[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
عندما يبدو الإسرائيلي في غاية سعادته، فيجب أن نعرف أن ثمة مأساة في الأمة .. هكذا تبدو إسرائيل وهي تترجم واقع العرب حين يكون سلاحهم في صدور إخوانهم .. وهكذا يبدو ربيع إسرائيل، الوحيدة في المنطقة من يحق لها أن تحتفل بربيع الطبيعة بما يشه ربيع أيامها.
في سوريا آلاف الشهداء مصدره العرب، وفي ليبيا الآلاف موقعا بيد العرب، وفي اليمن الجرح مفتوح، وفي لبنان سرق العرب ذات هدوئه وأودعوا فيه آلاما استمرت سنوات طويلة .. وفي العراق جرح العرب .. المواعيد العربية في تونس، وفي غيرها، نحن أمام معانٍ يفهم منها أن الأمة اختارت عدوها منها، لم تجد في إسرائيل سوى الصديق الذي تتفاهم معه بموضوع الحماية المشتركة، ثم هي لن تجد في "داعش" سوى الوحي الذي هبط من عندياتها لتظل يد الشر غالبة.
أعرف حين سألني ولدي عن مشاهد مشابهة في بلدان العرب عما إذا كانت قوة إسرائيل إلى هذا الحد، خبرة السنين تقول إنها أضعف من أن تؤثر لولا البعض الذي قدم لها عبر تاريخها كيف تربح معاركها عندما ينهزم أمامها صنفان من العرب: من يختبئ في ثيابه بعدما أضاء لها الطريق، والآخر العربي المهزوم في داخله قبل أن يقدم على الحرب معها.
اليوم تختلف الأمور، ثمة من انتصر على الكيان العبري بحس الانتصار المسبق في الشخصية المقاتلة، وهذه الشخصية ستلد ما يشبهها، إذن نحن أمام تطور اجتماعي سيفرز واقعا سياسيا سينتج أرباحا ومكاسب. في العام 2006 قالوا عنها مغامرة، لكن الشباب الصغير غير المعادلات، ولسوف يغيرها في أية معركة مقبلة .. التكوين الجديد للمقاتل العربي نموذجه الآن في الجيش العربي السوري، وفي حزب الله، وفي ساحة المعركة المتشكلة في العراق .. بل ستكون الأمكنة العربية مرشحة دائما لأن تقدم النموذج العربي المقبل وهو يحمل صفات التغيير على مسرح الأحداث في المنطقة المشتعلة.
من المؤسف أن العرب لا يتوحدون لأنهم غير متجانسين في مفهوم النصر والهزيمة، وفي المفهوم الأكثر تأثيرا، مع صراع التاريخ ضد الكيان العبري .. كيف يتوافق خائف مرتعد مع منتظر للموت كل لحظة .. وكيف يتجانس المبني على أسس الثورة، وذاك الملتبس أو الرجعي الذي لم يقدم للتاريخ سوى شهادات على انكسار عزيمته.
ما يدور اليوم في الوطن العربي ليس غريبا ولن يكون، هو كان في الماضي وقدم وقائع كانت دفاعا عن أيديولوجية إحباط الأمة، يريدون الإنسان العربي غير منتمٍ، أو إذا انتمى فليس للحق والعدالة والتطور، بل لمفهوم الشر والرجعية ..
من المؤسف ذاك المشهد العربي الذي ننسى دائما أن بعضه مجبول بالحقد على كل ثورة، وحين نقول نقولها فمعناه أن لا حياد في الخيار عندما تهتز الأرض تحت المنطقة لتؤكد أنها أمام خطر محدق.
ليس كشفا إذا انهزم العرب بعدها وهم على هذه الشاكلة من التركيب الذي عرفناه .. فلننظر إلى إسرائيل بالمقابل وهي تعيش أبهج أيامها، لأن هنالك من يريد لها أن تعيشها.