جرائم الإنترنت تكلف الاقتصاد العالمي نحو 445 بليون دولار كل عام
ـ الفطيسي: هناك حاجة لاهتمام ورعاية أكبر لإيجاد الحلول للتصدي للهجمات السيبرانية
ـ الرزيقي: العالم يشهد تطورا سريعا في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتناميا مطردا في المخاطر والتهديدات السيبرانية

كتب ـ سامح أمين:
بدأت أمس أعمال المؤتمر الإقليمي الرابع للأمن السيبراني والذي يأتي تحت عنوان "مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية" ويستقطب نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الأمن السيبراني بهدف تسليط الضوء على أهم مستجدات الأمن السيبراني والتهديدات والمخاطر الأمنية على الساحة المعلوماتية. رعى افتتاح المؤتمر صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد الأمين العام المساعد للتعاون الدولي بمجلس البحث العلمي، بحضور عدد من اصحاب المعالي والمسؤولين.
وتنظم المؤتمر هيئة تقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ويستمر ليومين بفندق قصر البستان، والذي يأتي ضمن فعاليات المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني للمنطقة العربية.
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات رئيس مجلس إدارة هيئة تقنية المعلومات: مع زيادة الاستخدام العالمي للانترنت يصبح الأمن السيبراني والمعلوماتي ذا أهمية كبيرة جدا وأصبح اكثر تعقيدا مع كثرة الاستخدام، وعليه يجب ان يكون الاهتمام اكبر في ايجاد الحلول والابتكارات المستخدمة للتصدي لمثل هذه المخاطر التي قد تواجه أمن الشبكة المعلوماتية. وأضاف معاليه أن هذا المؤتمر له أهمية بالغة فهو ملتقى عالمي يجمع الخبراء والمختصين في هذا المجال ويعزز من دور السلطنة خاصة بعد انشاء المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني للاتحاد الدولي للاتصالات والذي سيستفيد من الخبرات العالمية الموجودة بالمؤتمر والجهود الفنية والتقنية المبذولة في هذا الجانب.
مراجعة الاستراتيجيات والخطط
وقال الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات في كلمة في افتتاح المؤتمر: إن اختيار موضوع مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية عنواناً رئيسيًّا لهذا المؤتمر يتوافق مع الاهتمام العالمي بهذا الأمر، خاصة مع ازدياد وتيرة الهجمات السيبرانية وحجم الضرر الناجم عنها بما يؤثر سلباً على اقتصاد وأمن الدول، إذ لو نظرناً الى حجم الهجمات والتهديدات السيبرانية خلال السنوات الماضية لأدركنا التزايد الملحوظ للهجوم المنظم والمتطور على العديد من المؤسسات والدول، الأمر الذي عزا بالعديد من الدول إلى مراجعة استراتيجياتها وخططها المستقبلية للتعامل مع هذه المخاطر والتهديدات السيبرانية". وأضاف الرئيس التنفيذي: يأتي مؤتمرنا هذا ليسلط الضوء على مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية في ظل ما يشهده العالم من تطور سريع الوتيرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والتنامي المطرد في المخاطر والتهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى مناقشة الاستراتيجيات والخطط بهدف التصدي لهذه التهديدات والمخاطر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية مع تفعيل أوسع للتعاون الاقليمي والدولي لما يترتب على هذه التهديدات والمخاطر من خسائر مادية بالغة، حيث أشارت الإحصائيات الصادرة عن شركة مكافي المتخصصة في مجال الأمن السيبراني في دراسة لها أن جرائم الإنترنت تكلف الاقتصاد العالمي نحو 445 بليون دولار كل عام، كما أن الخسائر المتعلقة بالمعلومات الشخصية، مثل بيانات بطاقات الائتمان المسروقة، تصل إلى 150 مليار دولار، كما أشارت شركة كاسبرسكي لاب لمكافحة الفيروسات في تقرير لها أنها تمكنت من تعطيل 6.2 مليار من هجمات البرمجيات الضارة على أجهزة الحاسب الآلي للمستخدمين والأجهزة المحمولة خلال 2014 م، أي أعلى بفارق مليار هجمة مقارنة بالعام 2013".
