قلب "شعراء" عُمان ينبض في الكويت

الكويت ــ من خلفان الزيدي
احتفت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في أولى جلسات مهرجان ربيع الشعر العربي، المقام حاليا في الكويت بالشاعر الكويتي الراحل راشد السيف، وذلك تزامنا مع طباعة أعماله الشعرية الكاملة "السيفيات".وفي الجلسة التي أدارتها الدكتورة فاطمة العازمي، قال حفيد الشاعر نائل السيف: "إن الحفاظ على الديوان كان مسؤولية عظيمة عليَّ، حيث إنه كان يحتوي ليس فقط على أحداث عائلية من الولادة والزواج وغيره، بل كان يتضمن أشعارًا وثقت التاريخ في الأحداث المحلية والعالمية، وانعكاس ذلك على شعره، حيث ترى الغيرة على الوطن العربي والعروبة والإسلام فكان تارة يحذِّر، وتارة أخرى يذكر وتارة ثالثة يحزن على ما جرى".فيما عبر الدكتور يعقوب الغنيم صديق الشاعر الراحل، عن سعادته برؤية الديوان مطبوعا، مشيرا إلى أن السيفيات كان حلمنا القديم.. وكان حلم الشاعر راشد السيف، الذي كان يتمنى تحقيقه".وتحدث الدكتور الغنيم في ورقته التي قدمها في الاحتفاء عن صديقه بالقول: "الأستاذ الشاعر راشد السَّيف أستاذي منذ بدأت أخطو خُطواتي الدراسية الأولى في المدرسة النظامية الثانية في الكويت وهي المدرسة الأحمدية، وقد كان هذا الرجل الإنسان هو ناظرها، وكان حريصًا علينا نحن الطلاب يمدّنا بالمعلومات ويحنو علينا".وبعد أن استعرض مسيرة حياتهما، أشار الغنيم أن كل ذلك يدلل على سبب سروره "بصدور «السَّيفيات» ومدى هذا السرور، فقد تحققت لي وللشاعر آمال كنا نأملها معًا إلى أن استجاب الله لنا، فتكرم الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين بطبعها، فله الشكر على ما قدّم للكويت وللشعر ولي خاصة في هذا المجال". وتحدث الغنيم عن ديوان «السَّيفيات» مشيرا إلى أن من يطّلع عليه فإنه سوف يرى في قصائده كثيرًا من الأمور التي تضع أمام عينيه نماذج للأحداث التي مرت بالكويت، وسوف يرى مدى علاقاته بكثير من الناس في داخل الكويت، وخارجها، وباعتباره مُعلّمًا فإننا نلاحظ مدى اهتمامه بالتعليم وبالمعلمين وبالأنشطة التي تقوم بها المدارس أو دائرة معارف الكويت. وفي شعره أيضًا نغمة عربية شريفة تحدث فيها عن كل ما يجري في بلاد العرب منذ حرب طرابلس الليبية ضد إيطاليا إلى حرب بورسعيد المصرية في سنة 1956م إضافة إلى اهتمامه بالدعوة إلى المؤازرة بالنفس والمال لأنه يرى أن وقوفنا مع أمة العرب إنما هو وقوف مع أنفسنا.

قلب عُمان ينبض في الكويت
وفي الأمسية الشعرية الأولى التي أقيمت ضمن المهرجان، نظم عدد من الشعراء العمانيين معبرين عن امتنانهم للكويت وأهلها ممثلة في مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري‘ التي تحتفي في هذا المهرجان مع الشاعر راشد السيف بأمير البيان الشيخ عبدالله بن علي الخليلي، وحملت القصيدة عنوان "قلب عُمان ينبض في الكويت".وشارك في القصيدة التي ألقاها غصن بن هلال العبري، كل من الشعراء محمد بن عبدالله الخليلي والدكتور عبدالله بن مبارك العبري وسليمان بن علي العبري وغصن بن هلال العبري وأحمد بن هلال العبري والدكتور علي بن هلال بن العبري وموسى بن قسور العامري وحمد بن حارث الحراصي وناصر بن سعيد الرواحي. وتقول بعض أبيات القصيدة المشتركة، والتي قدمت كتذكار شكر إلى رئيس المؤسسة عبدالعزيز بن سعود البابطين:
حملنـا يـا ( كـويتُ ) لكِ القلوبا دعاها ( البابطينُ ) فما استقرّتْ
من الأشواقِ توشِـكُ أنْ تذوبا كأنْ فَتحَ الجِنانَ وقال طوبى
و( مسقطُ ) بالسلام أتت إليكم تشاطركم حديثَ الشعر فخراً
براها الشوقُ في الأحشا لهيبا بأمجادِ الأُلى فتحوا الدُّروبا
تجمّعْنا على شعراء لُسْنٍ كشاعرنا الذي هامُ القوافي
( خليليُّ ) البيانِ ومِنْ ( خليلٍ ) له ( وحيُ النُّهى ) حِكَمٌ ونورٌ
بنوا بالشِّعرِ مجداً لنْ يغيبا له دانَتْ، فأعلاها مُجيبا
أريبٌ في العُلا أهدى أريبا و( وحيُ العبقريَّةِ ) فاحَ طِيبا
وشارك في الأمسية كذلك من الشعراء المهندس سعيد الصقلاوي وخلف الخالدي من الكويت وفاروق شوشة من مصر ومشعل الزعبي من الكويت وإياد أحمد هاشم من العراق وحيدر العبدالله من السعودية وطلال الخضر من الكويت ومحمد خميس من سوريا وعبدالمنعم سالم من مصر بالإضافة إلى رئيس المؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين.وقد شهد مهرجان ربيع الشعر العربي في موسمه الثامن حضورا عمانيا كبيرا، لنظرا لإحتفاء المؤسسة في هذا المهرجان بالشاعر عبدالله بن علي الخليلي، وتمثل هذا ااحتفاء باصدار كتابين عن الشاعر حمل الأول "الشيخ عبدالله بن علي الخليلي كلاسيكية متجددة" إعداد المهندس سعيد الصقلاوي والكتاب الثاني حمل عنوان ""عبدالله الخليلي شيخ شعراء عمان" إعداد الدكتور أحمد درويش. وبالإضافة إلى ذلك خصصت الجلسة الأدبية الثقافية في المهرجان عن الشاعر الشيخ عبدالله الخليلي، وستحمل هذه الجلسة ثلاث إضاءات يشارك فيها كل من الدكتور أحمد درويش والمهندس سعيد الصقلاوي والشيخ محمد بن عبدالله بن الخليلي. ويسجل الشاعر هشام الصقري تواجده في الأمسية الشعرية الثانية التي تقام ضمن فعاليات المهرجان، بجانب الشعراء والأدباء العمانيين الذين ازدان مهرجان ربيع الشعر العربي بوجودهم.