- أوامر سامية بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام وتعليق العمل فـي القطاعين الحكومي والخاص لـ3 أيام

الكويت ـ وكالات: ودَّعت دولة الكويت والعالم الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت عن عمر يُناهز 86 عامًا، تولَّى مقاليد الحكم خلفًا للأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، وأوجد في دولة الكويت عهدًا تنمويًّا جديدًا ومرحلة تاريخيَّة في مَسيرة البناء والعطاء عبر خطط تنموية حديثة واكبت مستجدَّات العصر وتطوُّراته، فيما أعلن مجلس الوزراء الكويتي، المناداة بالشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرًا للكويت.
وأصدر جلالةُ السُّلطان المُعظَّم - أبقاهُ اللهُ أوامره السَّامية بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام وتعليق العمل في القطاعين الحكومي والخاص لمدَّة ثلاثة أيام بدءًا من يوم أمس السبت في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السُّمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.
جاء ذلك في بيانٍ صادرٍ من ديوان البلاط السُّلطاني فيما يلي نَصُّه:
«إيمانًا بقضاء الله وقدره، وبتأثر وحزن بالغَيْنِ تلقَّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاهُ ـ نبأ وفاة أخـيـه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السُّمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة الذي كان أحد القادة العرب الذين عملوا لخدمة الأُمَّتين العربية والإسلامية، ورفعة وازدهار دولة الكويت الشقيقة.
وقد أصدر جلالةُ السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه اللهُ ـ أوامره السَّامية بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام وتعليق العمل في القطاعين الحكومي والخاص لمدَّة ثلاثة أيام ابتداء من يوم السبت الموافق 16/‏١٢/‏2023م على أن يستأنف الدوام الرسمي يوم الثلاثاء الموافق 19/‏١٢/‏2023م.
وإذ تشارك السَّلطنة قيادةً وحكومةً وشعبًا الأشقاء في دولة الكويت أحزانهم في مصابهم الجلل؛ لتدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمدَ الفقيد بفيض رحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته مع الصِّديقين والأبرار، وأن يمدَّ عائلته الكريمة وشَعب دولة الكويت الشقيق بجميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون».
وكانت وكالة الأنباء الكويتية بثَّت البيان الصادر من الديوان الأميري بدولة الكويت جاء فيه:
«ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشَّعب الكويتي والأمَّتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة المغفور له بإذن الله تعالى حضرةُ صاحبِ السُّمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه السبت».
وقال مجلس الوزراء، في بيان تلاه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عيسى الكندري إنَّه عملًا بأحكام الدستور، المادة الرابعة، ينادي مجلس الوزراء بوليِّ العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرًا لدولة الكويت.
كما أعلن مجلس الوزراء الكويتي الحداد 40 يومًا على روح الأمير الراحل.
وترتبط سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة بعلاقات أخوية راسخة ومتينة تمتدُّ جذورها إلى عُمق التاريخ شملت كلَّ المستويات الرسميَّة والشَّعبيَّة وفي مختلف المجالات والأصعدة.
ويُعدُّ الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ـ رحمهُ اللهُ ـ الابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي حكم الكويت بين عامَي 1921-1950.
ولد الشيخ نواف في 25 يونيو عام 1937 في فريج الشيوخ بمدينة الكويت، وهو الحاكم السادس عشر من أسرة آل صباح، والأمير السادس للكويت منذ عام 1961، وتولَّى ولاية العهد عام 2006.
وقبل أن يتولَّى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في 30 سبتمبر 2020، قضى سُموُّه مَسيرة طويلة في خدمة بلاده، امتدَّت على مدى 6 عقود.
وتقلَّد الشيخ نواف مناصب سياسيَّة ووزارية عدَّة، بداية من عمله محافظًا لحولّي منذ عام 1962 ولستة عشر عامًا، ثمَّ وزيرًا للداخلية عام 1978، ووزيرًا للدفاع عام 1988.
وكُلِّف سُموُّه بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عند تشكيل أول حكومة كويتية عام 1991، ثم أصبح نائبًا لرئيس الحرس الوطني في 1994، قبل أن يتولَّى منصب وزير الداخلية من جديد عام 2003 إلى أن تمَّت تزكيته وليًّا للعهد في 2006.
وقد تعهَّد الأمير الراحل في 30 سبتمبر من عام 2020، حينما أدَّى اليمين الدستورية أمام جلسة خاصة لمجلس الأمَّة الكويتي أميرًا للكويت، خلفًا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالعمل على حماية أمن واستقرار الكويت، والحفاظ على رفعة شأنها وعزَّتها، وضمانة كرامة ورفاه شَعبها.
وحقَّق الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ـ رحمهُ اللهُ ـ العديد من الإنجازات والنجاحات والإسهامات، شملت مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية. وعمل سُموُّه على خارطة طريق لنجاح برنامج الإصلاح الشامل، برزت ملامحها الأساسية في التعاون الفاعل بين مجلس الأمة والحكومة، والحزم في تطبيق القانون، وتغليب الحوار الإيجابي المسؤول الذي يوحِّد ويجمع بين فئات الشَّعب الكويتي، ويحقق المصلحة الوطنية المشتركة.
وعلى الصعيد الاقتصادي برزت جهود الأمير الراحل منذ تولِّيه مقاليد الحكم في تحفيز القطاعات الاقتصادية المختلفة وتطوير منتجاتها وخدماتها، والعمل على إيجاد فرص استثمارية تنافسية.