قصة لاتنتهي عمان، عنوانها الوفاء والبناء ، يرويها البحر ، يتردد صداها في قمم وسفوح الجبال، تسبر غور التاريخ الحاضر في شواهدها ، العاجز عن مجارات حضورها فيه، وتفتح أفقا ممتدا الى أقاصي الأرض.
فصل جديد من فصولها ، الأشهر الثمانية الماضية، التي حسبها العمانيون من صلالة الى صحار، دهرا من الانتظار ، لم تغفل فيه عين، ولم يغمض جفن، أو يهدأ بال.
استقر موعد عودة السلطان ، من رحلة الشفاء، في أذهان وقلوب العمانيين ، الذين عرفواجلالته أبا حانيا، وعينا ساهرة على اليلاد والعباد،وصار عيد جديدا من أعيادهم.
خبروا جلالته بانيا ، وراعيا للنهضة ، صاحب بوصلة وعين ثاقبة، رجل إصرار وعزيمة ، شاركوه الحلم ليتحول الى حقيقة وتنتقل عمان وأهلها الى عصب العصر.
في كل منحى من مناحي الحياة ، التي يعيشها العماني ، بصمة واضحة للسلطان تمتد من عمران البلاد الى روح الانسان العماني الجديد،التي تتجلى في الجد والاجتهاد، والاقبال على الحياة.
يظهر العمانيون حبهم لجلالة السلطان أجمل ما في معدنهم الكريم، قوة جذرهم الممتد الى عمق الحضارات القصية ،واصرارهم على الوصول الى الغايات ، ليتحول الحب الى طاقة خلاقة ، تستمدمنها الأجيال فرص رخائها ونموها، والارتقاء بحاضرها.
وباخلاصه لهذا الأرث المبارك ، بقي جلالة السلطان بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ راعيا لديمومة فعل حضاري ، كالشجرة المباركة الوارفة الظلال، الوافرة الثمار، جذرها في الأرض ، وفرعها في السماء.
يوم آخر أضيف لأيام أبناء الجبل والبحر بعودة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم من رحلة الشفاء، سالما معافى بحمدالله، ليواصل رحلة العطاء لشعبه باذن الله، ويكرس التجربة النموذج لدول المنطقة.
مناسبة عزيزة على كل الخيرين في المنطقة والعالم ، نغتنمها لنشارك إخوتنا فرحتهم ، متمنين لجلالته العمر المديد، ولأشقائناالمزيد من الرخاء الذي إستحقوه.

فيصل الحمود المالك الصباح محافظ الفروانية ـ دولة الكويت