمر الإمكانات المتاحة التي يتمتع بها البلدان في تعظيم المنافع والمصالح المشتركة»، مؤكدًا أنَّ توافق وجهات النظر في مجمل القضايا، يوضح أهمية مواصلة التنسيق المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتعزيز التشاور السياسي في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف سُموُّه أنَّ المجلس التنسيقي ولجانه الفرعية المنبثقة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية تُعدُّ أداة فاعلة لتعميق التعاون البلدين، ومنها مكافحة الإرهاب وحماية الممرَّات المائية، والطاقة المتجددة والنظيفة. شارك في الاجتماع أصحاب المعالي والسعادة رؤساء اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس ورئيسا الأمانة العامة بمجلس التنسيق العُماني السعودي. ويأتي الاجتماع في ظلِّ التوجيهات السَّامية لقيادتي البلدين؛ تجسيدًا للروابط التاريخية الوثيقة بينهما، وتعزيزًا لعلاقات البلدين الأخوية الراسخة وللتعاون القائم في جميع المجالات والأصعدة وبما يُلبي تطلعات وطموحات قيادتي وشَعبَي البلدين وتماشيًا مع الأهداف السامية لإنشاء مجلس التنسيق العُماني السعودي، المتمثلة في توطيد التعاون والترابط والتكامل بينهما من خلال لجانه الفرعية المنبثقة عنه في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإعلامية والسياحية والاجتماعية وغيرها.