الأمن الإلكتروني
وأضاف: إننا في السلطنة ومن خلال استضافتنا للمركز العربي الاقليمي للأمن السيبراني للاتحاد الدولي للاتصالات يسرنا أن نمكن دول المنطقة من الاستفادة من خدمات المركز ومن الخبرات المتوفرة بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية في السلطنة والخبرات المتوفرة لدى الاتحاد الدولي للاتصالات وشركائه الدوليين من المنظمات العالمية والشركات المتخصصة في مجال الأمن الالكتروني بما من شأنه أن يعزز من جهود ومبادرات الأمن السيبراني في المنطقة". ولتسليط الضوء على موضوع مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية كعنوان رئيسي للمؤتمر والدور الذي يلعبه المركز الاقيلمي للأمن السيبراني قدم المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، كلمة أشار فيها إلى أن مناقشة مستقبل الأمن السيبراني يمكن النظر إليه من خلال ما تشهده الساحة المعلوماتية من تطور متسارع جدا في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات والزيادة المطردة لاستخدامات التقنية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والصحية وغيرها، الأمر الذي أوجد في الوقت ذاته زيادة في التهديدات والتحديات الأمنية المعلوماتية حيث أشار إلى أن التقارير والمبادرات العالمية تتبنى موضوع الأمن السيبراني ضمن الاستراتيجيات الوطنية بمختلف مجالاتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وان الاعتماد الرئيسي المستقبلي يتطلب اهتماما بالغا بهذا الأمر وذكر ما انتهجته بعض الدول من تركيز بارز في تطوير القدرات الوطنية في مجالات الأمن السيبراني والحروب الإلكترونية بشكل خاص.
وأشار بدر الصالحي إلى أن أبرز ما يميز هذه النسخة من المؤتمر مشاركة رؤساء وممثلي عدد من المنظمات العالمية والإقليمية الرائدة في مجال الأمن السيبراني شملت المنظمة العالمية لفرق الامن والاستجابة للطوارئ المعلوماتية التي تضم في عضويتها أكثر من 300 من المراكز الوطنية المعنية بالأمن السيبراني والاستجابة للطوارئ المعلوماتية، إضافة إلى المراكز الوطنية للأمن السيبراني التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي والتي تعتبر ثاني اكبر تجمع عالمي بعد الأمم المتحدة وتضم في عضويتها 57 دولة والمراكز الوطنية لآسيا والباسفيك وتضم أكثر من 25 دولة بالإضافة إلى المركز الإقليمي للأمن السيبراني للمنطقة العربية.
مشاريع رائدة
ويشارك في المؤتمر نخبة من المتحدثين والمتخصصين أبرزهم لوك داندراند رئيس قطاع تطبيقات الاتصالات والأمن السيبراني بالاتحاد الدولي للاتصالات الذي قدم كلمة الاتحاد الدولي للاتصالات بهذه المناسبة، كما يشارك مارتن فان هورنبييك، رئيس منظمة First الدولية لفرق الأمن السيبراني والاستجابة لطوارئ الحاسبات الذي قدم ورقة عمل حول الأمن السيبراني وكذلك جورجيا ويدمان مؤسسة شركة بالب سيكيورتي التي قدمت عرضا عمليا عن أمن الهواتف الذكية.
ويشمل المؤتمر تكريما للمبادرات والمشاريع الرائدة في المنطقة العربية في مجال الأمن السيبراني حيث تم تلقي 14 مشروعا من مختلف الدول العربية بما في ذلك السلطنة وقد تم تكريم الثلاثة الأوائل منهم ضمن اليوم الاول للمؤتمر دعما للابتكار في هذا المجال، إضافة إلى إقامة معرض مصاحب للمؤتمر للتعريف بأهم المخاطر التي تهدد الأمن السيبراني.
ومما يميز هذا المؤتمر كذلك وللمرة الاولى تقديم عرض عملي يتناول موضوع استغلال الثغرات الأمنية ومحاكاة حقيقة لاستغلال هذه الثغرات لشن اختراقات تستهدف بعض أنظمة الهاتف المحول الأكثر شيوعا في وسيلة لعرض حجم المخاطر الأمنية المعلوماتية وسبل التعامل معها.