لو كان للعمانيين أن يجدوا ما هو أكثر من الفرح لفعلوه وهم يرون قائدهم وسيد البلاد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وقد عاد إلى الوطن بعافية وصحة. هي أيام التعبيرعن شوقهم للقياه والشكر للباري عز وجل على أكبر النعم وأهمها انشراحا للصدور. الوطن العماني بخير لأن جلالته بألف خير، يكفي طلة القائد على الوطن كي يعاد الأمل نشيدا ثري الكلمات، أنه المشهد الأجمل في حياة العمانيين، والأغنى في وجودهم كأمة تفتح ذراعيها دعاء بأن يمن الله على جلالته ديمومة ماهو فيه اليوم.
تحتاج عمان أياما بلياليها كي تكتب فرحها وتهديه لجلالته، تعيش طقسا بكل رمزية أبعاده وفي كل قلب عماني تمتمة ونجوى. والأيام مهما غلت فيها تلك الأفراح والاحتفالات، فهناك طموح الى الأكثر. القلوب تغني، ولكل عماني لحن صفائه وهو يرى سيده وقد أطل على الوطن الذي أحبه، فأغلى ما في عمان جلالته، والعيد بعودة جلالته لا يوازيه أي عيد في حياتهم.
كل ذلك ترجمة لوطن ولد على يدي سيد البلاد، وطن سعيد يمتلك اليوم حريته بكل أبعادها، نموذج للحياة الهادئة الهانئة المستقرة، فلسفة للطمأنينة، معرفة بأن الوطن العماني يعيش دائما خلاصة فكر سياسي يتسم بالهدوء والتوازن، كما يتسم بالحيادية المطلقة التي كم ظللته خلال تلك السنين الطوال وبات لها معنى وقيمة.
عمان اليوم علامة مضيئة في العالم الذي يحسد شعبها على ما هو فيه من عز وفخار، كل ذلك بفضل سياسة جلالته التي هي مدرسة الاتزان في العمل السياسي، وانطلاقا من النظرية العمانية لجلالته يصح القول إن السلطنة صار لها منذ زمن مقياس الحلم في الخيارات كلها.
والإنجازات الكبرى في حياة العماني ما كان لها أن تتحقق لولا تلك العقلية الإبداعية، ومن ثم مشاعر المسؤولية بحاجة الوطن إلى نهضة عملاقة غيرت تاريخا بأكمله وصنعت معجزات هي بمقاييس زمن تحقق خلال سنوات.
تفرح السلطنة وتحتفل، تغني لياليها الملاح، تزغرد موسيقاها الوطنية، ويقدم كل عماني أحلى ما عنده، فلأنه أقل تعبير عما يمكن تقديمه لقائد الوطن الذي أعطى للسلطنة تلك المكانة والمهابة ومنح شعبها القوة والعزيمة في إدارة الحياة كما ينبغي أن تدار، وكما يجب أن تكون عليه. فكل لمسة من جلالته، مشروع أفق وطني مفتوح، وكل إدارة من جلالته، هي بشرى لأمل ينتظر العمانيين، وما ينتظر العمانيون كثيرا، فلسيد البلاد كل الدعاء بأن يكلل بنعمة الصحة كي تظل عمان على المزيد من تألقها ومن صعودها ومن الاستمرار في ما تمناه.
لقد أثبت الشعب العماني في هذه الأيام العزيزة عليه ليس فقط حبا لجلالته بل أكثر من تعبير وتحية لتلك العلاقة الروحية بين هذا الشعب وقائده الذي صنع تلك المكانة للسلطنة وهي تحظى بكل احترام في المحافل الدولية، وبسبب نهج جلالته الحكيم القائم على الاحترام وتبادل المصالح وحل المشاكل بالحوار ومناهضة الحروب وترسيخ قيم السلام والصداقة، تحظى السلطنة بتلك المكانة المحترمة وينظر إليها العالم على أنها الأبرز في تعميق الروح العملية من أجل البشرية جمعاء.
عمان في هذه الأيام بحاجة لأكثر من أيام الأسبوع والشهر والسنة كي تظل على انشراح صدور أبنائها بأعظم الأعياد في تاريخهم.