كتب: يوسف الحبسي
عقدت السلطنة ومملكة هولندا صباح أمس مباحثات رسمية حول تطوير الموانئ والخدمات اللوجستية لتسهيل عملية التجارة بفندق جراند حياة مسقط ، ترأسها من الجانب العماني معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، ومن الجانب الهولندي معالي ليليان بلومين وزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي، وذلك في إطار توطيد التعاون الاستراتيجي بين السلطنة ومملكة هولندا.
جرى خلال الجلسة بحث أوجه التعاون في مجال النقل والموانئ والتسهيلات التجارية والخدمات اللوجستية، حيث قدمت ليليان بلومين برنامجين تدريبيين في مجال الخدمات اللوجستية والإحصاء لوزارة النقل والاتصالات والمركز الوطني للإحصاء.
حضر جلسة المباحثات من الجانب العماني سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية، وسعادة أحمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة والصناعة، وسعادة الدكتور خليفة بن عبدالله البرواني الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء وعدد من المسئولين فيما حضرها من الجانب الهولندي سعادة رينيه بووس جونز الأمينة العامة لوزارة الخارجية الهولندية، وسعادة أحمد أبو طالب عمدة مدينة روتردام، والوفد المرافق.
وصرح معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات أن العلاقات الصداقة بين السلطنة ومملكة هولندا تمتد إلى سنوات عديدة في المجالات الاقتصادية والسياسية تبلورة في العصر الحديث بمشروع ميناء صحار وهو إحدى ثمار النجاح في العلاقة بين البلدين، ولمملكة هولندا مساهمة كبيرة في تطوير قطاع النقل العام والموانئ في السلطنة، وامتداداً للعلاقة بين السلطنة ومملكة هولندا هناك تعاون مشترك في القطاع الذي تسعى السلطنة للترويج له بشكل أكبر وهو القطاع اللوجستي .. مشيراً معاليه إلى أن المحادثات بين البلدين تركزت في كيفية تفعيل القطاع اللوجستي في السلطنة والاهتمام بالقضايا المساندة لهذا القطاع مثل تسهيل التجارة والتنفتيش والاجراءات للتسريع في نقل الحاويات وغيرها بالإضافة إلى التدريب والتأهيل والتسويق، وستكون للسلطنة شراكة استراتيجية مع الحكومة الهولندية في تطوير القطاع اللوجستي، ومملكة هولندا تعتبر ثاني أفضل دولة على مستوى العالم في القطاع اللوجستي بحسب مجموعة البنك الدولي، وسوف تكون هولندا مساندة وداعمة للسلطنة في هذا القطاع.
وقال معاليه : قدمت الحكومة الهولندية مبادرة ببرنامجيين تدريبيين أحدهما للقطاع اللوجستي وخاصة بوزارة النقل والاتصالات، ويشمل كيفية تطوير القطاع في السلطنة، والآخر لقطاع الإحصاء الخاص بالقطاع اللوجستي ويتطرق إلى كيفية مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي للسلطنة، وإبراز الإحصائيات الخاصة بهذا القطاع، وهذا البرنامج خاصة بالمركز الوطني للمعلومات والإحصاء، وهذه بادرة ستفتح مجالات أخرى وستكون هناك زيارات متبادلة بين البلدين لفهم أعمق في كيفية إدارة القطاع اللوجيستي، والسلطنة تعول على هولندا وخبرتها في هذا القطاع المهم لرفد الاقتصاد الوطني.
وهنأت معالي ليليان بلومين وزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي الهولندية الشعب العماني بمناسبة المقدم الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وقالت : أن جلالة السلطان المعظم وثق العلاقات بين البلدين واليوم نمتلك طاولة مستديرة بين السلطنة وهولندا عبر المشاريع الاقتصادية في السلطنة ومنها القطاع اللوجستي .. ونتشرف أن نقدم برنامجين تدريبيين مرتبطين بالقطاع اللوجستي في إطار علاقات الصداقة بين البلدين حيث نعلم أهمية قطاع اللوجستي في بناء الاقتصاد الوطني .
وأضافت: لقد قمنا بزيارة ميناء صحار التي يمثل العلاقة الوطيدة بين السلطنة وهولندا من خلال التعاون مع ميناء روتردام ونحن نتطلع إلى التعاون المستقبلي في شتى المجالات ومنها الطاقة المتجددة.
كما قام الوفد بزيارة إلى ميناء صحار حيث التقى بسعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة وعدد من ممثلي المجتمع المحلي، والإدارة التنفيذية بشركة ميناء صحار الصناعي.
وقالت سعادة باربرة يوزيوس سفيرة المملكة الهولندية المعتمدة لدى السلطنة: إن الصداقة والشراكة بين بلدينا عميقة وطويلة الأمد، فالعلاقات التجارية بين عمان وهولندا تعود إلى أكثر من 350 عاماً، ففي الواقع، نمت خلال السنوات الأخيرة التجارة بين البلدين على نطاق واسع، وأتطلع إلى استمرارية هذه العلاقات الخاصة في المستقبل.