[author image="http://alwatan.com/files/2014/04/mohamedalqury.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]محمد القري[/author]
لا يستطيع القلم أن يصف الفرحة التي تنتاب المواطن العماني منذ أن حطت الطائرة الميمونة أرض البلاد الطيبة. إن هكذا مواضيع تجعل من مشاعر الإنسان هي التي تعبر وتخط؛ لأن العلاقة هنا ليست علاقة قائد بمواطن فقط، بل هي علاقة أب بأبنائه. علاقة رب بيت أرسى دعائم المنزل ليلبي ما يحتاجه (المنزل) من أساس وسقف ونوافذ تطل على شمس تشرق بأشعتها الذهبية من ضفاف بحر عمان.
إن البلاد من أقصاها إلى أقصاها تحتفل ابتهاجا بهذا العيد كل يعبر بطريقته حبا للأب والوطن والنعم التي حباها الله لأبناء انتهجوا نهج رائد السلام. إن للعودة معاني كثيرة، أكثر من يستطيع تفسيرها كبار السن الذين عايشوا الوضع قبل عام سبعين. هؤلاء الذين جابوا وعايشوا حياة قاسية مختلفة تماما عما نراه الآن. قد لا نكون أغنى الدول من نواحٍ كثيرة ولكن قائدنا منذ أن تولى مقاليد الحكم، علمنا بأن التكاتف والوحدة والعلم والمعرفة والبذل في سبيل ذلك هو الذي يحقق الغايات. لذا كان صنع الإنسان العماني قبل كل شيء هو من يحرك عجلة النماء والتطور الفعلي. إن ما نشهده من ترابط أفراد العائلة الواحدة لم يكن ليتحقق في يوم وليلة، ولكنها تحققت بفضل من الله ثم حكيم هذا الوطن. ومنذ أن تأسست هذه الروابط وهذا الانسجام كانت توجيهات قائدنا بأن نكون لحمة واحدة لا تحكمها المصالح الشخصية والأطماع الفردية فوجه رسالته بأن المسؤولين والموظفين ما جاءوا إلا لخدمة الصالح العام فمصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. فالتطرف والتعصب مهما كانت مسمياته والتحزب مهما كانت دوافعه ومتطلباته، نباتات سامة كريهة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبَ ولا تقبل أبدا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق. إن هذه الاحتفالات لا تعبر فقط عن الحب العميق الذي يكنه المواطنون بل تعبر كذلك عن أواصر التكاتف والإخاء والوحدة الواحدة التي تحققت في حب القائد والشعب والوطن في ظل مبدأ الإسلام الداعي لحفظ حق الإنسان ليعيش كريما معززا.