كتب - خالد بن خليفة السيابي:
احتضن مسرح تقنية الخوير مساء أمس الأول العرض المسرحي "المنجور" ومسرحية "خلطة الناصر" وذلك في إطار الاحتفال بيوم المسرح العالمي الذي نظمه النادي الثقافي بالتعاون مع جماعة المسرح بكلية العلوم التطبيقية بصور والجمعية العمانية للمسرح، بحضور كبار الفنانين وعشاق المسرح. في البداية كانت هناك كلمة لخالد العامري رئيس الجمعية العمانية للمسرح وكلمة النادي الثقافي قدمها الفنان طالب بن محمد البلوشي وجاء فيها "من المعلوم للجميع أنه بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ عام 1962م وبات من التقاليد المسرحية أن يكلف في كل عام مسرحي مميز لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح والذي يصادف السابع والعشرين من مارس من كل عام. وأضاف الفنان طالب بن محمد: عادة ما تلقى كلمة اليوم العالمي للمسرح من مقر منظمة اليونسكو في باريس ويتم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم. ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح "آرثر ميلر" "لورنس أوليفيه" " بيتربروك" "مارتن أصلان" "سعدالله ونوس" "فتحية العسال" والدكتور "سلطان القاسمي" أما هذا العام 2015م فقد نشرت الهيئة العالمية للمسرح الكلمة التي كتبها المخرج البولندي "كريستوف ورليكوفسكي" وترجمتها إلى العربية الدكتورة " نهاد صليحة". وأضاف أن من أهم ما قاله البولندي كريستوف "إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيدا عن الخشبة فهم غير معنيين بالمسرح كآلة لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي غالبا ما تتجاوز قاعات التمثيل" وأضاف كريستوف: نحن نستنسخ صورا للعالم بدلا من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما ترتكز على الانفعالات التي تموج تحت السطح والحق أنه لا شيء يضاهي المسرح في قدرته على الكشف على العواطف الخفية. بداية العرض المسرحي كانت مع "خلطة الناصر" من تأليف وإخراج محمد الناصر وينتمي إلى ما يعرف بستاند آب كوميدي بالاشتراك مع فرقة مسقط الموسيقية حيث قدم الناصر مواقف فكاهية تفاعل معها الجمهور بحرارة حيث أطرب الحضور وصفق له الجمهور كثيرا. تلتها مسرحية "المنجور" من تأليف الفنان عبدالله البطاشي وإخراج الفنان يوسف الدرويشي ودارت أحداث العرض في بيت لأسرة تقطن مدينة يتفشى فيها وباء خطير مما يدفع بجهة مجهولة إلى فرض الإقامة الجبرية على هذه الأسرة على اعتبار أنها الأسرة الوحيدة التي لم تلوث بالوباء وصولا إلى مفارقات اجتماعية تشير إلى وجود شرخ اجتماعي ونفسي في علاقة الأسرة وارتباطها مع بعضها البعض فتترتب على ذلك مواقف وأحداث تكشف عن خطورة وجود الشقاق الداخلي المكبوت بين أعضاء الأسرة. تفاعل الحضور مع أحداث العرض وإبداع المواهب الشابة التي قدمت لوحة فنية جميلة وحرفنة المخرج الشاب يوسف الدرويشي. وبنهاية العرض المسرحي تحدث مؤلفه عبدالله البطاشي لـ"الوطن" قائلا: مسرحية المنجور جزء من عملية مستمرة من سنوات طويلة والاشتغال على الموروث الشعبي ومحاولة مسرحة الموروث الشعبي ونقله على خشبة المسرح ومسرحية المنجور واحدة من سلسلة تلتها الرزحة والنيروز إضافة إلى العديد من النصوص التي لم تنفذ على خشبة المسرح. أما المخرج يوسف الدرويشي فقال: مسرحية المنجور شاركت بمهرجان المسرح الجامعي وحازت العديد من الجوائز ومن ضمنها أفضل عرض متكامل وها نحن اليوم بين أيدكم نقدم رسالة ونشارك بيوم المسرح العالمي والمسرحية حملت أبعادا أتمنى أن تكون قد وصلت للجميع بشكل مبسط وجميل. وأضاف: أحب أن أتحدث عن نهاية أحداث المسرحية حيث كانت غير متوقعة أن الأم في هذه الأسرة تكون هي القاتلة والوباء الحقيقي الذي عصف بأمان واستقرار هذه العائلة وكما هو متعارف عليه في البشرية أن الأم هي منبع الحنان والرحمة والعطف في كل أسرة. أما الفنانة أماني المعمرية من كلية العلوم التطبيقية بصور فتحدثت عن دورها بمسرحية المنجور وهي الابنة المأسورة بالأغلال معلقة أيديها على شجرة حيث كانت هذه الابنة ضحية وتحت سيطرة أهلها وتعيش بكبت وقهر وعذاب جسدي ونفسي وأضافت المعمرية أن هذه هي أول مشاركة لها خارج حدود المهرجانات وقد كان لها مشاركات بالمهرجانات الجامعية ومن جوائزها فازت بأفضل ممثلة ثانية بالمهرجان الثاني بصلالة، حيث سبق وأن عرضت المسرحية في المهرجان الثاني بصلالة أواخر 2014م على مستوى الكليات التطبيقية والجامعات.