[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” انتظار العمانيين لعودة جلالة السلطان خاصة منذ الاطلالة السامية لجلالته في الخامس من نوفمبر الماضي مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد ما كان الا تجسيدا لعلاقة ذات خصوصية تمتنت وتعمقت من خلال سياسة فريدة اتبعها جلالة السلطان باتت مثالا يحتذى في نظم الحكم والادارة.”
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة تختصر آلاف الكلمات والعبارات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لزوجين مسنين لم يسعفهما نظرهما فاقتربا من شاشة التلفزيون لمشاهدة لحظة وصول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ عائدا الى السلطنة بعد اتمام العلاج في المانيا.
فهذه الصورة على عفويتها لم تكن الا نتاج 45 عاما من نهضة مباركة تحققت على أرض السلطنة اكتمل فيها البنيان من مؤسسات راسخة جعلت من الأمن والاستقرار متلازمة يشعر بها المقيم في السلطنة قبل ان تتحدث عنها المؤشرات الصادرة عن المؤسسات الدولية.
ولم تكن لهفة كل من تواجد على أرض السلطنة الى عودة جلالة السلطان منذ سفر جلالته الى المانيا لاجراء الفحوصات الطبية وتلقي العلاج قبل نحو ثمانية أشهر الا رغبة في لقاء القائد اذ أن جلالة السلطان ومع ما حققه من تطور مؤسسي على مدار سنوات النهضة المباركة قد أرسى دعائم من الطمأنينة على استقرار الأوضاع في مختلف الظروف وما أدل على ذلك من بقاء الأوضاع بالسلطنة على استقرارها رغم ما تشهده المنطقة من عواصف سياسية واقتصادية يعلمها القاصي والداني.
لكن انتظار العمانيين لعودة جلالة السلطان خاصة منذ الاطلالة السامية لجلالته في الخامس من نوفمبر الماضي مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد ما كان الا تجسيدا لعلاقة ذات خصوصية تمتنت وتعمقت من خلال سياسة فريدة اتبعها جلالة السلطان باتت مثالا يحتذى في نظم الحكم والادارة.
فمن قبل تأسيس النظام البرلماني ووصولا الى مجلس عمان بغرفتيه (مجلس الدولة ومجلس الشورى) كانت الجولات السامية التي تجوب سنويا مختلف ربوع السلطنة في اطار حرص جلالته على الاستماع بنفسه لمتطلبات شعبه دون وسيط وفي لقاءات مباشرة تعقد أينما حط الموكب الميمون في المخيم السلطاني كما يحرص جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال هذه الجولات على التحدث الى الشعب وشرح ما تم انجازه وما يؤمل تحقيقه بوضوح وشفافية مع اسداء التوجيهات في المسائل الآنية وفقا لمتطلبات المرحلة.
ومن قبل سياسات وبرامج الضمان الاجتماعي برز الحرص السامي منذ اليوم الأول على الاخذ بيد مستحقي الضمان الاجتماعي وعمل على اسداء التوجيهات السامية لتوفير الحياة الكريمة لهم وتمكينهم من أنشطة انتاجية تعينهم على قضاء حوائج ومتطلبات الحياة.
ومن هنا توطدت أواصر العلاقة لتتخطى المتعارف عليه في العلوم السياسية وتتحول من علاقة بين حاكم ومحكوم الى علاقة أب وقائد بأبنائه من الشعب يتشاركون معا في مسيرة بناء الوطن.
ومن هذه العلاقة الفريدة بين القائد وشعبه كان انتظار العمانيين أمام شاشات التلفزيون مساء الثالث والعشرين من مارس 2015 مترقبين بيانا صدر عن ديوان البلاط السلطاني ليعلن عودة جلالة السلطان الى أرض الوطن.
فبهذا البيان انطلقت مسيرات العمانيين في ربوع السلطنة حمدا لله بعد ان منَّ على جلالة السلطان المعظم بالشفاء وعودته الى أرض الوطن معبرين عن ولائهم وعرفانهم لقائد المسيرة ومجددين العهد على المضي قدما في مواصلة البناء مبتهلين الى الله عز وجل أن يحفظ جلالة السلطان ويمده بمزيد من الصحة والعافية.