أخطاء بالجملة وأداء متواضع وهدف منتخبنا لعلى البوسعيدى

رسالة الدوحة : صالح البارحي :
خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مواجهته الدولية الودية أمام شقيقه المنتخب الجزائري بنتيجة كبيرة وصلت إلى 4 أهداف مقابل هدف واحد ، في اللقاء الذي جرت أحداثه مساء أمس بملعب ستاد سحيم بن حمد بنادي قطر بالعاصمة القطرية الدوحة ، حيث قدم منتخبنا أداء شابه الكثير من الأخطاء والتي ساهمت في ولوج أربعة أهداف على مدار شوطي المواجهة ، كما اختفى الاداء الإيجابي للفريق الأحمر وتاه أمام محترفي الجزائر الذين عرفوا كيف يتجاوزون كبوة خسارتهم أمام قطر وديا بهدف نظيف والعودة للجزائر بفوز كبير يساهم في تحسين تصنيفهم الدولي قبل التصفيات المونديالية .
سجل أهداف المنتخب الجزائري كل من اسحاق بلفوضيل ( هدفين ) وسفيان فيغولي (هدفين) فيما تكفل علي البوسعيدي بتسجيل هدف منتخبنا الوحيد باللقاء .

هدف مباغت

بداية سريعة للقاء الأشقاء خاصة من جانب المنتخب الجزائري الذي أراد مباغتة المنتخب العماني بهدف سريع وكان له ما تحقق عند الدقيقة الثانية بعد أن أخطأ حسن مظفر في كيفية إبعاد الكرة من أمام منطقة جزائه بشكل غريب للغاية رغم سهولتها لتصل إلى اسحاق بلفوضيل لاعب نادي بارما الايطالي ليدفعها بمقدمة قدمه على يسار علي الحبسي هدفا أول في المباراة خلط أوراق لوجوين من بداية المباراة .

هدف أعطى أفضلية كبيرة للمنتخب الجزائري الذي سيطر على الملعب بالطول والعرض سانده في ذلك الأخطاء الدفاعية الغريبة جدا من قلبي الدفاع المسلمي وعبدالسلام ، وتراجع لمنتخبنا بشكل واضح أعطى فرصة للمنتخب الجزائري في أن يمرر الكرة بسهولة ويسر في وسط الملعب ومنها صناعة الفرص الواحدة تلو الأخرى ، وشكلت تحركات بلفوضيل وفوزي غلام وسفيان الفيغولي قلقا كبيرا على منتخبنا الوطني الذي غاب عنه التركيز بشكل واضح ليصبح الفريق الذي يبحث عن كيفية قطع الكرة فقط بدلا من بناء الهجمات وتسجيل الاهداف .

فارق الإمكانيات فرض نفسه كثيرا على ملعب المباراة ، فالتمرير القصير وتبادل المراكز وبناء الهجمات كان سهلا جدا بالنسبة للجزائريين بعد أن تباعدت خطوط منتخبنا كثيرا وزادت عليه الأخطاء عبئا آخر ، ركلة ركنية أولى في المباراة لمصلحة المنتخب الجزائري لعبها سفيان الفيغولي لم تأت بجديد (9) ، في حين بدأ لاعبونا يستعيدون ثقتهم بأنفسهم تدريجيا من خلال تحركات رائد ابراهيم وعيد الفارسي ويعقوب عبدالكريم واحمد كانو لكنها تتكسر بسهولة عند تدخلات الدفاعات الجزائرية بقيادة رفيق حليش وعيسى ماندي على وجه التحديد ، وخطأ مشترك بين حليش وفوزي غلام يجد من خلاله رائد ابراهيم الكرة أمامه سهلة لكنه يلعبها بلا تركيز على يمين حارس المرمى عزالدين دوخة ليضيع هدف التعادل لمنتخبنا (15) .

