مسقط ـ "الوطن":
أظهر استطلاع قيم الشباب العماني الذي أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ديسمبر الماضي وأعلنت نتائجه مؤخرا أن 87% من الشباب المشتغلين من سن 18 إلى 29 سنة والذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالأمان الوظيفي بدرجات تتراوح بين العالية "43%" والمتوسطة "44%"، حيث يمثل المشتغلون 43% من العينة المكونة من 1243 مواطنا 44% منهم يعملون بالقطاع الحكومي و54% بالقطاع الخاص و2% يمارسون أنشطة أخرى.
وتمثلت فئة الباحثين عن عمل بـ 25% من العينة و11% ربات بيوت و20% طلاب متفرغين في حين كان 1% غير قادرين على العمل.
وسجلت أعلى درجات الشعور بالأمان الوظيفي في محافظات الوسطى بنسبة 59% والظاهرة بنسبة 55% وجنوب الشرقية بنسبة 54% بينما رصدت أدنى المعدلات في محافظات جنوب الباطنة بنسبة 32% وشمال الشرقية بنسبة 37% وظفار بنسبة 39% في حين كانت النسبة في مسقط 45%.
ويزيد الشعور بالأمان الوظيفي بين الاناث 45% بنسبة طفيفة عن الذكور 43% حيث يمكن ارجاع ذلك الى أن نسبة كبيرة من الإناث اللاتي شملتهن العينة يعملن في القطاع الحكومي والذي تزيد فيه درجة الامان الوظيفي بدرجة كبيرة عن المشتغلين بالقطاع الخاص أو العائلي حيث تبلغ النسبة في القطاع الحكومي 67% مقارنة مع 24% في القطاع الخاص أو العائلي.
وترتفع نسبة الشعور بالقلق من عدم الحصول على فرصة عمل في أوساط الباحثين عن عمل والطلاب المتفرغين وربات البيوت لتصل الى نسبة 60% "3 من كل 5" مقابل 40% لا يشعرون بالقلق من عدم الحصول على فرصة عمل.
وتتفاوت نسبة القلق في المحافظات حيث توجد أعلى مستويات القلق من عدم الحصول على عمل في محافظة مسندم بنسبة 86% تليها الوسطى بنسبة 76% ثم جنوب الشرقية بنسبة 73% والبريمي بـ72% بينما توجد اقل مستويات القلق في محافظات الداخلية بنسبة 43% وجنوب الباطنة بنسبة 52% وظفار بنسبة 58% في حين كانت نسبة القلق من عدم الحصول على فرصة عمل في محافظة مسقط 59%.
ويزيد مستوى القلق من عدم الحصول على فرصة عمل في المستقبل بدرجة طفيفة بين الاناث لتبلغ نسبته 60% عندهن مقارنة بـ58% لدى الذكور كما تزيد نسبة القلق لدى الحاصلين على تعليم أعلى من الثانوي لتصل الى 79% مقارنة بـ57% للحاصلين على تعليم ثانوي و59% للحاصلين على تعليم اقل من ثانوي.
وفيما يخص التعليم ومهارات الحياة أظهرت نتائج الاستطلاع أن الشباب العماني يعتقدون أن أكثر المهارات التي يوفرها النظام التعليمي هي الثقة في التواصل والتفاهم بشكل فعال مع زملائهم ورؤسائهم في العمل حيث ذكر ما يقارب 7 من كل 10 من الشباب أن هذه المهارة متوفرة بدرجة عالية جداً "25%" أو عالية "46%" وفي المقابل نجد أن نصف الشباب فقط ذكروا أن النظام التعليمي يوفر مهارات التعامل وإيجاد حلول لخلافات الأسرة وخلافات العمل والدراسة.
كما أظهرت النتائج وجود بعض التباين في الآراء حول مدى توفير النظام التعليمي للمهارات الحياتية الأساسية للطلاب حيث تبين أن الإناث يعتقدن بدرجة اكبر من الذكور أن النظام التعليمي الحالي بالسلطنة يوفر المهارات الأساسية للطلاب حيث يعتقد 65% من الاناث على سبيل المثال أن النظام التعليمي يوفر للطلاب مهارة مواجهة التحديات في الحياة الشخصية والعملية مقابل 59% فقط من الذكور.
وبشكل عام جاء التواصل بشكل فعال مع الزملاء والرؤساء في العمل في مقدمة المهارات الحياتية التي يرى الشباب أن النظام التعليمي يوفرها للطلاب ثم يليها مواجهة التحديات في الحياة الشخصية والعملية ثم تنظيم إدارة وقت الفراغ ووقت العمل ثم اتخاذ القرارات في مواقف الحياة الحقيقية وأخيرا التعامل مع الخلافات الأسرية وخلافات العمل.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع انه كلما ارتفع المستوى التعليمي انخفض الاعتقاد بتوفير النظام التعليمي للمهارات الحياتية الأساسية ومثال ذلك مهارة تنظيم وادارة وقت الفراغ ووقت العمل حيث يعتقد 65% من الشباب الحاصلين على تعليم أقل من الثانوي أن النظام التعليمي يوفر هذه المهارة مقابل 48% فقط من الحاصلين على تعليم أعلى من الثانوي.
كما ينخفض الاعتقاد بتوفير النظام التعليمي للمهارات الحياتية الأساسية مع زيادة العمر بين الشباب فمثلا تصل نسبة من يعتقدون أن النظام التعليمي يوفر مهارة التواصل بشكل فعال مع الزملاء والرؤساء في العمل بين الشباب في الفئة العمرية من 18 الى 24 سنة الى 74% بزيادة 9 درجات مئوية عن الشباب في الفئة العمرية الأكبر "من 25 الى 29 سنة".
