يواصل المشهد العماني إخراج لوحاته الوطنية وما ارتسم عليها مما تجيش به قلوب أبناء عُمان الأوفياء وأنفسهم من مشاعر وجدانية رائعة وانتماء والتفاف وتلاحم بينهم وبين قائدهم، حيث تنتفي كل الفواصل والحواجز بين القائد والشعب، فالصورة الوطنية المعبرة التي يرسم لوحاتها أبناء عُمان الماجدة هي صورة لم تفرضها مرحلة، ولم تكن وليدة هذه اللحظة، وإنما هي صورة تجمعت أجزاؤها عبر أكثر من أربعة وأربعين عامًا من عمر مسيرة النهضة المباركة، أطَّرَتْها مشاعر الحب والوفاء الدائمة التي تختلج قلوب وأنفس أبناء عُمان الأوفياء الذين يحرصون على إخراجها في مشاهد تؤكد عمق العلاقة والمحبة بين قائد مسيرة النهضة المباركة ـ أيده الله ـ وبين شعبه الوفي، خاصة في مثل هذه المناسبات الوطنية. كما تعكس تلك المشاهد الوطنية خصوصية العلاقة بين جلالته ـ أبقاه الله ـ وبين شعبه الوفي.
إن مسيرات الدعاء والولاء والعرفان المتوالية والتي ينظمها أبناء عُمان الأوفياء بمناسبة عودة جلالة السلطان المعظم سالمًا معافى وبعد أن أتم برنامجه الطبي بنجاح، جاءت لوحاتها معبرة عن ما يكنونه من مشاعر صادقة لقائد مسيرة عُمان الظافرة، ومحملة بأجمل معاني الوفاء والانتماء، حيث تمازجت الكلمات الصادقة نثرًا وشعرًا، والصورة الناصعة والألوان الزاهية المصحوبة بالدعاء والحمد والثناء لله على ما تفضل به من كرم غامر بأن أعاد إلينا جلالة عاهل بلادنا المفدى سالمًا معافى، في دلالة رمزية حرصت من خلالها تلك الجموع التي خرجت عن بكرة أبيها وشقت طريق مسيرتها على أن تعكس مكنون صدورها وخلجاتها في ملحمة لها أبعادها الوطنية، حيث شهدت تلك المسيرات مشاركة واسعة من أبناء وأهالي المحافظات والولايات شيبًا وشبابًا رجالًا ونساءً وأطفالًا الذين حملوا في المسيرة أعلام السلطنة وصور جلالته ولافتات كتبت عليها الأدعية والابتهالات للمولى عز وجل وعبارات الترحيب وعبارات الولاء والعرفان لجلالته.
إن تلك المفردات الوطنية التي عبر بها العمانيون وما سيعبرون به من مشاعر، عكست الحب الكبير والاحترام الجم تجاه قائدهم الفذ الذي ما فتئ يسعى من أجل راحة أبناء شعبه الوفي وإسعادهم وتوفير العيش الكريم لهم، حيث كانوا على الدوام محل اهتمام وعناية كبيرين.
إنها تجليات أسرار العبقرية وحكمة القيادة، ولحظات التأكيد على الوفاء والصدق والتفاني تتجلى في أروع صورها الوطنية الناصعة، إنها تجليات ولحظات قادت بتفاصيلها الدقيقة ومفاصلها المتينة إلى بناء الدولة العمانية العصرية، لازم مراحل تشييدها وترسيخ أركانها وقواعدها، فكر وقَّاد وعزم لا يلين وعمل قويم تمثل في قوة الشخصية وحكمة القيادة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أيده الله ـ. فالدولة العصرية التي أرادها جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أن ترتكز على حشد كل طاقات الوطن التي تشمل الإنسان والموارد، وترسيخ أواصر الوحدة الوطنية بكل ما تعنيه من قوة وتماسك وتعاضد وترابط بين أبناء هذه الأرض الطيبة، وتحقيق الشعور العميق بالأمن والأمان في كل ربوع الوطن، حيث انطلق الإنسان العماني إلى عمليات الإسهام في التنمية والبناء بكل طاقاته وقدراته مطمئنًا على حاضره ومستقبل أبنائه.
حفظ الله جلالة السلطان المعظم، وأمده بمزيد من بُعد الرؤية والقدرة الدائمة على العطاء، وأن يتحقق على يديه المزيد من آمال شعبه المخلص لجلالته بكل الولاء والعرفان.