تبادل الكرات بشكل أفضل بين لاعبي منتخبنا بعد أخذ الثقة تدريجيا في المباراة ، ليلعب سعد سهيل كرة عرضية لكن عزالدين دوخة الحارس الجزائري يبعدها بأطراف أصابعه إلى رمية تماس بلا جديد ، وركنية ثانية لمحاربي الصحراء ينفذها مهدي زفان يبعدها عبدالسلام عامر بعيدا عن مكمن الخطورة (18) ، وحسن مظفر يحاول اللجوء لخيار آخر في الوصول لمرمى دوخة ليسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء لكنها (متسرعة) وغير مركزة لم تشكل خطورة تذكر على المرمى الجزائري (20) ، تدخلات قوية من الدفاعات الجزائرية ضد قاسم سعيد ويعقوب عبدالكريم وجدت تدخل حكم المباراة الصربي فلادو جلادوفيتش الذي (نبه) ماندي لنهجه الذي يسير عليه دون أي بطاقة صفراء .
إيجابية في تحركات لاعبينا لكن بلا خطورة ، في حين هجمة منظمة من الجهة اليسرى للمنتخب الجزائري عند الدقيقة (24) تسفر عن هدف ثان لمحاربي الصحراء بعد أن تباطأ الدفاعات في إبعاد الكرة ، في حين تأخر علي الحبسي في الخروج لالتقاط الكرة كان سببا آخر في دخول هذا الهدف من كرة عرضية مرت أمام الجميع لتجد قدم سفيان الفيغولي حاضرة ليضعها هدفا ثانيا في شباك منتخبنا (25) ، لتصعب المهمة بشكل كبير على نجوم الأحمر نظرا لفارق الإمكانيات بين الطرفين .

هدف ثالث يضيع للمنتخب الجزائري بذات النهج وهي الكرات العرضية التي لا تجد تعاملا إيجابيا من لاعبينا معها ، لتمر عرضية عيسى ماندي امام الجميع يجدها فيغولي الخطر أمامه يلعبها من لمسة واحدة تصطدم بالعارضة ليضيع الهدف الثالث للجزائريين (27) ، لوجوين من خارج الملعب يوجه بضرورة منع انطلاقات الجزائريين من الأطراف وهي مكمن خطورة الفريق الأخضر نظرا للارتباك الذي يصاحب الخط الخلفي للاحمر .

ابراهيم شنيجي يرهق سعد سهيل ورائد ابراهيم ويواصل انطلاقاته المميزة من الجهة اليمنى لمنتخبنا ، وعبدالعزيز المقبالي يلعب كرة رأسية جميلة بعد عرضية سعد سهيل لكنها باحضان عزالدين دوخة المتمكن (36) وهو التهديد الأول لمنتخبنا على مرمى الجزائر الذي يسير المباراة كيفما يشاء بعد أن سارت الامور بالنسبة له كما ينبغي منذ الدقائق الأولى ، تمريرات زادت عن (10) بالنسبة لمنتخبنا من أجل إيجاد ثغرة للوصول لمرمى دوخة تسفر عن عرضية سهلة لحسن مظفر يلتقطها دوخةمن أعلى نقطة بلا خطورة (40) ، الضغط المباشر على حامل الكرة لم يعط المقبالي وقاسم ويعقوب الفرصة في توظيف الكرات القليلة التي تصلهم بين الفينة والأخرى ، وانطلاقة ساحرة من اسحاق بلفوضيل بين دفاعات منتخبنا بعد تمريرة متقنة من فوزي غلام لكن تسديدة بلفوضيل كانت سهلة في أحضان الحبسي (44) ، قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بتقدم المنتخب الجزائري بهدفين نظيفين .

الشوط الثاني

الشوط الثاني بدأه بول لوجوين بدخول محسن جوهر بدلا من عبدالعزيز المقبالي وعلي البوسعيدي بدلا من قاسم سعيد واحمد سليم بدلا من حسن مظفر في محاولة لتجربة أكبر عدد من اللاعبين وتغيير نهج اللعب في ذات الوقت ، إلا ان المنتخب الجزائري كاد أن يضيف الهدف الثالث لولا أن كرة بلفوضيل مرت على يمين القائم الامين لعلي الحبسي (46) ، مع بقاء ذات الايجابية في الاداء الجزائري وذات الغياب لمنتخبنا رغم التغييرات .

تقارب الخطوط واللاعبين مع بعضهم البعض والضغط على حامل الكرة بالنسبة للاعبي المنتخب الجزائري أعطاهم الافضلية في كل شيء بثقة تامة ، هدوء في رتم المباراة من جانب فريق الجزائر بعد أن حقق هدفه المنشود بأقل مجهود في لقاء الأشقاء ، في حين تواصل بحث منتخبنا عن العودة للمباراة بتسجيل هدف تقليص الفارق على أقل تقدير إلا أن اللعب كان على غير هدى ، وتدخل أول لمدرب الجزائر فوركوف بدخول اسلام سليماني وخروج ياسين براهمي (59) .