وحول استخدام أدوات التواصل الاجتماعي أوضحت نتائج استطلاع قيم الشباب العماني أن استخدام الانترنت وأدوات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر والمنتديات الإلكترونية وغيرها تنتشر بين الشباب بدرجة كبيرة حيث ذكر 64% ممن شملهم الاستطلاع أنهم يستخدمون أدوات التواصل الاجتماعي بين مرة على الأقل كل ساعة يوميا "بنسبة 12%" إلى استخدامها مرة أو مرتين فقط شهريا "6%".
كما لوحظ وجود تفاوت كبير في مدى استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بحسب كل محافظة حيث أن أعلى مستويات الاستخدام كانت في مسقط بنسبة 81% تليها البريمي بنسبة 78% ثم الظاهرة بنسبة 73% بينما توجد أقل مستويات الاستخدام في محافظات جنوب الباطنة بنسبة 54% والداخلية بنسبة 56% والوسطى بنسبة 57%.
ويزيد معدل استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بين الذكور عن الإناث حيث تقول نتائج الاستطلاع أن نصف الذكور يستخدمون تلك الوسائل بشكل يومي مقابل 37% فقط من الإناث.
كما يزيد استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بارتفاع المستوى التعليمي بشكل عام .. فاثنان تقريبا من كل 5 "58%" من الشباب الحاصلين على تعليم أعلى من الثانوي يترددون على تلك المواقع بشكل يومي مقابل 34% فقط من الحاصلين على تعليم اقل من الثانوي.
كذلك تقل كثافة زيارة مواقع التواصل الاجتماعي مع تقدم العمر، حيث نجد أن 47% من الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة يستخدمون تلك المواقع يوميا مقابل 39% للشباب في الفئة العمرية الأكبر "من 25 إلى 29 سنة".
وتتباين آراء الشباب حول مدى الامان في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وما يمكن ان ينشروه أو يشاركوه على صفحاتهم بشكل آمن.
ويرى ثلثا الشباب تقريبا "63%" أن تلك المواقع آمنة جدا أو آمنة الى حد ما لعرض ومشاركة الاراء الخاصة ووجهات النظر كما نجد أن هذه النسبة تنخفض بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بمشاركة البيانات الشخصية حيث تصل الى 29% أو الصور والفيديوهات الخاصة والعائلية لتصل الى 21%.
ويتفاوت الاعتقاد بمدى الأمان في استخدام أدوات ومواقع التواصل الاجتماعي حيث يزيد الاعتقاد بأمانها عند استخدام البيانات الشخصية بين الذكور 35% عن الاناث 22% أو الصور والفيديوهات الشخصية "25% للذكور مقابل 16% للاناث" وفي المقابل يزيد الاعتقاد بالأمان فيما يتعلق بمشاركة الاراء الخاصة ووجهات النظر بين الاناث 70% عن الذكور 58%.
كما يزداد الشعور بالأمان مع ارتفاع مستوى التعليم وذلك عند مشاركة الآراء الشخصية ووجهات النظر بينما يقل عند مشاركة الصور والفيديوهات الشخصية والعائلية في حين لا تختلف النسب المتعلقة بمشاركة البيانات الشخصية.
كذلك تقل نسبة الاعتقاد بالأمان عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مع تقدم العمر وخصوصا فيما يتعلق بنشر ومشاركة البيانات الشخصية.
وحول الحالة الاجتماعية والأسرية للشباب أظهرت نتائج استطلاع قيم الشباب العماني أن 42% ممن شملتهم العينة من المتزوجين حاليا بينما كانت الغالبية 57% منهم لم يسبق لهم الزواج بالإضافة إلى نسبة قليلة لا تتعدى الـ1% من المطلقين والأرامل والمنفصلين.
كما يعيش ما يقارب نصف الشباب في العينة 52% في أسر نووية "التي يعيش فيها الأب والأم وأبناؤهم غير المتزوجين فقط" بينما يعيش الباقي "48%" في أسر ممتدة "التي يعيش فيها اقارب آخرين غير الأب والأم والأبناء غير المتزوجين".
وتزيد نسبة الشباب الذين يفضلون العيش في أسر ممتدة 53% عن الذين يفضلون الأسر النووية 46.8% كذلك أعربت نسبة ضئيلة من الشباب 0.2% عن رغبتهم في العيش بمفردهم.
وتوجد أعلى نسبة للشباب الذين يعيشون في أسر ممتدة في محافظات البريمي 63% والظاهرة 58% بينما توجد أعلى نسبة للشباب الذين يعيشون في اسر نووية بمحافظة مسقط 63% والوسطى 56%.
ويزيد تفضيل الأسرة النووية بدرجة طفيفة بين الإناث عن الذكور "48% مقابل 46%" .. كما يزيد تفضيلها بين أصحاب التعليم أعلى من الثانوي وأيضا مع التقدم في العمر.
وحول مدى ادراك الشباب بدور القيم الدينية في الحفاظ على تماسك الأسرة وترابط المجتمع تشير نتائج الاستطلاع إلى أن كل الشباب في العينة تقريباً يدركون مدى أهمية القيم الدينية للحفاظ على تماسك الأسرة وترابط المجتمع وأن النسبة العظمى من هؤلاء الشباب ذكروا ان القيم الدينية مهمة جدا في هذا الخصوص في المقابل ذكرت نسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 0.6% أنهم محايدون وأن القيم الدينية ليست ذات أهمية كبيرة لتماسك الأسرة وترابط المجتمع.