شهد حضورا عمانيا كبيرا بمناسبة تكريم الشاعر عبدالله الخليلي

الكويت ـ خلفان الزيدي:
وسط حضور عماني كبير، احتفلت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري مساء أمس الأول (الأحد) بانطلاق فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي في موسمه الثامن، والذي يحتفل فيه بالشاعر العماني الكبير عبدالله بن علي الخليلي إلى جانب الشاعر الكويتي راشد السيف.
حفل الافتتاح أقيم على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح وحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، واستهل بجولة في معرض الكتاب الذي أقامته المؤسسة وتضمن إصدارات عن الشاعرين المحتفى بهما عبدالله الخليلي وراشد السيف وكتب أخرى.
ثم ألقى رئيس المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين كلمة الافتتاح، أشار عبرها إلى أنه ليس من المبالغة أن نقولَ إن العربَ هم أمةُ الشعر، فلا يذكر التاريخُ الإنسانيُّ أمةً أولع أفرادها بالشعر على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية كالعرب؛ فالعربيُّ إما شاعرٌ أو راوٍ للشعر أو مستنسخٌ له أو مستشهدٌ به.
ومنذ عهد الصحراء إلى عهد المدن والحضارة، إلى العصر الحديث عصر العلم بقي العرب على علاقة بالشعر، وظل الشعرُ أحدَ قسماتِ الشخصية العربية.
وقال البابطين: لقد وجد لفيفٌ من العرب في الشعر مجالًا معرفيًّا واسعًا ينفتح على كثير من العلوم يغذيها ويتغذّى بها، ووجد فيه البعضُ الآخرُ فضاءً جماليًّا يهذب النفس ويرتقي بها فوق الضرورات الحياتية إلى معارج الروح والوجدان، ووجد فيه آخرون حافزًا للهمم، ودافعًا إلى التمسك بالقيم والمثل العليا. ولم يوجدْ موقفٌ من المواقف إلا استدعي الشعر فيه ليكون معبِّرًا عن الموقف أو شاهدًا أو محرِّضًا.
في مجالس الخلفاء والأمراء؛ حضر الشعرُ ليمنحَهم فسحةً من المتعة بعيدًا عن ضجيج الأحداث وعنائها، وفي مواقف الحب البشري اختلط دمعُ العاشق بنبضِ القصيدة، وفي مواقف العشق الإلهي حلَّقَ المتصوفُ إلى الملكوت الأعلى على جناح الشعر، وفي غبار المعارك استدعي الشعرُ بكل كبريائه واندفاعه ليشدَّ من عزيمة المقاتل، وبذلك لبّى الشعرُ كل تطلّعاتِ العربي ونوازعه.
وتحدث البابطين عن عرف المؤسسة في مناسبات ربيع الشعر، وهو إلقاء الضوء "على بعض شعرائنا المعاصرين وفاءً منها لما قدموه لأمتهم وتذكيرًا للجيل المعاصر بالرواد الذين أخلصوا للكلمة وأطلقوا في سماء الشعر نجومًا جديدة".
وقال: وفي مهرجان ربيع الشعر الثامن يسعد المؤسسةَ أنها أعدت ثلاثةَ عشرَ إصدارًا احتفاء بهذه المناسبة، ومن أبرز هذه الإصدارات ديوانُ السَّيفيَّات للشاعر الكويتي راشد السيف، وهو ديوان ضخم يقع في ثلاثة مجلدات، وينشر لأول مرة، وقد استخلصناه من مخطوطات وقصائد الشاعر التي كتبها بخط يده، وبقيت منزوية بعيدة عن الضوء.
ومن إصداراتنا البارزة في هذا المهرجان أيضًا كتابان عن شاعر عُمان الكبير عبدالله بن علي الخليلي من إعداد المهندس سعيد الصقلاوي، والدكتور أحمد درويش، وفي هذين الإصدارين قصائدُ جديدةٌ تنشر لأول مرة لشيخ شعراء عمان.
وهناك إصداران للدكتور عبدالله أحمد المهنا خصص أحدهما لدراسة الشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح والذي جاء بعنوان تمرد امرأة خليجية، والثاني دراسة نقدية للشعر العربي في الكويت، مشيرا بأن المؤسسة بهذه الإصدارات تتابع نهجها الذي سارت عليه في التعريف بأقطاب الشعر المعاصر في الوطن العربي.
وحيا البابطين في كلمته الضيوف الذين وفدوا من أقطار عربية شقيقة ليبرهنوا أن الشعرَ العربي لا يمكن أن يؤخذ إلا كحزمة واحدة تشمل كل بقاع الوطن العربي، والمدعوين من الكويت الذين أكدوا بحضورهم إخلاص هذا البلد للشعر العربي وللثقافة العربية. والمؤسسة باقية على العهد أن تكون صوت الشعر العربي، وحاميته بمساندتكم جميعًا.
ثم ألقى معالي وزير الإعلام الكويتي ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح كلمة أشار من خلالها إلى أن مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته التي تحتفل اليوم بالقصيدة العمانية، تأتي تأكيداً على تلاحم الفكر الخليجي في الكلمة واللفظ والقول والفعل استناداً إلى انتمائه العربي الواسع من الخليج إلى المحيط، الذي ينعقد في رحاب مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي قبلة شعراء العرب وباحثيهم، بما تشتمل عليه من صنوف المعرفة والثقافة الشعرية العربية.
بعد ذلك بدأ الحفل الغنائي الذي قدمته الفنانة اللبنانية غادة شبير وغنت من خلاله مجموعة من قصائد الفصحى للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين.
ويتواصل مهرجان ربيع الشعر بتقديم مجموعة من أوراق البحث حول شخصية الشاعرين المحتفى بهما، ففي الجلسة الأدبية الأولى حول الشاعر راشد السيف سيضيء تجربته كل من الدكتور يعقوب الغنيم ونايل السيف، فيما يضيء تجربة الشاعر عبدالله الخليلي كل من الدكتور أحمد درويش والمهندس سعيد الصقلاوي والشاعر الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي، بالإضافة إلى أمسيات شعرية يتخللها المهرجان ويشارك فيها من السلطنة المهندس سعيد الصقلاوي والشاعر هشام الصقري.