ولان الوضع سلبي من جانب لاعبي منتخبنا سواء في إبعاد الكرات أو التمركز في الخطوط الخلفية ، فإن الأمر لابد أن يتغير للأفضل بالنسبة للفريق الجزائري الذي استغل هفوات سهلة للاعبينا ليسجل هدفين سريعين بأقل مجهود ، حيث جاء الأول عن طريق عرضية متقنة من مهدي زفان على قدم سفيان الفيغولي الذي لعب كرته بسهولة في المرمى على يمين علي الحبسي (60) ، اعقبه هدف رابع عن طريق بلفوضيل بعد تمريرة خلف المدافعين من سليماني (62) ليفقد بعدها لاعبو منتخبنا كل الفرص للعودة للمباراة .

تدخل جديد للمدرب الجزائري بخروج ابراهيم شنيحي ودخول رياض محرز ، فيما ركلة مباشرة لمنتخبنا تحتسب قريبة من منطقة الجزاء ينبري لها محسن جوهر يلعبها سهلة في يد الحارس دوخة (68) ، وتدخل جديد من بول لوجوين بدخول وليد السعدي وعلي النحار بدلا من يعقوب عبدالكريم ورائد ابراهيم ، وقبلها علي البوسعيدي يسجل هدفا جميلا من فوق الحارس الجزائري (73) بعد تمريرة في عمق الدفاع الجزائري .

الحبسي يبعد هدفا خامسا للجزائر عن طريق رأسية متقنة من سليماني إلى ركنية بلا جديد ، والجزائريون يكتفون بما سجلوه في شباك منتخبنا ليبدأوا في التراجع للمناطق الخلفية والبدء في هجمات مرتدة ، وتدخل جديد لمدرب الجزائر بدخول يوسف بلايلي وكارل مادجاني (83) ، وأعقبهم دخول رشيد غزال من أجل تجربة عدد أكبر من اللاعبين بعد أن اطمأن على النتيجة ، ولوجوين يدفع بعزان عباس بدلا من محمد المسلمي (86) ليتواصل العطاء بين الطرفين بنفس النهج حتى صافرة النهاية ، لينتهي اللقاء بفوز المنتخب الجزائري بنتيجة 4 / 1 بجدارة واستحقاق .

15 لاعبا محترفا

ضمت قائمة المنتخب الجزائري الشقيق (15) لاعبا من أصل (22) لاعبا وهم : فوزي غلام ( نابولي الايطالي ) رفيق حليش (قطر القطري) اسحاق بلفوضيل (بارما الايطالي) سفيان الفيغولي (فالنسيا الإسباني) ياسين براهمي ( بورتو البرتغالي ) نبيل بن طالب ( توتنهام الانجليزي ) سفير تايدر ( ساسولو الايطالي ) عيسى ماندي (ملعب رامس الفرنسي ) مهدي زفان ( ليون الفرنسي ) جمال مصباح ( سمبدوريا الإيطالي ) رياض محرز ( ليستر الانجليزي ) مدحي لحسن ( خيتافي الاسباني ) كارل مادجاني ( طرابزون سبورت التركي ) اسلام سليماني ( سبورتنج لشبونة ) رشيد غزال ( ليون الفرنسي ) .

الميمني يصل الدوحة ولكن !!

تواجد نجم منتخبنا سابقا ومساعد مدرب نادي فنجاء والمحلل الفني بقناة بي إن سبورت في الدوحة يوم أمس بدعوة من قناة بي إن سبورت من أجل تحليل المباراة ، إلا أنه عاد خالي الوفاض لأرض السلطنة بعد أن حرمت حقوق النقل عدم قدرة القناة على نقل المباراة .

الجماهير حاضرة

حضرت المباراة جماهير غفيرة شجعت المنتخب الجزائري طيلة الدقائق التسعين ، وكانت مؤثرة بشكل كبير في تسيير دفة المباراة لمصلحة فريقها ، كما حضرت جماهير عمانية لكنها قليلة مقارنة بالجماهير الجزائرية .

تشكيلة المنتخب

دخل منتخبنا المباراة بتشكيلة مكونة من علي الحبسي في حراسة المرمى ومعه عبدالسلام عامر ومحمد المسلمي وحسن مظفر وسعد سهيل في الدفاع واحمد كانو ورائد ابراهيم وعيد الفارسي وقاسم سعيد في خط الوسط ويعقوب عبدالكريم وعبدالعزيز المقبالي في الهجوم .

تشكيلة الجزائر

المنتخب الجزائري دخل المباراة بتشكيلة مكونة من عزالدين دوخة في حراسة المرمى وفوزي غلام ورفيق حليش واسحاق بلفوضيل وسفيان الفيغولي وياسين براهمي ونبيل بن طالب وابراهيم شنيحي وسفير تايدر وعيسى ماندي ومهدي زفان .