فجر عهد جديد يطل على عمان بالسعادة وبشرى الخير بالمقدم السامي الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله وإيده وأبقاه - إلى أرض الوطن عاد سلطان القلوب وزعيم عمان وباعث نهضتها الحديثة ـ أعزه الله ـ إلى وطنه العزيز وشعبه الذي انتظره شوقا للعودة السعيدة من رحلة العلاج الناجحة والحمد والشكرلله ، وقد انطلقت مسيرات الفرح والوفاء لتمتد في طول البلاد وعرضها ، بين المدن والقرى والجزرالعمانية في شلالات من مواكب المواطنين ، فرحة وسعادة بالعودة الميمونة ، وعادت الابتسامة على الوجوه ، والفرحة في النفوس بمشاعر فياضة بالسعادة لايمكن أن يصفها واصف ، فالحب الذي يكنه شعب عمان المخلص لجلالة السلطان قابوس ـ أيده الله - هو أرقى وأسمى حب تميز به شعب في التاريخ الحديث، وكما وصفه العشرات من المواطنين بأنه قد ارتقى إلى درجات العشق للأب الحنون والقائد العظيم.
ظلت الأعناق مشرئبة طوال الثمانية أشهر والنصف الماضية قبل العودة المباركة ، تتطلع إلى لحظة تلك العودة الميمونة، وأكف أبناء الشعب العماني قاطبة مرفوعة إلى السماء ، تدعو الله ـ عزوجل ـ بأن يعود القائد المفدى إلى أرض الوطن بالصحة والهناء ، ومع الابتهاج والأفراح الغامرة بهذه المناسبة الغالية عادت إليَ ذكرى مسيرات الفرح والحب والولاء العفوية التي انطلقت عصر يوم السابع والعشرين من يوليو 1970 ، وكنت في سن التاسعة عشرة عائدا آنذاك إلى الوطن من الخارج بالشهادة الثانوية العامة ، فشاركت جماهير الشعب العماني السعيدة التي احتشدت بين جنبات ساحة مطار بيت الفلج حينذاك ، لحظات وصول الطائرة الميمون الذي أقل جلالة السلطان ـ حفظه الله - لأول مرة من صلالة إلى مسقط ، أهتف فرحا وابتهاجا في الجماهير القادمة من ولاية صحم لاستقبال سلطان البلاد المفدى ومستبشرين بعهد جديد وفجر سعيد أطل على عمان وأزاح عنها ظلام الماضي ومعاناته.
لقد أجريت لقاءات كثيرة ومقابلات إذاعية مع العديد من أبناء عمان العائدين إلى الوطن بحكم وظيفتي كمذيع في الإذاعة عام 1970 في طول البلاد وعرضها وكانت مشاعرهم وانطباعاتهم حينذاك تعبرعن صادق الحب والولاء والسعادة الغامرة بتولي جلالة السلطان قابوس ـ أعزه الله - مقاليد الحكم في عمان ، وهاهي نفس المشاهد البانورامية الرائعة تعود اليوم بشموليتها وعفويتها تعبرعن صادق الحب المترسخ في قلوب أبناء عمان للقائد الوالد ، ولما حققه لعمان من سعادة ورخاء ، تلك المشاهد ذاتها نعيشها اليوم بمناسبة أفراح العودة المباركة في الثالث والعشرين من مارس 2015 ، وعلى السنة من عاشوا من أمثالي مسيرات الحب والولاء العفوية عام 1970 ، فانهم يستذكرونها تماما وها هو التاريخ اليوم يعيد نفسه فهو شبيه بيوم وصول جلالته ـ أعزه الله ـ من صلالة الى مسقط عام السبعين.
ومنذ إطلالة فجر العهد الجديد دعى جلالة السلطان قابوس المعظم اعزه 1970 ابناء شعبه الذين اختاروا البقاء في الخارج ان يعودا الى وطنهم لبناء المستقبل السعيد حين قال: (سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل افضل ...) وها هي عمان اليوم في ظل القيادة الحكيمة يروي العالم قصة نجاحها ونهضتها الشاملة فهي واحة محبة واخاء وامان.
عايشت عن كثب كافة نواحي التقدم والتحول في اشكال الحياة العصرية الجديدة في مسقط والمدن والقرى من اليوم الاول لانطلاقة نهضة عمان الحديثة على مدى خمسة واربعين عاما ، بعد ان كانت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في عمان قبل السبعين كما الفتها قد مسها العجز واصيبت بالشيخوخة والفقر ، فهاجر عنها ابناؤها الى الخارج ممن وجد وسيلة الى ذلك ، اما لطلب العلم او للعمل لتوفير لقمة العيش الكريم لاهله ، غير ان جلالة السلطان قابوس–المعظم ابقاه الله- بعث في حياة الناس وفي الوطن عامة الشباب والحيوية من جديد ، واعاد الى عمان الاباء ومجدها ومكانتها المرموقة بين دول العالم ، فانطلقت تفاخر بانجازاتها ونهضتها الشاملة ، بعزة واقتدار وبسرعة اذهلت العالم فاعجب بها.
وظل التعليم ذا اولوية قصوى عند فكر قائد النهضة المجيدة ، حيث اكد جلالته بان التعليم هوالهدف الاول في بناء وتقدم الانسان العماني ، الذي يجب ان تسخر له كل الجهود حيث قال جلالته : " تعلموا ولو تحت ظل الشجر" وعاصرت مدارس افتتحت في خيام وبيوت قديمة ومخازن كانت مهجورة ، ثم جهزت بها فصول دراسية بسرعة فائقة رغم عدم تتوفر خدمات الكهرباء او المياه لانعدامها حينذاك ، الا ان تنمية المواطن العماني وسعادته كانت من اهم اهداف القائد المفدى ايده الله في مسيرة النهضة المباركة ، وكذلك الرعاية الصحية التي انطلقت بتأسيس اول وزراة للصحة في السادس عشر من اغسطس 1970 ثم افتتاح مستشفى النهضة كاول مستشفى حكومي بالسلطنة تحت الرعاية السامية لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ، الذي كنت حاضره كمذيع للحفل حينذاك .
ومضت مسيرة التقدم والنماء في عمان بخطوات سريعة في المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ، من خلال الوزارات التي تاسست في ذلك التاريخ المبكر من عمر نهضة عمان شاملة كل الارجاء .
وهكذا اسس جلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله - دولة عصرية التي شملها بابرزالسمات التي يتميز بها جلالته ، من خلال التواصل الدائم مع ابناء شعبه وحرصه على الالتقاء بهم اينما كانوا على ارض عمان الطيبة ، عبر الجولات السامية الكريمة السنوية ، التي يقطع فيها جلالته آلاف الكيلومترات متنقلا بين مناطق وولايات السلطنة ليكون بين ابناء شعبه من المواطنين.
عَاشَ قابوسُ سيداً للمعَالي
قائداَ مُلْهِماً قويَ المِرانِ
بَعَثَ الحُبَ والحياةَ لِشَعْبٍ
ثُمَ أعْطَى الكثيرَ دُونَ تَوانِ
دٌمت قَابٌوسَ للشَهامَةِ والْحُبِ
بَانِيَ المَجْدَ قائدَ الشٌجْعَانِ
فَدُعانا إليْكَ مِنْ كُلِ قَلْبٍ
عِشْتَ فِيْنا جَلالةَ السُلْطَانِ

وطني عزيز على كل القلوب المحبة والمخلصة
اللهم احفظ لنا سلطاننا ومتعه بالعافية والعمر المديد.

عبد الله بن حمد آل علي